يعيش أصحاب الأمراض المزمنة الذين يعانون من السكري وارتفاع الضغط الدموي وأمراض القلب والتهاب الكبد الفيروسي والربو، كابوسا يوميا خوفا من إصابتهم بفيروس كورونا، باعتبارهم الأكثر عرضة لمضاعفاته، حيث وصلت بهم حالة الخوف إلى رفض التوجه الى المستشفيات والمؤسسات الصحية للقيام بالفحوصات الدورية، وهو الأمر الذي قد يخلق لديهم تعقيدات صحية مرتبطة بمرضهم المزمن تصل إلى الوفاة. «الشعب»، تقربت من بعض المصابين بأمراض مزمنة مختلفة بالجزائر العاصمة، بعد أن أخذ وباء كورونا منحنى تصاعديا في الجزائر، حيث أكدوا أن الأخبار المتداولة عن خطورة الفيروس على هذه الفئة، زادت من معاناتهم النفسية قبل الجسدية وجعلتهم في حالة من القلق اليومي، خوفا من أن لا يتمكن جهازهم المناعي من التصدي لشراسة الفيروس ولكن الكثير من المرضى تماثلوا للشفاء من فيروس كورونا رغم مرضهم المزمن. تركي.ع، في العقد السابع من العمر يعاني من داء السكري ويخضع الى الأنسولين، قال إن التفكير باحتمال إصابتهم بفيروس كورونا أمر مرعب، لاسيما وأنه يتابع باستمرار المعلومات عن وفاة أشخاص لديهم أمراض مزمنة، وهو أكثر عرضة للمضاعفات، ما أثر على نفسيته وقرر أن يبقى في غرفته منذ 5 أشهر دون الخروج والاحتكاك بالآخرين. من جهته أكد علي.د، المصاب بالسكري أنه التقط عدوى فيروس كورونا من أبنائه الذين يخرجون الى الشارع وظهرت عليه علامات الاصابة بالفيروس، مضيفا أنه عاش هلعا شديد، بأن تسوء حالته في أية لحظة، كون مناعته ضعيفة ولكنه تعافى بشكل عادي بعد خضوعه لبروتوكل العلاج المخصص للمصابين بكورونا. أما جمال.ب، في الستينات وهو يعاني من مرض مزمن بالقلب، ظهرت عليه منذ عشرة أيام أعراض الإصابة بكوفيد-19، بعد أن فقد حاستي الشم والتذوق وأصيب بآلام شديدة في الرأس، مع حرارة مرتفعة في الجسم وتعب ودوران وفشل، حيث أكد أن خوفه من أن تظهر عليه مضاعفات خطيرة أصبح كابوسا يعيشه منذ ظهور علامات المرض عليه وأصبحت تراوده أسئلة كثيرة بخصوص هذا الفيروس الخطير، هل سيحتاج الى جهاز تنفس، هل سيموت؟ قائلا إنه بعد أيام بدأت تلك الأعراض تخف ونفسيته تحسنت. نوارة لكحل، إمرأة مسنة، مصابة بالربو وفي كل مرة تتعرض الى ضيق حاد في التنفس وتنقل الى المستشفى، ولكن انتشار فيروس كورونا جعلها تصاب بهلع شديد من الاختناق بمجرد التفكير أنها قد تصاب بالفيروس، ما تسبب في إضعاف جهازها المناعي وفي كل مرة تعتقد أن لديها أعراض كورونا ويتم أخذها الى المستشفى ليكتشف أنها مجرد أوهام وشكوك تراودها بسبب حالة الخوف التي تشعر بها. ويختلف الأمر بالنسبة للمصابين بداء السرطان، فقد تمكن الكثير منهم من النجاة من مضاعفات فيروس كورونا، نظرا لتجاوزهم مرحلة الخطر وإنهاء العلاج المخصص للسرطان منذ سنوات. أما المرضى الذين يخضعون الى جلسات علاج كيميائي أو فيزيائي، في هذا الوقت الذي ينتشر فيه الفيروس، فإنهم أكثر عرضة لتعقيدات صحية في حال إصابتهم بكورونا، خصوصا وأن تقليل عدد خلايا الدم البيضاء يعتبر من الآثار الجانبية الشائعة للعلاج الكيميائي وقد يشكل الجسم في هذه الحالة بيئة حاضنة لفيروس كورونا بسبب عدم التحلي بالقوة للتصدي للعدوى الفيروسية عموما. ومن بين مريضات داء السرطان اللواتي نجين من مضاعفات فيروس كورونا، سعاد دهواني، في سن 57، عانت منذ 4 سنوات من سرطان الثدي وخضعت لجلسات العلاج الكيميائي والاشعاعي والى حد الآن ما تزال تأخذ أدوية للعلاج الهرموني تساعد على الشفاء من المرض وعدم الاصابة به مجددا. قالت سعاد، إنها أصيبت بفيروس كورونا وظهرت عليها أعراض المرض على شكل إسهال وقيء وارتفاع حرارة الجسم وفشل شديد مع آلام على مستوى الرأس، وبعد أن قامت بفحوصات «بي.سي.آر» اكتشف إصابتها بالفيروس، موضحة أن الخوف من الموت كان تفكيرا يراودها يوميا، خاصة وهي تعتقد بأن مناعتها ضعيفة ولا تقوى على مواجهة الفيروس الخطير بسبب إصابتها بالسرطان ولكن لحسن الحظ تماثلت للشفاء تدريجيا.