تحدثنا مع الناخب الوطني آلان بورت عن مرحلة التحضيرات وعن نقص المباريات الودية والمنافسة للاعبين الناشطين في البطولة المحلية، وعن المباراة الافتتاحية للمنتخب ضد المغرب التي اعتبرها مفتاح العبور إلى الدور الثاني، وعن أمور أخرى في هذا الحوار: - الشعب: حضرتم منذ شهر سبتمبر لمونديال مصر، هل أنتم راضون عن هذه الاستعدادات؟ آلان بورت: التحضيرات لكأس العالم كانت صعبة وفي ظروف استثنائية، بسبب توقف المنافسة الرسمية لعدة أشهر في الجزائر، وكذا توقف عمل الجهاز الفني للمنتخب الوطني بسبب جائحة كورونا، للأسف كنا في منحنى تصاعدي ووجدنا أنفسنا مرغمين على إعادة العمل من نقطة الصفر، بالنسبة للاعبين المتواجدين خارج الوطن استأنفوا المنافسة الرسمية مع فرقهم وهم يتواجدون في لياقة جيدة الأمر الذي سيجعلهم يدفعون بالمنتخب الوطني نحوالأمام، خصوصا أن المونديال ستشارك فيه أقوى المنتخبات في العالم ويتطلّب الظهور بمستوى عالي، اما بالنسبة للاعبين الناشطين في البطولة الجزائرية فالأمر كان مغايرا، حيث عدنا إلى أجواء العمل سويا منذ شهر سبتمبر المنصرم، وركزنا في البداية على الجانب البدني لتدارك التأخر واستعادة اللياقة بعد التوقف الطويل عن التدريبات الذي أثر كثيرا على مردود اللاعبين في البداية، لكن مع مرور الأيام وبالعمل الجاد تداركنا التأخر. - كيف قسمتم عملكم مع المجموعة منذ بداية التحضيرات؟ بعدما تمكن اللاعبون من استعادة اللياقة البدنية في بداية التحضيرات، تحولنا للجانب التكتيكي وفتحنا ورشة العمل الجماعي بالكرة حتى يكون التوازن في التحضيرات، وما ساعدني كثيرا على استدراك التأخر هو الجو العائلي السائد في المجموعة، وهو الأمر الذي جعلنا نتجاوز الضغوط الكبيرة المفروضة علينا، سواء بسبب التوقف أو الإجراءات الصحية المفروضة، ليأتي اليوم الذي تعرض فيه عدد معتبر من اللاعبين إلى الإصابة بفيروس كورونا، وهو ما اضطرنا للتوقف مرة أخرى عن التحضيرات، ورغم ذلك عدنا للعمل أكثر عزيمة من المرة الأولى وهدفنا كان الرفع من مستوانا لنكون جاهزين للعرس العالمي، وتحوّلنا بعدها إلى إقامة مباريات تطبيقية بين اللاعبين بحضور حكام حقيقيين حتى ندخل اللاعبين في أجواء المنافسة، أين تجاوبوا بشكل جيد معها وكانوا دائما يضعون نفس النسق والمجهود وقدموا مباريات راقية بمستوى المونديال، صحيح أنهم يتعارفون جيدا والمباريات التطبيقية تختلف كثيرا عن المباريات الرسمية، لكن عملنا بما هو موجود كل المنتخبات اختلطت عليها الأمور خلال التحضيرات بسبب فيروس كورونا، وسندخل المونديال تقريبا في نفس الوضعية، لا يجب أن نلتفت للوراء ونقول كان بإمكاننا، بل يجب أن نتنقل إلى مصر ونحن متيقنين بأننا قمنا بكل ما لدينا من أجل التحضير الجيد لهذا الموعد. - في ظل كل الظروف التي واجهتكم هل تعتقد أن مدة التحضيرات كانت كافية؟ عملنا معا لمدة 72 يوما منذ شهر سبتمبر، ولولا مدة التوقف بسبب فيروس كورونا لكانت مدة التحضير أكبر، 72 يوما سمحت لنا من استعادة اللياقة البدنية وفرض الانسجام بين اللاعبين فوق أرضية الميدان، خصوصا أن اللاعبين يتعارفون جيدا فيما بينهم، وخلال المونديال الروح السائدة في المجموعة ستكون نقطة قوتنا وستساعدني كثيرا كمدرب لقيادتهم والعمل على أن نبلغ أهدافنا، عموما أنا جد سعيد عن العمل الذي قمنا به لحدّ الآن، خاصة أن اللاعبين قدموا لي الدعم من خلال وعيهم بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم طوال كل مدة التحضيرات. - حضرتم جيدا لكنكم بالمقابل لم تلعبوا الكثير من المباريات الودية الدولية، هل سيكون ذلك عائقا بالنسبة إليكم؟ صحيح، نتأسف لعدم خوضنا لقاءات ودية كثيرة بسبب الوضعية الصحية العالمية، لكن تربص بولونيا كان إيجابيا واستخلصنا منه العديد من النقاط الإيجابية لأننا لعبنا لقاءات من المستوى العالمي، خضنا أربع لقاءات ودية دولية ضد منتخبات عريقة في الكرة الصغيرة العالمية، وكان لها تأثير إيجابي حيث سمحت لنا من تقييم العمل المنجز بالجزائر، وفي نفس الوقت سمح للاعبين بالعودة إلى أجواء المنافسة وسط نسق عال، المواجهتين ضد بولونيا وبعدها خوض الدورة الودية ضد بولونيا وروسيا سمح لنا من الوقوف على النقائص التي نعاني منها، وعملنا على تصحيحها قبل الدخول في جو المنافسة الرسمية، خلال المباريات التطبيقية التي جمعت بين لاعبي المنتخب في الجزائر. - وكيف ترى حظوظ المنتخب الوطني في المونديال؟ المهمة لن تكون سهلة خلال المونديال لأنه بكل بساطة الأفضل في العالم متواجد في المنافسة، نحن من جانبنا عملنا كل ما في وسعنا وبطرق علمية من أجل ضمان جاهزية الفريق، لكن سيواجهنا من دون أدنى شكّ مشكل نقص المنافسة، لأننا لم نلعب لقاءات كثيرة واللاعبين الذين يلعبون في البطولة المحلية لم يعودوا للمنافسة الرسمية لحدّ الآن، ولهذا سنعمل على تسيير المنافسة مباراة بمباراة، بداية من مواجهة المغرب التي ستكون داربي مغاربي، سبق لنا أن التقينا في البطولة الأفريقية قبل سنة، ما يعني اننا نعرف بعضنا البعض جيدا واللقاء سيلعب حتما على جزئيات، لأن كلا الطرفين يرغب في افتتاح المنافسة بفوز لكي يكون له أثر قوي على المجموعة لخوض باقي المنافسة بمعنويات مرتفعة، كما أن مواجهة المغرب ستكون مفتاح التأهل إلى الدور الثاني من المونديال، وخوض مباريات ايسلندا والبرتغال بأريحية والعمل على فرض طريقة لعبنا، وكسب وقت اللعب الذي سيكون له الأثر الجيد على ظهورنا في الدور الثاني، خصوصا أننا نملك تشكيلة متكاملة. - بالحديث عن التشكيلة، اصطحبتم معكم لاعبين سبق لكم الإشراف عليهم خلال كأس أمم إفريقيا السابقة ؟ اعتمدنا على التعداد الذي سبق له التألق خلال كأس أمم إفريقيا السابقة بتونس التي أنهيناها في المركز الثالث، تلك النتيجة جاءت بعدما قدمنا مستوى مقبولا جدا وهذا ما سيشجعنا على المواصلة في نفس الطريق لتشريف كرة اليد الجزائرية. - هل تعتقد أنكم قادرون على تحقيق المفاجأة خلال مونديال مصر ؟ لو بقي اللاعبون الناشطون في الجزائر في نسق المنافسة الرسمية ولم نتوقف عن العمل لمدة طويلة كنا سنحدث المفاجأة، لكن حاليا أعتقد أننا بعيدين عن تحقيقها، لكن متأكد من أن هذه المجموعة يمكنها بالعمل مجابهة الكبار وزعزعتهم، لكن ذلك مؤجل ولن يحصل في مونديال مصر.