تأثر سعر صرف العملات الأجنبية بالنسبة للدينار بسبب الأزمة المالية العالمية وعوامل أخرى اكتشفتها »الشعب« في الجولة التي قامت بها في مختلف معاقل الأسواق الموازية للعملة الصعبة بالعاصمة حيث فقد الأورو أكثر من 20 بالمائة من قيمته بينما حافظ الدولار على بعض استقراره بالمقارنة مع الأشهر السابقة. يعيش تجار العملة الصعبة في السوق الموازية هذه الأيام حالة طوارئ قصوى بسبب انهيار أسعار الصرف، فسعر الأورو الواحد الذي بلغ 12 دينارا قبل شهر ونصف، بيع أمس في سوقي »السكوار« و»كلوزال« ب 10 دنانير، وهو ما سبب خسائر كبيرة للتجار الذي يجرون في كل اتجاه لبيع اكبر قدر ممكن من العملات تخوفا من انهيار الأسعار الى درجات قياسية، وبلغ تراجع الأورو بالمقارنة مع الدينار الى 20 بالمائة في ظرف 10 أيام وهو التراجع الذي لم يحدث منذ 3 سنوات تاريخ توقيف استيراد السيارات الأقل من 3 سنوات. وأرجع أحد تجار العملة تراجع أسعر الصرف الى الأزمة المالية العالمية حيث أغرقت الاسواق الموازية بالعملة الصعبة بالسيولة حتى يتمكن أصحابها من جني أكبر قدر ممكن من الأرباح عند الصرف، وأضاف المتحدث بأن العرض هذه الأيام وفير جدا حيث عمد العديد من الذين يضعون أموالهم في البنوك الى سحبها وإعادة بيعها بالدينار في الاسواق الموازية وهو ما أدى الى انهيار أسعار الصرف. وكشف نفس المصدر أمس ل »الشعب« أن انخفاض الحركة التجارية بعد تضييق الخناق على تجار الشنطة وعدم الترخيص لاستيراد السيارات الأقل من 3 سنوات جعل الأورو ينهار، كما أن تشديد القنصليات الأجنبية وخاصة الفرنسية منها إجراءات منح التأشيرة لبعض التجار أضاف متاعب أخرى لتجارتنا التي تعرف كسادا كبيرا، وحتى موسم الحج الذي كان ينعش تجارة السوق الموازية تراجع تأثيره كثيرا. وحافظ الدولار الأمريكي على استقراره نوعا ما بالمقارنة مع الأورو، حيث يباع الدولار الواحد ب 3,7 دينارا بعد أن كان 5,7 قبل شهر ونصف وهو ما يعكس استقرار كتلة سيولة الدولار في السوق الوطنية. لعبت الإشاعات دورا كبيرا في إغراق السوق الوطنية بمختلف أنواع العملة الصعبةو فبمجرد إعلان وجود أزمة مالية عالمية تداولت إشاعات في الجزائر بأن الأزمة ستضربنا بقوة وهو ما جعل الجزائريين يتهافتون على البنوك لسحب أموالهم وإعادة بيعها في السوق الموازية وهو ما جعل الأسعار تنهار، فالمواطن حاليا يبحث عن بيع العملة بكل الطرق تخوفا من أية مضاعفات لسوق العملة الصعبة. عرفت البنوك الوطنية انهيارا كبيرا في صرف العملات، فالدولار الواحد اشترته البنوك أمس ب 125,6 دينار ولم يتعدى سعر البيع 127,,6 بينما تتم عملية شراء1 أورو ب 35,83 دينار، ويتم بيعه ب 40,83 دينارا، وهي الأسعار التي كانت تتجاوز 90 دينار للأورو الواحد قبل أشهر. وعليه، فالجزائر التي تعرف انتشارا واسعا لأسواق العملة الصعبة الموازية التي تعتبر بورصة حقيقية تعكس الحيوية الكبيرة للسوق الموازية في الجزائر، التي بالرغم من كل التضييق الذي يمارس عليها تستطيع في كل مرة إيجاد البدائل لإعادة بعث نشاطها بالنظر الى تعدد البارونات المسيطرة على سوق العملة الصعبة التي تتجاوز الأموال المتداولة فيها مليار دولار. ووقفنا عند تجولنا بأسواق العملة الصعبة الموازية على بعض الادعاءات التي نشرتها بعض الأطراف حول تدهور قيمة الأورو الى مستويات يخجل الإنسان من ذكرها. ------------------------------------------------------------------------