اقترحت المحافظة السامية للأمازيغية، أمس، في وثيقة تضم ملاحظات واقتراحات بخصوص المشروع التمهيدي لمراجعة الدستور، إنشاء مجلس أعلى للأمازيغية. وفي تصريح للصحافة على هامش منتدى «تامازيغت تورا» الذي يعتبر ورشة عملية مخصصة لاعتماد القصص الأمازيغية المجمّعة والموجهة للطبع في مختلف التنوعات اللغوية الأمازيغية المستعملة في الجزائر، قال الأمين العام للمحافظة، الهاشمي عصاد أن هذه الأخيرة «موجودة كأداة مؤسساتية لكن يجب دعمها وتحويلها إلى مؤسسة دستورية، وهذا من خلال إنشاء المجلس الأعلى للأمازيغية مثلما هو الحال بالنسبة للغة العربية والمجلس الإسلامي الأعلى». وأوضح عصاد أنه سلم اقتراحات المحافظة يوم 17 ماي الفارط إلى رئاسة الجمهورية، مضيفا أن مؤسسته اقترحت كذلك دمج المادتين 3 و4 من الدستور في مادة واحدة تنص أن «اللغتين الوطنيتين الرسميتين هما العربية والأمازيغية». وكشف سي الهاشمي أنه تم «رفع تقرير مفصل لرئيس الجمهورية لإطلاعه عن الوضعية الحالية للمحافظة السامية للأمازيغية كهيئة رئاسية»، مشيرا إلى أن المحافظة بالرغم من مشاكل قائمة منذ سنوات، «لم تدخر أي جهد وتم تسيير أمور المحافظة السامية للأمازيغية بإرادة فولاذية جراء تجنيد استثنائي لموظفيها سمح لنا بتحقيق نتائج إيجابية وملموسة». جائزة رئيس الجمهورية مكسب وذكر أن آخر هذه الإنجازات هي جائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة الأمازيغية التي تهدف، كما قال، إلى تثمين وتشجيع البحث والإبداع الذي يعطي «المردود النوعي باللغة الأمازيغية أم مترجمة إليها»، معبرا عن تقديره للرئيس تبون الذي أكد عن «حرصه الواضح على دعم المحافظة مع الموافقة على تأسيس هذه الجائزة في اليوم المصادف للذكرى 25 لنشأة أول هيئة مكلفة برد الاعتبار للأمازيغية وترقيتها على المستوى المغاربي». ولدى تطرقه لعمل الورشة أكد عصاد أن إصدار سلسلة من القصص الأدبية المتداولة في الجزائر بمختلف المتغيرات اللسانية الأمازيغية، جاء بعد «نجاح عملية جمع التراث الأدبي الأمازيغي بفضل تجنيد واحترافية جمعيتين ثقافيتين أمازيغيتين ألا وهما «نوميديا» (وهران) و«تيفاوين» (الشلف)». وعبر ذات المسؤول في هذا السياق، عن أمله في أن تتوسع هذه التجربة إلى جمعيات ثقافية أخرى من مختلف مناطق الوطن لما لها من تداعيات إيجابية في مجال التنشئة الاجتماعية وترقية اللغة والثقافية الأمازيغيتين، مشير إلى أنه لضمان نجاح هذا المشروع، تم إسناد مهمة استغلال وتدقيق وتقنين الوسائط الموجهة للطبع إلى فريق عمل متعدد التخصصات تحت إشراف الباحث أولحا يزيد، أستاذ بجامعة معسكر وعضو بالجمعية الثقافية «نوميديا». عرفان للراحلة باركي كما أوضح أن وضع الأمازيغية كلغة رسمية، «يعزز تنميتها ويضمن استخدامها الأمثل، سواء على الصعيد المؤسساتي أو على أرض الميدان»، حيث أنها تستعيد، على حد قوله، «حياتها ونهضتها»، مضيفا أن هذا اللقاء يعد أيضا مناسبة للإعلان الرسمي عن برنامج النشر المعد من طرف المحافظة السامية للأمازيغية لسنة 2020 ومن ضمنها المجموعة القصصية الجديدة التي سيجرى إصدارها، كما أشار، مع المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية. ولم يفوت عصاد السانحة للتنويه بالدور «المميز والقوي» الذي قامت به الرئيسة السابقة للجمعية الوطنية «اقرأ» المرحومة عائشة مباركي في تجسيد عملية تدريس الأمازيغية للكبار عبر مختلف جهات الوطن وهذا بعد التوقيع على اتفاقية شراكة مع المحافظة السامية للأمازيغية سنة 2015.