يحياوي: الجنوب الجزائري يزخر بمواهب مسرحية مبدعة ينظّم المسرح الوطني الجزائري «محي الدين بشتارزي»، بدعم من الصندوق الوطني لترقية الفنون والآداب وتطويرها، «إقامة التدريب الفني الخاصة بمسرحيي الجنوب الجزائري»، في كل من ولاية تمنراست، أدرار والوادي. وتنطلق هذه الإقامة التدريبية اليوم السبت، على أن تتواصل إلى غاية الجمعة المقبل 22 جانفي. وسيتم عقد جلسات وحصص هذه الدورة التكوينية على مستوى دور الثقافة بالولايات سالفة الذكر. تنطلق اليوم إقامة التدريب الفني الخاصة بمسرحيي الجنوب الجزائري، التي ينظمها المسرح الوطني الجزائري في كل من تمنراست، أدرار ووادي سوف. وتتوجه هذه الإقامة الفنية، إلى جميع فناني الجنوب الجزائري، في ما مجموعه 18 منطقة هي تمنراست، عين صالح، المنيعة، عين قزام، إليزي، جانت، أدرار، بشار، تندوف، النعامة، البيض، رقان، الواد، الجلفة، الأغواط، غرداية، ورقلة، وبسكرة. وتقترح هذه الإقامة سبع تخصصات تكوينية، ويتعلّق الأمر بفن التمثيل، التعبير الجسماني، التنظيم الإداري (تعاونيات وجمعيات ثقافية)، مسرح الطفل، الإخراج المسرحي، الكتابة الدرامية، والسينوغرافيا. وإضافة إلى ذلك، ستكون هذه الإقامة التدريبية مجرد مرحلة أولى في التكوين الذي سيتلقاه المشاركون، حيث سيختار المؤطرون خلالها، مجموعة من المشاركين ليتم تكوينهم في مرحلة ثانية من هذه الإقامة تنظم لاحقا على مستوى الجزائر العاصمة، وهو ما سيثمر إنتاج عملين مسرحيين يشارك فيهما كل المتربصين الذين سيساهمون في إنجازهما، بداية من كتابة النص، ووصولا إلى عرضهما على الجمهور، حيث سيكون العرض الأول موجها إلى جمهور الأطفال، أما الثاني فسيختص بجمهور الكبار. وعن هذه الإقامة الفنية التكوينية، قال محمد يحياوي، المدير العام للمسرح الوطني الجزائري، إن هذا الأخير قد «قطع شوطا طويلا في مجال التكوين الفني المسرحي، بل تعدّد وتنوع على سبل مختلفة من أساليب الإخراج والأداء والتشكيل المكاني للعرض المسرحي»، ومن هنا كان على المسرح الوطني «الاهتمام بالتكوين الفني وفق معايير مخبرية وبيداغوجية، حتى يكون حاملا للأفكار النيرة والمبدعة، في مساهمة منه على تطور الفن المسرحي، على اعتبار أن مسار هذا الأسلوب الإنساني من التعبير يعتليه كثير من الثراء والتعقيدات تفرضها متطلبات اللحظة، فهو يفرض في كل مرة على ممارسيه التكيف بالتكوين المتواصل واستغلال كل الأدوات المعرفية والنقدية والجمالية للتحكم في بناء مكونات العرض التي تنتهي بالعرض الذي بدوره يقدم للجمهور». واعتبر يحياوي أن «الموهبة لا تكفي لوحدها حتى تصل بالعرض إلى أعلى مستويات التأثير الفني والإمتاع الجمالي»، بل أصبح التكوين والتخصص من أبرز ميزات الفن المسرحي». وفي هذا السياق، جاءت هذه الدورة التكوينية والفنية الخاصة بمسرحيي الجنوب الجزائري، على اعتبار أن هذه المنطقة «تزخر بمواهب لا يستهان بها إبداعا في مجال التأليف أو الأداء على ركح الخشبة»، ويؤطر ورشات هذه الدورة «نخبة من أساتذة وممارسين يتداخل في مناهجهم الجانب التطبيقي والإبداعي، وترتبط فيها أيضا التجربة بالبحث الأكاديمي»، يقول يحياوي. للتذكير، كان المسرح الوطني الجزائري، شهر نوفمبر من العام الماضي، قد وجّه دعوة للمشاركة في هذه الإقامة الفنية التكوينية، وتوجّب على الراغبين في المشاركة فيها إرسال سيرهم الذاتية، إلى جانب استمارة مشاركة تضمنها ذات الإعلان، إلى الموقع الإلكتروني الرسمي الخاص بالمسرح الوطني الجزائري.