تزدهي مدينة البليدة في كل سنة من هذا الشهر بعروض متنوعة من الورود والأزهار المتفاوتة في بهائها وحسنها وتمتد على طول الشارع الرئيسي المؤدي من ساحة باب السبت إلى ساحة أول نوفمبر أو ساحة التوت كما يحلو للبليديين تسميتها ، فيتحول هذا الفضاء إلى جنة خضراء زينتها ألوان ربيعية فواحة تعجب الزائرين وتسلبهم ألبابهم. أصبحت هذه المبادرة تتكرر يشارك فيها أكثر من مائة عارض لأكثر من 500 نوع من الزهور كما ذكر لنا صاحب مشتلة للزهور، فمن الأنواع المشهورة والعادية التي هي في متناول الجميع كخديوجة والحبق والورد والقطيفة والسرخس والقرنفل.. إلخ إلى تلك النادرة والباهضة الثمن وخصوصا نباتات الزينة الداخلية فمنها ما يفوق ثمنها العشرة آلاف دينار للنبتة الواحدة، لكن إقبال المواطنين كان كبيرا حيث استحسنوا هذه المبادرة وصاروا ينتظرونها خصيصا لاقتناء ما يحتاجون إليه للتنزيه عن النفس ومنهم من وقف يستفسر ويسأل عن بعضها وعن كيفية الإعتناء بها، وقد رافق عرض الزهور بيع العصافير كالدوري والببغاء والهدهد والحمام والنسر والعقاب... التي زادت المكان بهجة بتغريدها وبعض الحيوانات الأليفة كالأرنب والهمستر والقطط... بالإضافة إلى الخيمة الصحراوية التي كانت حاضرة بفراشها التقليدي وغزالتها التي تعود الزائرون على أخذ صور تذكارية معها، وكان للأواني الفخارية والأصص المختلفة الألوان والأشكال مكان ودلالة على إبداع اليد العارضة وحسها الفني، ولا يمكنك أن تغادر المعرض دون أن يلفت انتباهك عارض العسل بأنواعه وبعض الخلطات الطبية من الأعشاب مع العسل وإلى جانبه عرضت هدايا تذكارية للبيع صنعت يدويا من الجلود ولوحات رسمت بالرمال الملونة.