إنطلقت يوم الأربعاء بكلية العلوم الاجتماعية والإسلامية بجامعة الحاج لخضر في مدينة باتنة (شرق الجزائر) يوم الأربعاء الأيام الأوراسية الأولى للطب تحت عنوان "الشخص المسن .. الأمراض و الأخطار". وتناقش هذه التظاهرة العلمية التي تدوم يومين بمبادرة من "الأوراس صحة" و هي جمعية جامعية للقاءات وتبادل الخبرات في المجال الصحي، ظاهرة الشيخوخة من حيث ضرورة التكفل بفئة المسنين والاهتمام بالأخطار التي تداهمهم في هذه المرحلة من العمر ودراسة السبل الكفيلة بالتخفيف منها و كذا توفير الإمكانات اللازمة لهذه الشريحة حتى تتمكن من مسايرة التغيرات التي تواكب تقدم السن. و تمثلت أهم المحاور التي طرحت للمناقشة سواء فيما يخص المحاضرات الشفوية أو المداخلات عن طريق الملصقات و كذا الورشات في صحة الشخص المسن بالجزائر و صحته القلبية التنفسية و الأمراض المتعلقة بالغدد والكبد وصحته العقلية بالإضافة إلى الأمراض المعدية والجلدية التي تصيب هذه الفئة وكذا الأمراض الجراحية وتلك التي تتعرض لها العظام والدم كلما تقدم الإنسان في العمر. وأكدت البروفيسور نادية قرينات نادية (طبيبة متخصصة في الإنعاش والتخدير) و عضو في اللجنة العلمية للتظاهرة بأن اللقاء جاء لإيصال أكبر قدر ممكن من المعلومات عن هذه الشريحة من المجتمع وطرق التكفل بها إلى كل مهنيي قطاع الصحة وطلبة كليات الطب بالإضافة إلى كل الفاعلين في جهاز قطاع الصحة بإشراك مختصين من مختلف جهات الوطن. فهذا الموضوع تضيف البروفيسور قرينات جد حساس لاسيما و"أننا نلاحظ في الجزائر خلال السنوات الأخيرة ارتفاع في طول عمر المسنين أحيانا إلى ما بعد 100 سنة وهي ظاهرة تتطور من سنة إلى أخرى لذا علينا أن نجد إستراتيجية للتكفل بهذه الفئة التي كثيرا ما ترتبط بالعديد من الأمراض المزمنة كارتفاع الضغط الشرياني وأمراض السكري والروماتيزم". ولأن هذه الفئة تتطلب عناية خاصة ليس اجتماعية فقط و إنما صحية من حيث التشخيص الجيد للإمراض وتحديد الأدوية بدقة والمتابعة الآنية للعلاج فإن مثل هذه اللقاءات ضرورية وستمكن الكثير من الأطباء لاسيما العامين (الذين يلجأ إليهم المسنون في الغالب) وكذا الصيادلة وشبه الطبيين من التعامل مع هذه الفئة وخاصة ذات الأمراض المزمنة بدراية بالأخطار المحدقة بها حسب ما أكد المتدخلون في الفترة الصباحية لأن الشيخوخة تحدي آخر ستواجهه الجزائر في السنوات المقبلة وعليها التحضير لرفعه منذ الآن. و للإشارة فإن هذه التظاهرة التي لاقت إقبالا كبيرا من طرف الأطباء والطلبة في يومها الأول كانت مصحوبة بمعرض متنوع حول أهم الأدوية التي توصف عادة للمرضى من الأشخاص المسنين شاركت فيها العديد من المؤسسات والمخابر الصيدلانية ومن باتنة وعدد من ولايات شرق البلاد.