يقول باحثون إن تجربة تُجرى على مدى فعالية عقار هيدروكسي كلوروكين في علاج كوفيد-19 ربما لا تجد طريقها للنهاية. ويرى الباحثون أن ما يحول دون إتمام التجربة هو ذلك الجدل المثار حول هيدروكسي كلوروكين، والذي اكتسب زخما بتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فعالية العقار في علاج فيروس كورونا المستجد، وما صحب ذلك من لغط على منصات وسائل التواصل الاجتماعي. ولم يُثبت هيدروكسي كلوروكين فعالية مع نزلاء المستشفيات من المرضى، لكن باحثين يأملون أن يكون العقار ذا جدوى حال استخدامه في مراحل مبكرة من المرض. وأدى الجدل المثار إلى انسحاب المستشفيات من التجارب على مدى فعالية هيدروكسي كلوروكين. التسييس والدعاية السلبية تستهدف التجربة التي يقودها باحثون من جامعة أكسفورد تناول نحو 40 ألفا من العاملين في الخطوط الأمامية في قطاع الصحة حول العالم عقار هيدروكسي كلوروكين. ويأمل الباحثون أن تثبت الدراسة ذات العينة الواسعة والعشوائية فعالية هيدروكسي كلوروكين في علاج المصابين بكوفيد-19 حال استخدامه في مراحل مبكرة من الإصابة. ويقول نيكولاس وايت من فريق البحث: «نعلم الآن أن العقار غير ذي فعالية في علاج نزلاء المستشفيات من المرضى، لكن لا تزال هناك احتمالية أن يكون فعالا في منع الإصابة بكوفيد-19». وكانت الوكالة التنظيمية للأدوية ومنتجات الرعاية الصحية في المملكة المتحدة قد أوقفت التجارب على فعالية هيدروكسي كلوروكين في علاج كورونا بعدما نشرت دورية لانسِت الطبية ورقة بحثية تم تفنيدها الآن وكانت تحذر من أضرار جانبية لتناول العقار في علاج الوباء. واستؤنفت التجارب على العقار في جوان، لكن الباحثين يقولون إن المخاوف بشأن أمان الاستخدام، فضلا عن حالة التسييس التي باتت مصاحبة لهيدروكسي كلوروكين، تقف حائلا دون إقبال المشاركين في التجارب. لماذا هذا الجدل المثار حول هيدروكسي كلوروكين؟ يُستخدم العقار في علاج الملاريا منذ سنوات، لكن لا دليل حتى الآن على فعاليته في علاج فيروس كورونا. وكانت منظمة الصحة العالمية حذرت من أعراض جانبية خطيرة حال سوء استخدام العقار. ودأبت شخصيات بارزة في مقدمتها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونظيره البرازيلي جائير بولسونارو على الترويج لهيدروكسي كلوروكين في علاج كوفيد-19 حتى أنهما صرّحا بأنهما تناولا العقار. وحذفت شركات التواصل الاجتماعي منشورات لأطباء لاقت رواجا، عارضوا فيها إجماع الباحثين، مؤكدين فعالية هيدروكسي كلوروكين. يقول نيكولاس وايت: «لا أظن عقارا حظي بهذا القدر من التسييس والجدل الاجتماعي كالذي حصل عليه هيدروكسي كلوروكين». وإذا كان العقار لم يثبت جدوى في إنقاذ أرواح المصابين من نزلاء المستشفيات، فإن الباحثين يجرون تجارب موسعة يرجون من خلالها ثبوت فعالية هيدروكسي كلوروكين في الوقاية من الإصابة بكوفيد-19. ويعاني عمال الرعاية الصحية إصابات بدرجات متفاوتة بكوفيد-19، ويأمل الباحثون في أكسفورد عبر تجربتهم أن يكون هيدروكسي كلوروكين عونا لهؤلاء المنخرطين في الصفوف الأولى في مواجهة الوباء.