عرفت ولاية جيجل في السنوات الأخيرة تراجعا محسوسا لحالات الإصابة التسممات الغذائية وفق ما سجلته المصالح المختصة ، و بلغت السنة المنصرمة ما يقل عن 40 حالة كانت اغلبها البلديات الكبرى. وقد اجمع كل من قابلتهم “الشعب “ على أن هاجس التسممات الغذائية قد ولى واضمحل بسبب وعي المواطن الجيجلي وامتلاكه لثقافة غذائية سليمة من خلال مراقبة شتى الأكلات التي يستهلكها من المواد المعلبة وتواريخ انتهاء صلاحيتها والإقبال على المطاعم ومحلات الأكل السريع النظيفة والتي تقدم خدمات حسنة لزبائنها و بهذه السلوكات البسيطة جعلت الكثير من المواطنين يتجنبون الوقوع في حالات التسمم الغذائي بحسبهم مؤكدين أنهم يزدادون حرصا في اختيار ما يستهلكونه في فصل الصيف خصوصا وان هذا الفصل معروف بكثرة التسممات الغذائية .هذا وقد أكد لنا المكلف بالإعلام بمديرية الصحة السيد بلال دعاس أن حالات التسمم الغذائي بالولاية قد تراجعت بشكل ملحوظ حيث أنها لم تشهد حالات تسمم الجماعية في السنوات الأخيرة وان ما و جد منها هي حالات متفرقة موزعة على البلديات الكبرى وعلى رأسها بلدية الميلية التي تعد ثاني البلديات من حيث الكثافة السكانية وقد سجل على مستواها 12 حالة في سنة الماضية وانه تم تسجيل ثماني حالات فقط في هده السنة.مضيفا أن مديرية الصحة عمدت إلى القيام بعدة ندوات التوعوية وحملات تحسيسة على مستوى المدارس والمناطق الجبلية من اجل تكريس الثقافة الغذائية لدى المواطنين عن طريق تجنيد أكثر من 30 وحدة للكشف والمتابعة تختص بمعالجة عدة مواضيع. من جهتها تسعى جمعية حماية المستهلك وهي من أكثر الجمعيات المحلية نشاطا إلى تكريس ثقافة الاستهلاكية من اجل القضاء على التسممات الغذائية بالولاية وخلق رقابة ذاتية لتفادي المشاكل وتجنب هذه التسممات عن طريق القيام بمختلف الحملات التحسيسية و تنظيم الأبواب المفتوحة لتعريف المواطنين بخطر التسممات الغذائية وطرق الوقاية منها وان الهدف الرئيسي منها هو حفظ صحة وسلامة المستهلك .ويؤكد الأمين العام للجمعية السيد بومهراس أن نشاط الجمعية دائما مايكون بالتنسيق مع مديرية التجارة المسؤولة على مراقبة هذه المنتجات ومراقبة مختلف المطاعم ومحلات الأكل السريع وقيام أعوانها بخرجات ميدانية إلى مختلف التجمعات السكانية وقاعات الأفراح والشواطئ من اجل رقابة المواد المستهلكة وتحسيس المواطنين بضرورة اخذ الحيطة والحذر من اجل تفادي التسممات . ويضيف متحدثنا أن هده الدوريات تكون على مدار العام إلى أنها تكثف في فصل الصيف باعتباره أكثر الفصول التي تزيد فيه احتمالية التعرض لتسممات الغذائية جراء عوامل عدة . هذا و قد قامت مديرية التجارة بالتنسيق مع مختلف القطاعات بالتنظيم قافلة تحسيسية يوم 18 من هذا الشهر ستجوب مختلف بلديات الولاية للتعريف بالجوانب الوقائية لتفادي التسممات الغذائية والتي ستدوم لمدة 10 أيام يتم فيها توزيع مختلف الملصقات والمطبوعات مع تجنيد 26 فرقة من الأعوان المكلفين لإنجاح مختلف التدابير قصد المساهمة في عملية التوعية الاستهلاكية والقضاء على التسممات الغذائية بالولاية.