أعرب الاتحاد الدولي للنقل الجوي ''أياتا'' في بيانات عدة بعد ظهور البوادر الأولى لوباء إنفلونزا الخنازير، عن قلقه إزاء المخاوف من انتشار المرض، مشيرا إلى توقعات بأن يكون له بالغ الأثر على حركة النقل الجوي. ونقلت العديد من وكالات الأنباء العالمية عن المدير العام للاتحاد ''جوفاني بيسيجناني'' أنه من المبكر تقييم تأثير إنفلونزا الخنازير، مشيرا في الوقت نفسه إلى توقعات بتأثيرات بالغة على حركة المسافرين. وتأتي المخاوف الجديدة بعد أيام من إعلان ''أياتا'' الذي يضم 230 شركة طيران تسيطر على 93 في المائة من النقل الجوي الدولية، أن حركة نقل الركاب تراجعت في مارس الماضي بنسبة تجاوزت 11 درجة مئوية، مقارنة مع الشهر نفسه من العام .2008 وذكر الاتحاد أن الشحن الجوي العالمي تراجع شهر أفريل بنسبة 21 في المائة، مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي. وما زال قطاع الطيران يتذكر بأسى الخسائر التي مني بها في العام 2003 عندما انخفضت حركة النقل الجوي لشركات الطيران في منطقة آسيا والمحيط الهادئ الى النصف تقريبا في ماي من ذلك العام جراء انتشار مرض التهاب الجهاز التنفسي الحاد ''السارس''. وقدر تراجعت أعمال شركات النقل الجوي في هذه المنطقة بنحو ستة مليارات دولار في العام .2003 وأدى انتشار فيروس انفلونزا الخنازير الجديد في عدة مدن أمريكية إلى تراجع أسهم شركات النقل الجوي، ووكالات تنظيم الرحلات السياحية في البورصات، حيث يخشى المستثمرون أن يلغي السائحون ورجال الأعمال رحلاتهم. وتوقع الاتحاد الدولي للنقل الجوي قبل شهر تقريبا أن تشهد شركات الطيران خلال 2009 إحدى أصعب السنوات في تاريخها، فهي تعاني انهيارا في حركة الشحن بسبب تقلص النشاط التجاري العالمي، يضاف إلى ذلك توجه رجال الأعمال الذين كانوا يحجزون الأماكن الأغلى ثمنا الى بطاقات سفر أقل تكلفة. تراجع الرحلات الجوية وإلغاء العديد من السفريات إلى المكسيك وقد توقع محلل فرنسي أن تكون شركات النقل الجوي الأمريكية واللاتينية-أمريكية المتضرر الأكبر من هذا، فالمكسيك منطقة سياحية يقصدها خصوصا سائحون يأتون من الولاياتالمتحدة، وتحل في المرتبة الثانية الشركات الأوروبية، وعلى رأسها شركة الطيران الإسبانية ''ايبيريا''. وتأتي على سلم المتضررين المحتملين شركة ''بريتيش ايرويز'' البريطانية التي لديها رحلات عديدة إلى الولاياتالمتحدة، ثم شركة ''لوفتهانزا'' الألمانية تليها ''إير فرانس- كاي إل إم''. أما بالنسبة لشركات الطيران الآسيوية فيفترض أن تكون حالها أفضل خصوصا أن الرحلات بينها وبين أمريكا الوسطى غير مكثفة. واعتمد منظمو الرحلات السياحية في أوروبا الحذر، وأول من تفاعل مع هذا الواقع المستجد وكالة السفر الألمانية الكبيرة ''تي. يو. اي'' فقد قررت تجنب الرحلات إلى مكسيكو حتى الى غاية نهاية الأسبوع الجاري، وقدمت لكل المسافرين إلى المكسيك في تلك الفترة وجهات سفر بديلة. ونقلت وكالات الأنباء الإخبارية أن شركة ''توماس كوك'' البريطانية الكبيرة ألغت رحلاتها إلى منتجع كانكون في المكسيك حتى الخامس من ماي. ولم تكن صناعة السياحة بمنأى عن التأثر بأضرار الموجة التي أثارت ذعر الجميع خوفا من تحولها إلي وباء عالمي يحصد أرواح البشرية، لاسيما بعدما رفعت المنظمة العالمية للصحة درجة الخطر إلى المرتبة الخامسة، حيث أعلنت بلدان عدة رفع حالة الطوارئ بسبب انتشار فيروس ''إنفلونزا الخنازير''، وقد تسبب ذلك في الجني غير المباشر علي صناعة السياحة التي تعاني سلفاً جراء الأزمة المالية العالمية، في هذه المناطق، بل والمناطق التي لم يظهر بها المرض بعد. وتوقعت منظمة السياحة العالمية أن حالة من الركود ستصيب في العام 2009 السياحة الدولية، من دون استبعاد إمكانية تسجيل تراجع تصل نسبته إلى 2 في المائة. وفي الصين، إتخذ السائحون قرارا بإلغاء رحلاتهم إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية إثر التحذيرات التي أطلقتها الحكومة بشأن السفر إلى الدول التي ينتشر فيها إنفلونزا الخنازير. وأكد ''تشانغ وي'' مدير دائرة السياحة الخارجية للوكالة الصينية لخدمة السفريات الدولية، أن الوكالة لم تنظم رحلات فردية إلى المكسيك. وطلبت مصلحة السياحة الوطنية من المسافرين الاتصال بمكتب الفحص والحجر الصحي المحلي في حال الشعور بأي من أعراض الانفلونزا بعد قضائهم العطل, كما تفكر لجنة شانغهاي للسياحة بإصدار تحذير من السفر إلى المكسيكوالولاياتالمتحدة وكندا. وفي تايوان قد أعلنت وزارة الصحة التايوانية أن جميع السياح الذين يدخلون تايوان ملزمون بالمرور عبر جهاز لقياس درجة حرارتهم. وتزامن تفشي وباء إنفلونزا الخنازير مع مرحلة صعبة أصلا على شركات الطيران ووكالات السفر، إذ إن المؤسسات والأفراد يسعون إلى تقليص ميزانيتهم.