تنشط دول الاتحاد الأوروبي وفي مقدمتها ألمانيا، لإنقاذ اتفاقية الأجواء المفتوحة الموقعة عام 1992، والتي أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أخيراً، انسحابه منها بحجة الانتهاكات الروسية المستمرة لها، لا سيما أن الولاياتالمتحدة تعتبر أنها وحلفاءها مهددون عسكرياً. فيما بدت موسكو متشككة في مستقبل المعاهدة، التي دخلت حيز التنفيذ عام 2002، إنما من دون أن تعلن رفضها المطلق للحوار والتوصل إلى تسوية تقضي بالامتثال للبنود التعاقدية في الاتفاقية، وهو ما أمل به كلّ من الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ ومنسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، لأن ذلك من شأنه أن يعيد الولاياتالمتحدة للتفكير في قرارها، وبالتالي عدم التسبب بالقلق للأوروبيين، لما لهذه الاتفاقية من أهمية في بناء الثقة ورفع مستوى الشفافية والأمن، عدا عن دورها في ضبط التسلح عالمياً. ويدور كل ذلك وسط قناعة أوروبية مشتركة حول أهمية إيجاد صيغة لتقريب وجهات النظر. ففي ألمانيا هناك نقاشات سياسية حول الدور المحوري الممكن لبرلين تأديته في هذا المجال من خلال الضغط على موسكو وإقناع واشنطن بالرجوع عن خيار الانسحاب، أما باقي الشركاء الأوروبيين بينهم بلدان مثل بلجيكا وتشيكيا وإيطاليا ولكسمبورغ وهولندا واسبانيا وفنلندا والسويد، فوجّهوا عبر وزراء الخارجية رسالة أعربوا فيها عن أسفهم للخطوة الأميركية، معبرين عن قناعتهم بأن الاتفاقية «عملية ومفيدة».