أبرز مشاركون في ندوة دولية حول «الأمير عبد القادر الجزائري مسيرة جهاد وتضحية في حياة أمة» عن طريق تقنية التحاضر عن بعد، مساء الخميس، بوهران، البعد الإنساني وقيم التسامح في شخصية الأمير سواء خلال مرحلة مقاومته للاحتلال الفرنسي أو عندما كان بالمهجر. ذكر المتدخلون في هذا اللقاء المنظم من قبل مخبر البحث التاريخي : مصادر وتراجم بجامعة وهران 1 «أحمد بن بلة»، بمناسبة الذكرى 188 لمبايعة الأمير عبد القادر، أن الأمير عرف بإنسانيته المستمدة من التراث العربي الإسلامي وهو يحارب جيوش الاحتلال الفرنسي منذ العام 1832 إلى غاية 1847 حيث كان يحرص على الأبعاد الإنسانية أثناء المعارك، وكذا بعد هجرته نحو بلاد المشرق. وفي هذا الصدد، أوضح عبد القادر بوعرفة من جامعة وهران2 « محمد بن أحمد « في مداخلة بعنوان» القيم الإنسانية عند الأمير عبد القادر: النص والفعل» أن الأمير عبد القادر أعطى من خلال مواقفه وكتاباته «مثالا حيا وتجربة تاريخية عن الإنسان المتجذر في إنسانيته». وأبرز أن مرجعية النزعة الإنسانية عند الأمير عبد القادر هي الثقافة الإسلامية «التي تعتبر هذه النزعة حكمة عملية قبل أن تكون نظرية نجدها في الفعل قبل النص «، مشيرا إلى أن الأمير «كان أكثر إنسانية وكان يؤكد على ضرورة العيش المشترك في سلام للبشر والتعايش فيما بينهم «. ومن جهته، أبرز عبد القادر فيدوح، من جامعة قطر، أن البعد الإنساني في حياة الأمير عبد القادر يتجلى من خلال قيم التسامح المستمدة من الدين الإسلامي، لافتا إلى أن هذه القيم كانت تميز كل تعاملات الأمير في كل مراحل حياته. وأشار المتدخل إلى أن سمات التسامح ونبذ الاختلاف طبعت خلق الأمير، سواء في مرحلة جهاده ضد الاستعمار الفرنسي أو عبر تجربته في المهجر. كما تطرق بالمناسبة إلى شهادات لحكام ومفكرين في الغرب حول البعد الإنساني في شخصية الأمير والذين اعتبروه مثالا يحتذي به. وقد تدخلت في بداية الندوة، السيدة زهور بوطالب، حفيدة الأمير عبد القادر والأمينة العامة لمؤسسة الأمير عبد القادر، التي نوّهت بعقد هذه الندوة وأشارت إلى أن الأمير عبد القادر أعطى درسا في حقوق الإنسان قبل صدور المواثيق الدولية الخاصة بهذا الجانب.