التهبت أسعار العملة الصعبة في الأسواق الموازية بالعاصمة بشكل رهيب، وفي صورة تعجز كل نظريات الاقتصاد عن تفسيرها، فأسعار العملات تنخفض في جميع أسواق وبورصات العالم إلا في الجزائر. ويتزامن هذا الارتفاع مع استقرار أسعار صرف العملة الصعبة بالبنوك الجزائرية. «الشعب» قامت باستطلاع بمختلف الأسواق الموازية للعملة الصعبة بالعاصمة، بحثا عن الخلفيات التي تحكمها في ظل العجز عن إيجاد بديل لهذه الظاهرة التي تتسبب في خسائر كبيرة للاقتصاد الوطني وتؤثر على سمعة النظام المالي لبلادنا. فقد بلغ سعر صرف الأورو ب «السكوار» و«سوق كلوزال» مثلما اطلعت عليه «الشعب» 150 دينارا للشراء و158 دينارا للبيع، وهو أعلى سعر بلغه منذ مدة حيث ومنذ أكثر من سنتين لم تتوقف هذه العملة عن الارتفاع في ظل زيادة الطلب عليها. وقال أحد الناشطين بسوق السكوار «ش/محمد» ل «الشعب» أن الطلب على الأورو في ارتفاع مستمر بسبب الكثير من المعطيات، فحركة الاستيراد نشيطة، وكذا ارتفاع السياح الراغبين في الذهاب إلى تركيا وبعض الدول الأوروبية والصين. وأضاف أن «فتح الخطوط الجوية الجزائرية لخط نحو الصين وكندا قد زاد من الإقبال على شراء العملة الصعبة التي ستواصل الارتفاع مستقبلا وأقول لكم أنه كلما زاد العرض سيزيد السعر». والغريب في الأمر أن سعر الأورو في القرض الشعبي الجزائري أمس قد بلغ 90,35 دج للشراء و90,9 دج للبيع وهو ما يجعل الفارق مع السوق السوداء يصل إلى حوالي 70٪. ولم يقتصر الارتفاع فقط على الأورو فحتى الدولار وصل إلى 110,5 دج وهو الذي كان قبل سنة لا يتجاوز 90 دج أي سجل ارتفاعا بحوالي 30٪ في عام واحد. وأرجع نفس المتحدث ارتفاع الدولار إلى الإقبال الكبير للمستوردين عليه بفعل التعاملات المتزايدة مع الصين، كما أن ازدهار مواسم العمرة دفع بالكثيرين إلى اقتناء الدولار أكثر من الأورو بالنظر للتعاملات المالية في العربية السعودية التي تتم غالبا بالدولار. يحدث هذا في ظل استقرار سعر صرف الدولار في البنوك الجزائرية منذ سنوات طويلة حيث يشترى ب 70,15 دج ويباع ب 70,5 دينار. ويتربع الجنيه الإسترليني على عرش العملات الصعبة في بلادنا. ومن خلال زيارتنا ل «سوق كلوزال» بقلب العاصمة اكتشفنا أن سعر البيع بلغ 180,25 دج وهو الذي يبدل في البنوك العمومية في الشراء ب 130,4 دج، ويباع ب 140,3 دج. وأكد أحد التجار أن العملة تعرف ندرة كبيرة بسبب كثرة الطلب. ومن العملات التي دخلت الأرقام القياسية، الدولار الكندي وبالرغم من انخفاضه في البنوك بتسجليه سعر شراء ب 50,8 دج وبيع ب 60,1 دج إلا أن السوق الموازية سجلت ارتفاعا كبيرا حيث يباع ب 110 دج أي بزيادة 50٪ عن سعر البنوك العمومية.