أطلت أميرة الطلب العربي وردة الجزائرية مؤخرا على الجمهور الجزائري بأغنية 'مازال واقفين'، التي وجدت الترحاب والقبول الكبير وحققت نجاحا في فترة عاش فيها وطنها مع الانتخابات التشريعية، وفي إطار الاحتفالات المخلدة لمرور نصف قرن من الحرية والاستقلال في بلدها الأم الجزائر.. وكعادتها عادت الكبيرة وردة الجزائرية لتغازل الأخضر، الأبيض، والأحمر في الاحتفالات المخلدة لخمسينية الاستقلال، لتعبر عن حضورها الدائم مع إخوانها الجزائريين في كل المناسبان والأعياد التي تتعلق ببلد المليون والنصف مليون شهيد. هي التي قالت عنها الأديبة الكبيرة زينب الأعوج 'وردة جبين الوطن العربي ..جنان من الورود وليست وردة واحدة' غنت أكثر من 30 أغنية وطنية، رغم أن منشأها في باريس، لكنها كانت جزائرية حتى النخاع، أمها اللبنانية لم تزر أو لم تعد إلى لبنان إلى أن وافتها المنية في باريس، وتبقى أميرة الطرب تلك الطفلة التي ورثت، حسب ما صرحت به في الكثير من الأحيان، الفن من أمها اللبنانية و حب الوطن والقوة من آبيها الجزائري. أعادت صاحبة 'عيد الكرامة' الطلة على الجمهور الجزائري ب'مازال وقفين' وتضع معهم اليد في اليد للاحتفال بخمسينية الاستقلال وتبرهن بعد الإشاعات التي لطالما لاحقتها وتقول لنا وردة تعيش لجمهورها ولفنها وما دامت قادرة على العطاء لن تبخل على جمهورها، وتحمل لهم في كل مرة مفاجأة جديدة، لكن شاءت الأقدار أن تغادرنا قبل الموعد، تاركة كليب أرادت كما عودتنا تقمص ألوان العلم الوطني، بحركاتها التي رافقت أغانيها في كل المناسبات والأعياد الوطنية، وبلباس لم تهمل فيه ولا مرة ألوان علمها الوطني، حيث تخصص ميزانية خاصة للظهور بلباس جزائري وألوان العلم الوطني. وسجلت الفنانة القديرة وردة وقفة ثائر لنفسها رغم بعدها عن البلد حيث قررت اعتزال الفن بسبب وقوع الجزائر تحت وطأة الاستعمار وظلت أميرة الطرب التي لم تنل حظها مثل أم كلثوم وهي في نفس طبقات صوتها، لتظهر مرة أخرى على ساحة الطرب بعد استقلال وطنها بصوتها الشجي الذي صدح في كل أنحاء الجزائر ب'عيد الكرامة'، 'بلادي احبك'، 'وحشتوني'وغيرها. ولم تغب وردة عن رسم التراث والتقاليد الجزائرية، لتنقل من خلال إحدى أغانيها عادات العائلية العاصمية وبالتحديد تلك التي عاشت في دويرات القصبة، وهي تتنقل بين أركانها بزي وديكور يميز بنت القصبة. وتبقى وردة الجزائرية سيدة الأغنية الوطنية وسيدة الفن والذوق الرفيع، وحدها تعطي لاحتفالات الجزائر وأعيادها طابعا خاصا ومميزا تجعلها احتفالات لكل الوطن العربي، فوردة بصوتها استطاعت أن توحد الشعوب العربية بفنها؟ وأعمالها الخالدة. سميرة لخذاري