صدر عن مؤسسة دار الجنان العلمية بالمملكة الأردنية الهاشمية، كتاب يحمل عنوان «تأملات في أعمال عبد الملك مرتاض:المفكر الناقد « من تأليف الاستاذ الباحث محمد سيف الإسلام بوفلاقة من قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة عنابة. يضم الاصدار النقدي والمعرفي مجموعة من الأبحاث والدراسات التي كتبت في فترات مختلفة وفي مناسبات متنوعة ونُشرت في أغلب أقطار الوطن العربي من أجل التعريف بجهود الناقد والمفكر والأديب عبد الملك مرتاض، وهذه الدراسات تم نشرها في عدة دول عربية من بينها مملكة البحرين، الكويت، الأردن، لبنان، السعودية، الشارقة، الدوحة، الكويت، تونس، المغرب والعراق، وذلك حسب ما جاء في مقدمة المؤلف. ويعد عبد المالك مرتاض المحتفى به في هذا الإصدار البهي، أحد أبرز الكتاب الذين عرفتهم الجزائر في مرحلة ما بعد الاستقلال، فهو من النوابغ الأفذاذ في تاريخ الجزائر في القرن العشرين، حيث إنه يُشكل بمفرده موسوعة علمية أسهمت بنصيب وافر في شتى ميادين المعرفة، العلم، الأدب، فهو شخصية مضيئة، تعددت إسهاماته، وتنوعت اهتماماته، فهو الأديب الروائي، القاص، المفكر، الناقد، المؤرخ، اللغوي، المحقق، لم يترك مجالاً معرفياً دون أن يترك فيه بصماته الراسخة، التي تكشف النقاب عن رؤاه العميقة، وتحليلاته الدقيقة، وفكره الثاقب، والحق أن مؤلفاته التي تزيد عن ثمانين مؤلفاً علمياً متميزاً، هي أغنى ثروة يعتز بها أبناء المغرب العربي، كما يعتز بها المشارقة الذين عرفوا العلاّمة الجليل عبد الملك مرتاض محاضراً، ومنظراً، ومحللاً، ولغوياً، وعضواً في عدد من المجامع اللغوية، والمؤسسات العلمية البارزة في المشرق، والمغرب. وقال بوسيافة بأن عبد المالك مرتاض رجل أثرى الحركة الأدبية، والثقافية، والفكرية بأعماله الجليلة وإنتاجه الغزير والمتنوع وأعماله تكشف النقاب عن شخصية علمٍ من أعلام الثقافة الجزائرية والعربية وواحدٍ من أهم رواد النقد العربي قديماً وحديثاً، وأما النجاح الذي حققه في ميدان البحث العلمي والتأليف، لم يأت هكذا اعتباطاً، فالرجل قضى كل حياته متنسكاً في محراب العلم والمعرفة ولعب دوراً حاسماً في تألق الأدب والفكر الجزائري وازدهار المعرفة الأدبية، ويتميز الدكتور مرتاض بالموسوعية في الإنتاج والنأي عن التخصص الدقيق في مجال دون آخر، من مجالات العلم والثقافة، ولذلك فهو يشكل امتداداً لجيل من الرواد الكبار من بُناة النهضة الفكرية والأدبية والثقافية في الوطن العربي. ق.ث