[Image] صدر تقرير عن البنتاغون سنة 2003، محتواه أن القواعد العسكرية الامريكية في العالم تمتد على مسافة 15 مليون هكتار تضم أكثر من 600 ألف من الهياكل والمباني في أكثر من 6 آلاف موقع، فهي متواجدة عسكريا وبصفة دائمة في 135 دولة بهدف السيطرة على البحار والمحيطات وذلك بفضل سيطرتها العسكرية والتكنولوجية من أجل تحقيق المصلحة الدائمة حتى وإن تطلّب ذلك استعمال القوة. فالولاياتالمتحدةالامريكية تشغّل أكثر من 13 أسطولا من حاملات الطائرات، وقد تم إنشاء شركات ضخمة من أجل دعم احتياجات العسكريين في الخارج ويفسر الامريكيون تواجدهم العسكري في العالم بالحفاظ على أمنهم وتفوقهم. وتستعمل امريكا التهديد بالحرب أوما يسمى عسكريا بسياسة الردع كأداة لاستقرار الحكومات وضمان ولاء المواطنين للدولة.إن الهيمنة العسكرية الامريكية تعد مؤهلا رئيسيا ووسيلة ضغط تستعمله امريكا في حالة تعرض مصالحها الاقتصادية والامنية لأضرار، لذلك فهي تسعى دوما للحفاظ على قوتها العسكرية القادرة على تحقيق أمنها القومي ومنها تأمين ممرات الطاقة التي تعد من أولويات سياستها الخارجية بنشر قواعد عسكرية بالقرب من المناطق الاستراتيجية للطاقة. فقد وضعت سلسلة من القواعد في الممر شرق غرب بين كولومبيا والمغرب العربي والشرق الأوسط وآسيا الوسطى إلى غاية الفلبين، فالشعار الامريكي: “أينما توجد الموارد الحيوية ينبغي أن تتمركز مسبقا القوات العسكرية”. ففي اوروبا يتواجد 116 ألف عسكري أمريكي نصفهم تقريبا في ألمانيا، وحوالي ألف جندي بآسيا الوسطى بالقاعدة الجوية، وفي الشرق الأوسط يتواجد حوالي 6 آلاف خارج العراق من بينها 3432 جندي في قطر و 1496 عسكري في البحرين ...! وقد بلغت النفقات العسكرية الامريكية سنة 2008، 640 مليار دولار، وشرعت امريكا نهاية سنة 2007 في بناء 14 قاعدة جديدة حول الخليج لتعزيز 20 قاعدة في إطار الحرب على الإرهاب واستخدام عشرات القواعد في آسيا الوسطى. وتابعت الولاياتالمتحدة مفاوضاتها مع عديد الدول لإنشاء قواعد عسكرية خاصة مع المغرب ومالي وغانا والبرازيل واستراليا وإيطاليا وفرنسا التي وافقت في أغليها على ذلك، وقد توسع الوجود العسكري الامريكي في العالم بعد هجمات 11 ديسمبر 2001.وتستعمل الولاياتالمتحدة ذريعة الحرب على الإرهاب للسيطرة على الموارد الطبيعية فتجندت عسكريا في كل من أفغانستان والعراق. وأولت اهتماما كبيرا لبعض البلدان مثل إيران، كوريا الشمالية، سوريا وفنزويلا، وهي طبعا بلدان لا تسمح لأمريكا ببسط نفوذها وسيطرتها على مواردها الطبيعية. وعلى صعيد القارة السمراء فإن التمركز المسبق لأمريكا في افريقيا عموما وخليج غينيا خصوصا لمواجهة القوى المنافسة تستطيع الولاياتالمتحدةالامريكية السيطرة عليها بسهولة عن طريق إمدادات النفط القادم من خليج غينيا، لأن الذي يسيطر على القارة بأكملها فالولاياتالمتحدةالأمريكية تهتم بثلاثة أقاليم فرعية هامة بشكل خاص لمكافحة الإرهاب، وبالتالي نشر مراقبة حثيثة من قبل الجيش الأمريكي في خليج غينيا والقرن الإفريقي ومنطقة الساحل والصحراء. لقد أنشأت القيادة العسكرية الامريكية من أجل افريقيا (افريكوم) التي نصبت في أوروبا رغم المعارضة القوية لغالبية البلدان الإفريقية. حيث أن تواجد الجيش الأمريكي في خليج غينيا وجد معارضة تلك الدول لإقامة محطة رادار في ساوتومي، البلد الجديد المنظم إلى نادي دول النفط، وهذا ما يؤمّن الإمدادات القادمة من أنغولا والغابون والكونغو وغينيا ونيجيريا. ومن أجل ضمان تفوقها وسيطرتها على العالم تستغل أمريكا مابين 700 و 800 قاعدة عسكرية في العالم منتشرة في أكثر من 130 دولة، أهمها على الإطلاق أوروبا كما أنها تسعى لملء الفراغ في المناطق التي كان يسيطر عليها الإتحاد السوفياتي سابقا.