بلدية بني يلمان من بلديات ولاية المسيلة، وهي تقع أقصى شمال الولاية، وقد سميت بني يلمان بهذا الإسم نسبة إلى الجد الأول المؤسس يلمان بن أمحمد الإدريسي الحسني الشريف وأصولهم من مدينة فارس، انتقل جدهم من فاس لأرض ونوغة المسماة القصبة، ثم انتشرت ذريته في الأوطان. وقد أسس يلمان قصبته في القرن الرابع الهجري، وتبعد عن عاصة الولاية ب 62 كلم، يبلغ عدد سكانها حاليا حوالي 8741 نسمة، يحدها من الشمال الشرقي بلدية بن داود (برج بوعريريج) ومن الشمال الغربي بلدية المزدور (البويرة)، أراضيه في الشمال جبلية وعرة ومرتفعة وفي الجنوب سهول ممتدة صالحة للزراعة والرعي وقد عرفت في السنوات الأخيرة حركة تنموية شاملة. مقر جديد للبلدية في مستوى تطلعات المواطن: باشر الجهاز الإداري والتنفيذي للبلدية العمل في مقره الجديد منذ شهرين تقريبا في ظروف وصفها لنا المسؤول الأول في البلدية السيد المسعود وعيل بأنها جيدة فقد انتهت كامل أشغالها في شهر جويلية من هذه السنة وتوجد بها مختلف المصالح كالحالة المدنية والشؤون الاجتماعية والمصالح التقنية ولجنة حفظ الصحة والوقاية، إضافة لمكاتب الهيئة التنفيذية وقاعة كبرى للاجتماعات وقد بني المقر حسب خصوصية المنطقة بطابع معماري غاية في الروعة، وهنا أكد لنا رئيس البلدية أن العمل كان صعبا جدا في المقر السابق وهو مركز ثقافي حرم شباب المنطقة من خدماته لمدة تجاوزت 08 سنوات وسيعرف مستقبلا عملية تهيئة للعودة لنشاطاته السابقة. أغلفة مالية معتبرة للأشغال العمومية... لكن! استفادت بلدية بني يلمان خلال السنتين الماضيتين من أغلفة مالية معتبرة وجهت لقطاع الأشغال العمومية، حيث وفي إطار تجسيد برنامج 10 مشاريع لكل بلدية إنطلقت 04 مشاريع هامة بمبلغ 03 ملايير و120 مليون سنتيم على رأسها وضمن المشاريع القطاعية إعادة تأهيل وترميم الطريق الوطني رقم: 60 على مسافة 45 كلم والذي يقطع البلدية مركز باتجاه مقر الدائرة سيدي عيسى، حيث انتهت أشغال الشطر الأول ب 11 كلام فيما تعطلت في الشطر الثاني وسط قلق كبير لدى السكان ومستعملي الطريق الذين عبروا لنا عن استيائهم من سير الأشغال من قبل بعض المقاولين ومن الضروري فرض المتابعة الدورية لهم من طرف الوصاية ومعاقبة المتماطلين منهم، هذا ووجهت عمليات أخرى هامة لفتح عشرات المسالك الريفية في إطار التنمية المحلية بمناطق الشرشارة ومعبد وقايس وتارقة وقد أشرف والي الولاية على الانطلاقة الفعلية لبعض المشاريع. بعد نهاية معضلة ماء الشرب.. ضرورة النظر في الشبكات: طويت ببني يلمان صفحة العطش نهائيا بعد معاناة دامت لأزيد من عقدين من الزمن بعد استفادة سكانها من المياه الصالحة للشرب بحرص من والي الولاية الذي تابع المشروع، منذ انطلاقه سنة 2007 وقد خصص للعملية ككل أكثر من 25 مليار سنتيم وجلب لها الماء من حقل أم الشواشي بتراب دائرة حمام الضلعة المجاورة، ومعدل التوزيع عبر الأحياء حاليا اعتدل بشكل ملفت للإنتباه، لكن ما يطرح بقوة هو قدم الشبكات وتلفها بنسبة 60٪ حيث سجلت عشرات النقاط السوداء للتسربات واختلاط المياه الشروب بالصرف الصحي، خاصة بالأحياء العتيقة وما اقترحه المجلس البلدي منذ مدة هو ضرورة إعادة الدراسة كلية للشبكة عبر 11 حاليا المكونة للبلدية، وقد رصد هذا الأخير مبلغ 600 مليون سنتيم في إنتظار موافقة السلطات الولائية على الدراسة ومباشرة الأشغال في القريب العاجل لرفع معدل التزود بماء الشرب من جهة والتصدي لأي طاريء قد يهدد الصحة العامة للمواطن بالبلدية في المستقبل، كما أن هناك أزيد من 45 عائلة تقطن السكنات الريفية الجديدة هي بحاجة لإيصالها بالماء أيضا. التربية بخير لولا الاكتظاظ في الإكمالي أكد لنا رئيس بلدية بني يلمان المسعود وعيل في سؤالنا له عن قطاع التربية، أن هذا الأخير بخير لولا الاكتظاظ الكبير الذي سجل منذ انطلاق الموسم الحالي بالمتوسطة الوحيدة المتواجدة بالبلدية، حيث انتقل أزيد من 350 تلميذ من الطور الابتدائي إلى المتوسط وسط تأخر أشغال انجاز المتوسطة الثانية التي ستفك الخناق وتريح التلاميذ نهائيا والمزمع تسليمها نهاية الشهر الحالي، هذا وقد قامت البلدية استثنائيا بتحويل 04 أفواج إلى إحدى المؤسسات الابتدائية لاحتواء الوضعية مؤقتا، كما فتحت هذه السنة 07 مطاعم مدرسية للتلاميذ المتنقلين من التجمعات السكانية المتناثرة ووفرت حافلتين لأزيد من 150 تلميذا يدرسون في الطور الثاني ببلدية ونوغة المجاورة، وهنا لا يطرح مشكل النقل إطلاقا لحافلتين بأربع رحلات يوميا، وظروف التمدس لجميع التلاميذ حاليا مريحة بعد سلسلة ترميمات واسعة لثماني مؤسسات تتواجد بتراب البلدية. 170 سكن ريفي واجتماعي غير كافية ل 1200 طلب: رغم ما عرفته البلدية من استفادة في مختلف حصص خلال السنوات الماضية ضمن البرنامج الخماسي إلا أنها تعد غير كافية بالنظر للطلب المتزايد عليها بخاصة على السكن الريفي نظرا لطابع البلدية الريفي، حيث بلغ عدد الطلبات 1200 طلب حتى نهاية الشهر أوت الماضي، هذا وقد استفادت البلدية خلال هذه السنة من 20 سكنا إجتماعيا ستوزع خلال الأيام القادمة، وما يتمناه المواطن هناك إن ترفع حصة البناءات الريفية إلى ما أكثر من 150 سكن لاحتواء أكبر عدد من الطلبات والعمل على إستقرار أهل الريف في أرضيهم وعدم التفكير في النزول، هذا وستنطلق قريبا أشغال 20 سكنا إجتماعيا جديدا إلا أن نقص العقار بالبلدية وعروشية الأراضي والطابع الجبلي للمنطقة يبقيان في الكثير من الأحيان عائقين أمام إنجاز بعض المشاريع السكنية أو المتعتلقة يالإدارات أو مؤسسات الدولة. وفي مجال التهيئة الحضرية بوسط المدنية، انطلقت عمليات هامة لتبليط الأرصفة وتزفيت 03 كلم، إضافة لتعبيد مسافة 04 كلم عبر الأحياء الكبرى. سد تارقة ..رئة الفلاحة والتنمية ككل: اعتبر رئيس البلدية وجميع من إلتقيناهم من مواطني بلدية يلمان وفلاحيها هذا المشروع حلما فلو تحقق تتغير جميع المعطيات التنموية بالمنطقة ككل، إنه سد تارقة الواقع غرب مقر البلدية بمحاذاة الطريق الوطني رقم .60 فقد أكد لنا الجميع أن هذا المشروع يعتبر رئة حقيقية لمنطقة غرب الولاية لثلاث دوائر هي حمام الضلعة وسيدي عيسى وعين الحجل، إضافة إلى المناطق الفلاحية ببني يلمان كالشرشارة والمقطع وأولاد سيدي إبراهيم، وقد تمت دراسة العملية في شهر مارس الماضي من طرف مخبر تحليل التربة وتمت الموافقة المبدئية على أن تفعل العملية بالإعلان عن المناقصة في القريب العاجل ومن المنتظر أن يغطي ما لا يقل عن 6000 هكتار من الأراضي الفلاحية وتنتفع به مئات العائلات النشطة في مجال الفلاحية الموسمية، خاصة وتعود الفائدة على الجميع بتطوير الميدان الفلاحي وتنوع المحاصيل. معالم تارخية والجامع الأعظم أهمها تحتضن بلدية بني يلمان الكثير من المآثر التارخية بعضها رومانية وبعضها إسلامية. منها كيفان (الكهوف) سي موسى: وهي مدينة رومانية تقع فوق قمة جبل مازالت بعض أطلالها قائمة إلى يومناهذا، ومدينة أم الأصنام وهي من الآثار الرومانية بقيت منها بعض المحاجر والتيجان، وهي تحتاج إلى حفريات من أهل الإختصاص، وتقع هذه المدينة في قرية الشرشارة من تراب بلدية يلمان. مدينة القصبة: وهي من الآثار الإسلامية بناها يلمان بن أمحمد الإدريسي الحسني في القرن الرابع الهجري ويتجاوز عمرها العشر قروون، وهي تقع فوق قمة جبل يخيل للزائر أنها عش نسر فوق قمة جبل، وهي أيضا محتاجة لترميم ونفض الغبار عنها. كما يوجد بوسط البلدية معلم غاية في التصميم هو المسجد الأعظم الذي يؤمه جميع سكان البلدة في كل صلاة الجمعة، ويتربع على مساحة تفوق 6390 م2 وهو تحفة حقيقية من منارات العلم والقرآن.