أسفر وباء “كوفيد 19” عن خسائر معتبرة لقطاع السياحة العالمي، حيث تكبّد ما لا يقل عن 320 مليار دولار في الأشهر الخمسة الأولى من 2020، ما يشكّل تهديدا لدخل ملايين الأشخاص، وفق ما أعلنت منظمة السياحة العالمية أمس. وبحسب “الفرنسية” ونقلته “الاقتصادية، أفادت المنظمة الأممية ومقرها مدريد بأن الرقم “أعلى بثلاث مرات من الخسائر، التي سجلتها السياحة الدولية خلال الأزمة المالية العالمية 2009”. وتراجع عدد السياح في العالم 300 مليون بين جانفي وماي، أي ما يعادل 56 بالمائة، في وقت تضرّر قطاع السياحة جراء تدابير الإغلاق التي فرضت للحد من تفشي “كوفيد 19”، وفق المنظمة. وأفاد زراب بولوليكاشفيلي الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية بأنّ “هذه البيانات الأخيرة توضح أهمية إعادة إطلاق السياحة ما إن يعد ذلك آمنا، ويهدّد التراجع الهائل في السياحة العالمية مصادر رزق الملايين”. وبينما تعود السّياحة ببطء في بعض الوجهات، إلاّ أنّ الهيئة الأممية حذّرت من أنّ القطاع يواجه “مخاطر حدوث تطورات معاكسة” على غرار إعادة تفشي الفيروس، وخطر إعادة فرض تدابير الإغلاق والقيود على السفر وإغلاق الحدود في “معظم الوجهات”. وأضافت المنظمة أن الولاياتالمتحدة والصين، المصدرين الرئيسين للسياح دوليا، لا تزالان “في حالة جمود”. وتوقّعت المنظمة في ماي أن يتراجع عدد السياح دوليا نحو 60 إلى 80 بالمائة العام الجاري، على خلفية تفشي كورونا المستجد. وارتفع عدد السياح حول العالم 4 بالمائة في 2019 ليصل إلى 1.5 مليار، وكانت فرنسا البلد الأكثر جذبا للسياح تليها إسبانيا والولاياتالمتحدة. وكان 2009 آخر عام شهد تراجعا في عدد السياح دوليا عندما تسبّبت الأزمة المالية العالمية في انخفاض نسبتهم 4 في المائة. إلى ذلك، قال اتحاد النقل الجوي الدولي (إياتا) إن حركة الطيران العالمية لن تعود إلى مستويات ما قبل أزمة وباء “كوفيد 19” إلا في حدود 2024 على أقل تقدير. وتقدّر المنظمة، التي تضم 290 شركة طيران الأرباح الفائتة في 2020 للقطاع بنحو 419 مليار دولار، بسبب أزمة كورونا، وهي تمثل خسارة نصف الإيرادات العالمية من قطاع الطيران التجاري. وقال رئيس القسم المالي في “إياتا” برايان بيرس للصحافيين إن الضبابية بشأن موعد إعادة فتح الحدود هو العامل الرئيس، الذي يخيم على حركة (الطيران) الدولية. وأكّد بيرس خلال مؤتمر صحافي “وفق تقديرنا الآن لن نبلغ مستوى 2019 قبل 2024، أي بعد عام من توقّعاتنا السابقة”، مشيرا إلى توقّعات الشهرين السابقين. وأضاف أن الفصل الثاني من هذا العام “سيشهد انتعاشا أبطأ ممّا كنا نأمل، وقد لمسنا ذلك بالفعل في ماي وجوان، مشيرا إلى أنّ عودة كوفيد 19 أعاقت إعادة فتح الحدود في عدد من الدول. وتقدر المنظمة الآن أن انخفاض حركة الطيران في 2020 سيكون 63 بالمائة مقابل 55 بالمائة، وفق توقعاتها السابقة. وأشار المسؤول المالي إلى أنّ “التوقعات تعتمد إلى حد كبير على كيفية سيطرة الدول على الفيروس”، وأنّ توافر لقاح يمكن أن يحسن وضع شركات الطيران. —————