موسى: الأولوية للتكفل بالمنكوبين وإعادة الإسكان مسألة وقت قدر شاهد عيان من بلدية ونوغة بولاية مسيلة الخسائر المادية الناجمة عن زلزال بني يلمان وونوغة ب 200 بيت قال أنها تعرضت لأضرار متفاوتة، لكنه أكد تسخير كافة إمكانيات الولاية وجهاز الدرك الوطني لمساعدة المتضررين، وكشف المتحدث أن الزلزال عاد أمس ليضرب المنطقة من جديد، حيث تم تسجيل 3 هزات ارتدادية قوة واحدة منها بلغت تقريبا نفس الهزة الأولى التي ضربت منطقة بني يلمان يوم الجمعة الفارط. وكانت ''الحوار'' قد استمعت نهار أمس الأحد إلى شهادة الأستاذ عيسى طالح وهو مقيم ببلدية ونوغة الواقعة شمال غرب ولاية المسيلة، حيث أكد أن سكان المنطقة عاشوا صباح الأمس 3 هزات ارتدادية بدا من الساعة 3.50 صباحا حيث تم تسجيل الهزة الأولى، لتليها الهزة الثانية في حدود ,4.50 أما الثالثة والأخيرة فقد سجلت ف حدود الساعة 7.50 صباحا، مشيرا ان الهزة الثالثة ذكرت الجميع بما حدث يوم الجمعة الفارط نتيجة قوتها وهو ما خلق ذعرا شديد لدى المواطنين. ووصف المتحدث لنا بعض المشاهد الخاصة بما حدث صبيحة أمس، حيث قال إن قدوم الهزة كان واضح للعيان الذين خرجوا إلى الشوارع عقب الهزة الأولى والثانية، حيث قال انه تم ملاحظة الهزة الثالثة بوضوح وهي تصل على شكل خيط من غبار قادم من مركز الهزة الذي حدده بجبل بني يلمان خراط. وأوضح المتحدث أن الزلزال أوقع انهيارات جيدة وتصدعات في عدد من البيوت لاسيما الهشة والآيلة للسقوط وتلك المبنية بالطوب. وسجل محدثنا تهافت السلطات المحلية ووقوفها حتى اللحظات التي كان يتحدث فيها، مؤكدا توفير كل الاحتياجات الأساسية من أغطية وخيم ومستلزمات طبية ومؤونة غذائية، وحين سألناه عن الكهرباء أكد محدثنا أنها انقطعت وأعيد إيصالها من طرف مصالح سونلغاز. وحوصل السيد طالح ل ''الحوار'' أغلب المنشآت المتضررة في المدارس وبعض المساجد والسكنات الهشة التي قال أنها لم تكن مأهولة بالسكان . على صعيد آخر أكد وزير السكن و العمران نور الدين موسى أمس بالمسيلة بعد زيارته للمناطق المنكوبة أنه وبعد التكفل بالمتضررين من الزلزال الذي ضرب بلديتي ونوغة وبني يلمان سينصب الاهتمام على القضاء على السكن الهش وذلك بتسجيل مشاريع إضافية للسكن الريفي. وبعد أن جدد التأكيد على ضرورة اعتماد خبرة هيئة المراقبة التقنية للبناء كمحدد أساسي للتكفل بإعادة إسكان المنكوبين بالبلديتين جراء الزلزال الذي ضرب هذه المنطقة يومي الجمعة و الأحد أوضح الوزير في ندوة صحفية عقدها بمقر الولاية أمس أنه انطلاقا من التجارب التي عرفتها الجزائر في عديد الكوارث الطبيعية التي تعرضت لها منذ ثمانينات القرن الماضي لوحظ ظهور ''محتالين من غير المتضررين بغرض الحصول على سكنس. وذكر موسى أنه منذ زلزال الجمعة تم إيفاد عديد التقنيين التابعين لهيئة المراقبة التقنية للبناء إلى بلدية بني يلمان الذين توصلوا في حصيلة أولية إلى معاينة 1186 مسكن و تجهيزات عمومية كمقر المجلس الشعبي البلدي والعيادة المتعددة الخدمات منها 184 صنفت في خانة أحمر مما يعني تهديمها وإعادة بنائها من جديد و 93 في خانة ''برتقالي 4 '' وهي فئة تحتاج إلى ترميم. وأكد الوزير أنه سيتم في غضون ''الأسبوع المقبل'' استلام إحصائيات دقيقة حول وضعية بلديتي بني يلمان وونوغة تحسبا للشروع في أشغال إعادة البناء والترميم مشيرا إلى أنه طلب إعداد خبرة ثانية بالنسبة لبني يلمان وهذا بسبب الهزات الارتدادية خصوصا تلك التي شهدتها أمس الأحد والتي بلغت 5 درجات على سلم ريشتر وذلك بغرض إعادة تسجيل بعض الوحدات السكنية المحتمل تغير وضعها بعد الهزة الارتدادية واحتمال انهيارها أو تصدعها . ولإعطاء عملية إعادة الإسكان ميزة السرعة أكد موسى أنه سيتم العمل وفق منهجية وتنسيق تقني مع السلطات المحلية حيث سيتم التدخل لمنح الأولوية للتموين بمواد البناء بالنسبة لبرنامج السكن الموجه للمنكوبين الذين انهارت منازلهم وكذا لترميم الوحدات السكنية المتضررة بدرجة أقل من الأولى . و''لحسن حظ ولاية المسيلة كما أشار موسى أنها تنتج أغلب مواد البناء من بينها الرمال والإسمنت بمصنع حمام الضلعة ما سيسهم في الإسراع في العملية. وبخصوص ترميم أو إعادة بناء الهياكل والتجهيزات العمومية على غرار مسجد بني يلمان وعيادتها المتعددة الخدمات وبعض مؤسساتها التربوية سيتم اللجوء إلى تسخير وسائل إنجاز عمومية وسوف تستعمل تقنية البناء الجاهز إذا اتضح تقنيا أنه الأنجع في بلدية بني يلمان وونوغة حسب ما أشار إليه الوزير . وأضاف أنه تم الاتصال برؤساء مؤسسات إنجاز للتكفل بإعادة ترميم وإنجاز المؤسسات والمرافق العمومية ببني يلمان مبديا استعداد دائرته الوزارية و بالتنسيق مع السلطات المحلية لإعادة إسكان المنكوبين ببلديتي ونوغة وبني يلمان ''قبل حلول الشتاء المقبل'' شريطة - كما قال- مساهمة الحركة الجمعوية والمجتمع المدني في العملية من خلال ''التنظيم والتحلي بالصبر''.