لقي قدوم أربعة وزراء إلى بلديتي بني يلمان وونوغة (المسيلة) المنكوبتين بفعل الزلزال الأخير ثم الهزة الارتدادية صدى إيجابيا لدى سكان المنطقتين. وانطلاقا من الأصداء المرصودة أول أمس الخميس على هامش زيارة وفد برلماني مكون من ثمانية أعضاء يرأسهم نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني بهلول حبيبة فإن عينة من تلاميذ متوسطات ''الجديدة'' و''الطيب العقبي'' وثانوية المكمن والجديدة بونوغة اعتبروا بأن قرار وزير التربية الوطنية بإرجاء بعض الامتحانات وإلغاء بعضها الآخر ''يعد عاملا مساعدا للتلاميذ لتجاوز محنتهم''. وأكدت ذات المصادر أنه ''حتى ولو تم إجراء الامتحانات في الخيام أو في الأماكن الآمنة فإنهم سوف لن يتمكنوا من التركيز كون تلك الصورة التي رسمتها الهزة الأرضية الارتدادية ليوم الأحد الماضي لا تفارق خيالهم بل وأصبحت مؤثرة سلبا على دراستهم خاصة وعلى حياتهم العامة كذلك''. ويتقاسم ذات الرأي بعض التلاميذ الذين تمت مصادفتهم بالقرب من متوسطتي ''السعيد الورتلاني'' و''عين الحميان'' ببني يلمان والذين يرون بأن قرار وزير التربية الوطنية ''كان صائبا ومكن من امتصاص جزء من الصدمة'' التي أصابت التلاميذ عقب زلزال الجمعة الماضي. وحسب نفس المصدر فإن وزير التربية لم يكتف بالقرار الخاص بالامتحانات بل رافقه بعديد الإجراءات العاجلة والمستقبلية لفائدة تلاميذ بني يلمان وونوغة من بينها ذكرا الحصول مجانا على الكتاب المدرسي وتعميم منحة 3 آلاف دج على التلاميذ، إضافة إلى إصلاح الأضرار التي لحقت بالمؤسسات التربوية. وبالرغم من أن غالبيتهم لا يزالوا ينامون تحت الخيام أو خارج بيوتهم خوفا من هزات ارتدادية محتملة يؤكد السعدي.ن من سكان حي أولاد سلامة بونوغة والذي تضرر أكثر من غيره في الهزة الارتدادية ليوم الأحد الماضي بأن هناك ارتياحا تاما لقرارات السيد نور الدين موسى وزير السكن والعمران عقب زيارته لكل من ونوغة وبني يلمان. وحسب ما اطلعوا عليه في الصحافة فإن المتضررين سيتم التكفل بهم عاجلا من خلال منحهم مساعدات في إطار البناء الريفي. واعتبر نفس المتحدث أن قرارات وزير السكن والعمران بخصوص القضاء على البناء الهش تعد أكثر من هامة كونها ستمكن البلديتين من تجاوز معاناة ما تبقى من سكان هذه البيوت التي لا تصمد في وجه الزلازل أو في حال سوء الأحوال الجوية. وفي هذا السياق شدد والي المسيلة خلال مرافقته للوفد البرلماني المذكور على أن كل الاستفادات الحالية من الخيام والمستقبلية من السكنات الريفية ستتم بعد تحقيقات معمقة توكل لهيئات الدولة على مستوى الولاية. وخرج الوالي بهذا الإجراء من خلال بلوغ مصالحه أن عديد السكان الأصليين ببلديتي ونوغة وبني يلمان يقطنون في بلديات مجاورة وحتى عاصمة الولاية تحركوا إلى مسقط رأسهم لأغراض معروفة تتمثل في محاولة الحصول على السكن، حيث اعتبر الوالي هذه الطريقة بغير القانونية ويعاقب أصحابها بتهمة التصريح الكاذب. وبحضور أعضاء وفد منتخبي الشعب بالمجلس الشعبي الوطني طمأن والي المسيلة مواطني البلديتين بأن الوزراء الذين زاروا المنطقتين اتفقوا على طرح مفاده إعادة إسكان المتضررين من الزلزال والذين تحمل وحداتهم السكنية ''الخانة الحمراء'' مع التكفل بترميم باقي الوحدات السكنية. وأشار بالمناسبة إلى أن الإحصائيات توشك على نهايتها ليشرع ''قريبا في الإجراءات اللاحقة المتمثلة في إعادة بناء الوحدات السكنية المهدمة والترميم''. ومن جهتهما عبر رئيسا المجلس الشعبي البلدي لكل من ونوغة وبني يلمان عن ارتياحهما للتكفل بمشاكل البلديتين بعد زلزال الجمعة الماضي، معتبرين زيارة 4 وزراء من الحكومة ''في ظرف يقل عن أسبوع مما يدل على أن الحكومة عازمة على إزالة سريعة لآثار الزلزال''. وأكد النواب الزوار لبني يلمان وونوغة أمام مواطني هذه الأخيرة بأنهم سيسعون رفقة الحكومة من أجل الخروج ببرنامج تنموي خاص عاجل وكذا على المدى المتوسط لفائدتهم وذلك قصد التكفل بالمتضررين. ولاحظت وأج خلال زيارة ميدانية لبلديتي ونوغة وبني يلمان عودة الحياة من جديد، حيث فتحت المحلات أبوابها لتقدم خدماتها لفائدة السكان خصوصا المخابز التي لم تفتتح أبوابها منذ الجمعة الماضي. واستنادا إلى المراقب العام للمتوسطة الجديدة بونوغة أنه تم تلقي منشور وزاري يقضي بإلزامية إجراء اختبارات الفصل الثالث بالنسبة لسنوات الخامسة ابتدائي والرابعة متوسط والنهائي ثانوي لكونها تدخل ضمن امتحانات نهاية العام، كما تعمل على إنقاذ بعض تلاميذ القسم النهائي القريبين من معدل 10 من 20 في امتحان البكالوريا. تجدر الإشارة إلى أن زلزال بني يلمان ليوم الجمعة الماضي خلف 700 عائلة منكوبة وعديد الوحدات السكنية المنهارة والمتصدعة.