يقول عدد من المحللين السياسيين أنه من الواضح ان التوقيع على مذكرة التفاهم في هذا التوقيت تحديدا لم يكن من قبيل المصادفة، وإنما يأتي كاستجابة للغزو الروسي لجورجيا، ويعد التوقيع السبيل الذي تعمل بولندا من خلاله على التأكيد أن محاولات موسكو إرهاب جيرانها لن تنجح، وأن بولندا لا تخشى الدب الروسي، في المقابل، تهدد موسكو مرة أخرى بوقف إمدادات الغاز الطبيعي عن بولندا، في الوقت الذي يتحدث فيه جنرالات روسيا عن تداعيات عسكرية بالغة السوء. يذكر انه تم بدء تنفيذ هذا التفاهم بتوقيع اتفاق للدرع الصاروخية بين الولاياتالمتحدة وبولندا يوم 20 من أوت 2008 في مدينة وارسو، بمقتضاه ستتمكن الولاياتالمتحدة من نشر 10 صواريخ أمريكية على الأراضي البولندية بحلول عام ,2012 يمكنها تدمير صواريخ بالستية بعيدة المدى. ورأى البعض أن تردد بولندا الواضح تجاه التوقيع على المذكرة يعود إلى خوفها من إثارة سخط موسكو التي توفر الجزء الأكبر من وارداتها من الغاز الطبيعي والتي لا تزال تشكل تهديدا عسكريا لبولندا. ------------------------------------------------------------------------ ''الدرع الصاروخي'' يعود ليهدد العلاقات الاميركية الروسية ------------------------------------------------------------------------ عادت قضية ''الدرع المضاد للصواريخ'' لتهدد بتوتير العلاقات بين الولاياتالمتحدةوروسيا من جديد، وتزعم الولاياتالمتحدة انها ترغب بنشر منظومة الدرع المضادة للصواريخ في دول اوروبا الوسطى بحلول ,2013-20-11 ''للتصدي لاي هجمات محتملة من دول مثل ايران''. لكن روسيا نددت بهذا المشروع الذي يمثل، في نظرها، تهديدا لامنها، وقالت في وقت سابق انه لو كانت الولاياتالمتحدة تخشى التهديدات الإيرانية بالفعل لكانت قد وافقت على مقترحها بالحصول على بيانات عن عمليات إطلاق الصواريخ من محطة رادار روسية ومحطة رادار ثانية تديرها روسيا في أذربيجان. وذلك بدلا من نصب الدرع في وسط أوروبا، وتغطي محطة رادار (قابالا) وهي من اكبر المحطات في العالم وتقع في شمال اذربيجان المحيط الهندي والشرق الاوسط ومعظم شمال افريقيا ويمكنها رصد الصواريخ التي تطلق من هذه المواقع. غير ان مسؤولين امريكيين اكدوا مرارا ان وجود رادار في جمهورية التشيك وصواريخ مضادة في بولندا يتيح موقعين مثاليين للتصدي لتهديدات صاروخية من ايران والشرق الاوسط، ورفضوا قبول المقترح الروسي كبديل للدرع الصاروخية، ويقول روبرت بل نائب رئيس شركة ''ساينس ابلبيكشنز انترناشيونال كورب'' لتكنولوجيا الامن الامريكية، تصلح كاضافة. ولكن كبديل فانها تثير عدة قضايا ليس اقلها هندسة الاعتراض. وتتميز مبادرة الدرع الصاروخية بتطوير منظومات اعتراضية قادرة على صد اي صواريخ باليستية جوالة قد تطلقها بلدان ''مارقة''، حسب وصف واشنطن، على الاراضي الاميركية من خلال اطلاق صواريخ اعتراضية تحمل ما يسمى بكبسولات التدمير الذكية ذات القدرة على المناورة للتصدي للراس الحربي الهجومي، وتنطلق كبسولات التدمير المناورة من مقدمة الصاروخ الاعتراضي على مسافة عالية جدا من سطح الارض عند تخوم الفضاء ويعتمد مدى نجاح المنظومة بكاملها على قدرة كبسولة التدمير على اصابة الرأسي الحربي للصاروخ المهاجم اصابة مباشرة، وهو ما يشبه بالفعل محاولة صد رصاصة باطلاق رصاصة اخرى عليها. ويرى عدد من الخبراء انه في حال ابرام هذه الاتفاقات مع دول اوروبا الوسطى فيمكن ان تتوقع واشنطن تعاونا اقل من جانب موسكو في ملفات ساخنة مثل الملف النووي الايراني. وتوقع اناتول ليفين البروفسور في الكلية الملكية في لندن والمستشار في مركز الابحاث ''نيو اميركا فاونديشن'' في واشنطن ''ان النية الحسنة الروسية لمساعدة الولاياتالمتحدة عندما تحتاج لموسكو ستتراجع اكثر''. ------------------------------------------------------------------------ الدرع الهجومي .. من الهجوم إلى الدفاع ------------------------------------------------------------------------ يعتقد الخبراء أن تصرفات موسكو مع جورجيا ستدفع فنلندا لطلب الحصول على عضوية الناتو في المستقبل القريب، ومن المحتمل بدرجة كبيرة أنه حال إقدام فنلندا على اتخاذ هذه الخطوة، ستحذو السويد حذوها. وفي النهاية، ستسفر تصرفات موسكو عن تركها في حالة من العزلة والحصار أكثر من أي وقت مضى، في هذه الحالة، من المحتمل أن تلجأ روسيا بصورة متنامية إلى تكتيكات الاستئساد لإعادة التأكيد على نفوذها. ومن أجل الحيلولة دون ذلك، ينبغي أن يضم الردع واسع النطاق بعدين، عسكري وغير عسكري، ويقول الخبراء اليوم، بات الردع يعني أكثر من مجرد التمتع بقدرة نووية انتقامية فاعلة، ما يطلق عليه البعض الردع الهجومي، وإنما بات من الضروري أيضا التمتع ب''الردع الدفاعي'' الذي يرمي لتعظيم صعوبة تحقيق العدو لأهدافه بصورة بالغة لا يمكنه التغلب عليها. وفي هذه الحالة، ستشكل المظلة المضادة للصواريخ التي تغطي كل أوروبا الشرقية جزءا لا يتجزأ من مثل هذا الردع الدفاعي واسع النطاق، وكذلك الحال مع نظام دفاع مدني نشط، وبرغم أن روسيا بالطبع ستبقى متمتعة بأسلحة نووية كافية لتدمير النظام الدفاعي الصاروخي المقترح، فإن النظام في حد ذاته سيمثل التزاما من جانب الولاياتالمتحدة وحلف الناتو بأمن أوروبا الشرقية. ------------------------------------------------------------------------ الدرع الصاروخي.. مزيد من سياسة الغطرسة الأمريكية! ------------------------------------------------------------------------ كان الإعلان الأمريكي عن الانسحاب رسميا من معاهدة الحد من الصواريخ الباليستية -في منتصف شهر ديسمبر 2001- بمثابة التعبير الرسمي عن فشل كافة الجهود الرامية إلى الوصول إلى حلول وسط بشأن تعديل هذه المعاهدة، بما يسمح للولايات المتحدة ببدء عمليات تطوير وإنتاج ونشر منظومات للدفاع المضاد للصواريخ الباليستية، حيث استخدمت إدارة بوش لهذا الغرض العديد من أدوات الإغراء والضغط مع الحكومة الروسية، إلا أن الأخيرة رفضت مرارا إجراء أي تعديل على معاهدة عام 1972؛ لأنها تعتبر حجر الزاوية في التوازن الإستراتيجي العالمي طيلة العقود الثلاثة السابقة. وقد فتح الانسحاب الأمريكي من معاهدة 1972 الباب أمام السير بقوة في طريق تطوير ونشر وإنتاج النظام الدفاعي الصاروخي، حيث تتبنى إدارة بوش خطة طموحة تقوم على الإسراع فورا في بناء نظام متعدد للدفاع الصاروخي، يتألف من صواريخ اعتراضية منطلقة من البر ومن سفن بحرية أو قواعد بحرية، بالإضافة إلى أسلحة ليزر منطلقة من طائرات. وقد قامت وزارة الدفاع الأمريكية في أواخر ديسمبر الجاري بإلغاء الشق البحري من البرنامج بعد أن تبين أنه يتطلب تكلفة عالية، وسوف تكون قدرته على إصابة الأهداف المعادية منخفضة، ولكنها واصلت تطوير المنظومات الدفاعية التي تنطلق من البر والجو، وتسعى إدارة بوش إلى الانتهاء من تطوير هذا النظام، وفي هذا السياق قد أجريت بالفعل أول تجربة للدفاع الصاروخي في 14 جويلية 2001 ، حيث نجح الصاروخ الاعتراضي في إسقاط صاروخ باليستي مهاجم فوق المحيط الهادئ عقب 20 دقيقة من إطلاقه، كما أجريت تجربة ناجحة جديدة في أوائل ديسمبر ,2001 وهو ما قدم دعما قويا لخطط إدارة بوش الطموحة في مجال الدفاع الصاروخي. ------------------------------------------------------------------------ المشروع الصاروخي .. بين الكلفة و ماهية الرابط الاستراتيجي ------------------------------------------------------------------------ تعطي بعض الدول اهمية كبرى لتكلفة الدرع الصاروخي، فاذا كان هدف الحكومة الامريكية زيادة نظامها الدفاعي الصاروخي الوطني بمواقع رادارات وطائرات اعتراضية جديدة في بولندا والجمهورية التشيكية، يطرح التساؤل حول أولوية دور الناتو في الدفاع الصاروخي والمفاهيم القديمة حول قوة الردع، بحسب مسؤولي الناتو، ففي فرنسا تساءل السياسيون إلى أي درجة يمكن ان يجلب هذا النظام الامريكي الممتد الحماية للأراضي الأوروبية؟ ، وبحسب قول روبير رنكيه، نائب مدير الشؤون الاستراتيجية في وزارة الدفاع الفرنسية، نحن بحاجة إلى فهم افضل للنوايا الامريكية. وقد تصدر رانكيه وآخرون مؤتمرا في 19 آذار ركز على الخطوات المقبلة للناتو بخصوص مسألة الدفاع الصاروخي، واتخاذ الإدارة الامريكية موقعين لطائرات اعتراضية للصواريخ في كاليفورنيا وآلاسكا، وإذا ما اختار الحلفاء ال26 ربط مسرح أنظمتهم الدفاعية الصاروخية بتلك التي للولايات المتحدة، فإن ذلك قد يكلف أكثر بقليل من مليار دولارأميركي خلال 25 عاما، بحسب الشركة التي تقوم بإنجاز منظومة الاتصالات للمرحلة الأولى للناتو. وتعد الكلفة قضية محورية ومركزية لبلد كفرنسا مثلا، فقد صرح رانكي قائلا '' فكوننا بلداً ذا حجم متوسط، فإن مواردنا محدودة وعلينا تحديد أولوياتنا تبعا لذلك''، واضاف إن الدفاع الصاروخي ليس أولوية بالنسبة لفرنسا، كما أننا لا نجد فعاليتها المكلفة فعالة جدا. وبعيدا عن غموض الكلفة، فإن عدد من العواصم الأوروبية تحاول التركيز على ماهية الرابط الاستراتيجي، إذا وجد بين النظام الدفاعي الصاروخي الامريكي وجهود الناتو لتطوير نظامه الدفاعي الصاروخي المتوسط القابل للانتشار المعروف بمسرح الدفاع الصاروخي فمنذ أن أطلق هذا النظام، أولا: كفكرة مدروسة في أوائل التسعينات، يتقدم نظام الدفاع القابل للانتشار التابع للناتو بسرعة. فعقد المرحلة الأولى مع المصانع تم التوقيع عليه في السنة الماضية، ويبدأ العمل الآن على تطوير تجربة قيادة وتحكم لربط أنمظة الدفاع الصاروخي الوطني المتوسطة والقصيرة المدى المختلفة القابلة للانتشار عبر التحالف. وبالعمل معا مع نفس شبكة اتصالات القيادة والتحكم الهادفة، فإن هذه الأنظمة ستجعل الناتو قادرا على حماية الجيش خارج المنطقة من هجمات صاروخية تكتيكية. وقد تم تطوير هذه التجربة وإذا ما كانت ناجحة، فإن ذلك سيسمح للتحالف بالمحافظة على قدرة تشغيل أولية بحلول2010 وهذا النظام سيشكل حماية ضد الصواريخ البالستية ذات الارتفاع المنخفض. وبالمقابل، فإن نظام الدفاع الصاروخي الامريكي قد صمم للبحث عن صواريخ بالستية طويلة المدى واستهدافها على ارتفاعات عالية وبالرغم من أن النظامين يتصديان لتهديدات مختلفة، فإنهما، إذا ما انضما معا، سيوفران درعا دفاعية قادرة على التصدى لسلسلة واسعة من التهديدات الصاروخية. «ان نظام الدفاع الصاروخي الأوسع، أكثر بكثير من كونه امتدادا لسلسلة واحدة بما يذكر غالبا في الصحف»، بحسب تيد وايتسايد رئيس وكالة أسلحة الدمار الشامل في الناتو. ------------------------------------------------------------------------ ما حاجة أوروبا إلى الدفاع الأمريكي المضاد للصواريخ؟ ------------------------------------------------------------------------ لم يقدم أي من الزعماء الأوروبيين حتى الآن جوابا واضحا عن هذا السؤال. إذ ترى مستشارة ألمانيا أنجيلا ميركل، مثلا، أن الإجابة عنه من شأن روسيا التي يبنى هذا الدفاع بجانبها والولاياتالمتحدة باعتبارها الباني الرئيسي لهذه المنظومة الدفاعية، وينبغي أن يكون جوابهما وليدة توافق بين الجانبين. فتعتقد القيادة الروسية في الكرملين وهيئة الأركان العامة أن عناصر المنظومة الأمريكية للدفاع المضاد للصواريخ المنوي نشرها في أوروبا موجهة ضد روسيا وأن حماية أمريكا من الصواريخ الكورية الشمالية والإيرانية ما هو سوى واجهة، لقد زعمت الولاياتالمتحدة في البداية أن منظومة الدفاع المضاد للصورايخ الجاري بناؤها مخصصة حصرا لحماية حلفائها في أوروبا من الصواريخ الكورية الشمالية والإيرانية. ولكن هنا نتساءل ما الذي يدفع كوريا الشمالية إلى قصف أوروبا؟ ويطبق نفس السؤال على إيران التي ليست علاقاتها مع أوروبا متوترة إلى درجة توترها مع الولاياتالمتحدة، وفي هذا السياق قالت صحيفة '' الغاردين '' البريطانية لقد صرحت وارسو بأنها لا تخاف من الصواريخ الإيرانية وإنما تخاف من الصواريخ الروسية. فقد توصلت الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفيتي منذ 35 عاما إلى استنتاج طبيعي مفاده أن تعزيز الدفاع الإستراتيجي لأحد الطرفين يقلل على نحو ملموس من القدرة الدفاعية للطرف الآخر، وتفرض معاهدة الدفاع المضاد للصواريخ التي وقعها الطرفان في عام 1972 والبروتوكول الملحق بها في عام 1974 تقييدات شديدة على تطوير وسائل الدفاع الإستراتيجي وعلى توزيعها الجغرافي، ومن الطبيعي أن ظهور وسائل الدفاع الأمريكي المضاد للصواريخ في أوروبا محفوف بمخاطر الرد المتناسب من جانب روسيا. واعتبرت هيئة الأركان العامة الروسية أن أحد الخيارات الأولى يمكن أن يتمثل في انسحاب روسيا من معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى، لكن هذا الخيار للرد غير المشابه يبدوا مبالغا فيه لأن هذه الصواريخ لا تهدد صاحب منظومة الدفاع الصاروخية أما فسخ إحدى المعاهدات القليلة المتبقية في مجال نزع الأسلحة النووية فقد يتمخض عن نتائج لا تحمد عقباها. بيد أن معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى باتت مصدر صداع فعلي بالنسبة لروسيا التي أتلفت بموجب معاهدتها مع أمريكا صواريخها ذات المدى المتوسط والقصير فوجدت نفسها في محيط من الدول التي تنتج نفس هذه الصواريخ دونما أي قيود. وبينها الكوريتان والصين والهند وباكستان وإيران. ولكن لا يجوز أبدا ربط هذه المشكلة بمنظومة الدفاع المضاد للصواريخ، وهذا مفهوم للجميع في روسيا. خاصة وإذا راعينا أن واشنطن وقعت عام 1987 معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى مع روسيا نتيجة لضغط من قبل حلفائها في الناتو. وكان بإمكان المرء أن يتفهم دواعي القلق الذي ساد الناتو وبالتالي أوروبا الغربية آنذاك لأن القارة الأوروبية كانت مدججة بالصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى مثل صواريخ ''بيرشينغ'' الأمريكية والصواريخ المجنحة المرابطة على الأرض والصواريخ السوفيتية ذات الرؤوس الحربية الانشطارية من طراز ''س س - .''20 وبموجب معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى تم إتلاف 1836 صاروخا سوفيتيا و859 صاروخا أمريكيا، وبعد مناقشة قصيرة على مستوى الخبراء تم العثور على الرد. فكما اتضح تقدر الصواريخ البالستية الروسية العابرة للقارات من طراز ''توبول - م'' اليوم على اختراق أي دفاع مضاد للصواريخ. مع العلم أن الصواريخ العابرة للقارات يمكن أن تستعمل على مسافات أقل مما يعوض عن غياب الصواريخ المتوسطة المدى. ------------------------------------------------------------------------ مستقبل التوازن الإستراتيجي العالمي ------------------------------------------------------------------------ يمثل الموقف الأمريكي من قضية الدفاع الصاروخي تعبيرا عن مفاهيم جديدة في الفكر الإستراتيجي الأمريكي، تقوم على أن الولاياتالمتحدة لم تعد في حاجة إلى استمرار الالتزام بمعاهدات واتفاقيات عفا عليها الزمن، وترتبط بتوازنات الحرب الباردة. ونظرا لأن الولاياتالمتحدة باتت القوة العظمى الوحيدة في عالم ما بعد الحرب الباردة، فإن المفكرين الأمريكيين المحافظين خاصة يرون أن للولايات المتحدة الحق في أن تحدد قائمة اهتماماتها الدفاعية والإستراتيجية وفق متطلبات أمنها القومي فقط، ودون التقيد بمواقف القوى الدولية الأخرى، بل إن هذه القوى يجب عليها أن تكون ''تابعة'' للموقف الأمريكي.