فقدت الساحة العلمية والدينية الشيخ الجليل احمد مبطوش، أحد أعمدة التربية والإصلاح بولاية بومرداس، والقائم بشؤون زاوية سيدي أعمر الشريف ببلدية سيدي داود، بعد مسيرة علمية ودعوية حافلة بالعطاء، ومشاركات فكرية في الأنشطة الدينية التي كانت تعرفها مساجد الولاية ومدارسها القرآنية. ترك رحيل العلامة، الذي وهب حياته خدمة للتربية وتدريس العلوم الشرعية واللغة العربية أثرا بليغا في مقربيه وعائلته وتلامذته، الذين يشهدون له بغزارة العلم والتفاني في خدمة المجتمع وإصلاحه، وأيضا مكانته الكبيرة وسمعته التي كسبها في مسيرته كمعلم ثم كمدرس للقرآن والحديث بزاوية سي أعمر الشريف، التي تبقى إحدى منارات العلم والجهاد ضد الاستعمار الفرنسي ومنذ نشأتها قبل 4 قرون من قبل العلامة الصالح أعمر الشريف الإيراثني. الزاوية كانت ملتقى للفكر ولرموز الإصلاح في الجزائر وزعماء النضال الوطني، الذين ترددوا عليها لشحن الهمم منهم الأمير عبد القادر، لالة فاطمة نسومر، المقراني وصولا إلى الثورة التحريرية المباركة، حيث ساهمت الزاوية بشكل فعال في التنظيم ومناهضة الاستعمار ودعم المجاهدين ما جعلها تتعرض في عدة مناسبات إلى التخريب والغلق من قبل حاكم المقاطعة المعروف باسم «ابو». بعد الاستقلال واصلت الزاوية أداء رسالتها التعليمية إلى غاية التسعينيات القرن الماضي، وتعرضت مرات للتخريب ثم التوقف التام عن استقبال الطلاب، ثم عادت لها الحياة مجددا قبل سنتين باستئناف نشاطها بفضل الجمعية الدينية نور العلم، مع تخصيص مشروع لإعادة بنائها لمواصلة رسالتها ورسالة أعلامها الكبار.