أكد الباحث في جامعة إشبيلية الأستاذ بشير لحسن، أن المحادثة التي جمعت وزير الشؤون الخارجية الجزائري صبري بوقدوم، عبر تقنية التواصل المرئي عن بعد، مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، والتي تطرّقت إلى مستجدات القضايا الدولية، خاصة الوضع في الصحراء الغربية وليبيا ومالي، جاءت في سياق الدور النشط جدا للدبلوماسية الجزائرية إقليميا ودوليا، حيث تم التطرق خلال هذه المحادثة إلى دور الجزائر الإقليمي، خاصة في ثلاثة نزاعات يشهدها المغرب العربي ومنطقة الساحل، على غرار الأزمة الليبية والمالية إلى جانب قضية الصحراء الغربية. صرح الأستاذ بشير لحسن، في اتصال مع «الشعب»، أن نشاط وزير الخارجية صبري بوقدوم يعكس تأكيد الجزائر الثابت والداعم لكل قضايا التحرّر في العالم والشعوب المستعمرة من اجل استعادة حريتها وأراضيها. كما أعاد صبري بوقادوم مطالبة الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريس بضرورة الإسراع في تعيين مبعوث شخصي إلى الصحراء الغربية، بعد استقالة الرئيس الألماني السابق من المهمة. ومنذ تلك الفترة لم تعيّن الأممالمتحدة أي مبعوث جديد وهو ما جعل القضية تدخل في طي النسيان الأممي وما ترى فيه الجزائر أمرا مرفوضا وغير مقبول، لاسيما وأن المنظمة الدولية لديها مسؤولية قانونية مباشرة في الإقليم، ولديها تواجد ميداني يتمثل في أفراد بعثة «المينورسو» المنتشرة في الإقليم، سواء في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية أو في مخيمات اللاجئين وهو ما يجعل مسؤولية الأممالمتحدة كبيرة جدا في تعيين مبعوث جديد. وأوضح الباحث بشير لحسن، أن الجزائر تحاول ممارسة الضغط على الأممالمتحدة من أجل الإسراع في تعيين مبعوث أممي بهدف دفع المسار الأممي برمته ومن ثم تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، وبالتالي - كما قال الباحث- نعتبر المحادثة التي جرت بين وزير الخارجية صبري بوقدوم والأمين العام للأمم المتحدة تدخل ضمن النشاط الدبلوماسي الجزائري الجديد الذي يحاول استعادة وزن الجزائر ومكانتها الإقليمية والدولية والقارية كدولة لحل النزاعات وكدولة ترمي بثقلها من أجل تطبيق القانون الدولي وإحلال العدالة والسلام في كل منطقة شمال إفريقيا والعالم، لهذا نجد موقف الجزائر ثابتا من القضية الصحراء الغربية وبين الحين والآخر يتم تأكيد هذا الموقف الثابت والذي يستمد جذوره من ثورة نوفمبر المجيدة. يذكر، أن جبهة البوليساريو أصدرت بيانا، مطلع هذا الأسبوع، ذكرت فيه بأن مهمة بعثة «المينورسو» تظل هي تنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي طبقا لمخطط التسوية الأممي الإفريقي لسنة 1991 وأن جبهة البوليساريو، باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي، لازالت متشبثة بما وقعت عليه ولا زالت تنتظر من الأممالمتحدة الوفاء بذلك الوعد ولن تقبل بأي تحريف أو تحوير له ولا بإجراء أي تغيير على الطبيعة القانونية للصحراء الغربية.