السطوع الشمسي الكبير في الجزائر يسمح بالاستقلال الطاقوي بلادنا في حاجة إلى تغيير نموذج استهلاك الطاقة إدماج الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة الوطنية يمثل تحديا كبيرا من أجل الحفاظ على الموارد الأحفورية، وتنويع فروع إنتاج الكهرباء والمساهمة في التنمية المستدامة، بفضل البرنامج الوطني للطاقات المتجددة 2011-2030. تتموقع هذه الطاقات في صميم السياسات الطاقوية والاقتصادية المتبعة من طرف الجزائر، ما تحقق لحد الآن وما سيتحقق، قدمه من خلال الحوار الذي أدلى به ل «الشعب» البروفيسور مجيد برقوق الحائز على جائزة جودة الإنتاج العلمي من المدرسة الوطنية متعددة التقنيات بالجزائر العاصمة وهذا لنشره العديد من المنشورات العلمية خلال السنوات الخمس الماضية، خاصة لكثرة الاقتباسات لمقالاته في قواعد البيانات العلمية.
الشعب: الطاقات المتجددة مطروحة منذ فترة كبديل للطاقات التقليدية، ما الذي تم تحقيقه حتى الآن؟ البروفسور برقوق: تنمية بلد يعتمد بشكل كبير على الطاقة. إن إنتاج الطاقة باستخدام الموارد التقليدية مثل النفط والغاز له تأثير سلبي للغاية على البيئة. هذه الموارد أحفورية تتناقص باستمرار. من أجل ضمان التنمية المستدامة وتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، يحتاج الإنسان إلى تغيير نموذج استهلاك الطاقة الخاص به، وتحسين النجاعة الطاقوية واستخدام مصادر الطاقة المتجددة وغير الملوثة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. يتم تحويل الطاقات الأحفورية باستخدام أنواع الوقود التي تنتج انبعاثات ثاني أكسيد الكاربون (CO2)، وغيرها... هذه المخلفات تلوث البيئة مشكلة خطرا على طبقة الأوزون. الطاقات المتجددة مثل الطاقة الكهروضوئية وطاقة الرياح والطاقة المائية وغيرها... تنتج كهرباء نظيفة (خالية من التلوث) وهذه الطاقة المتجددة (الكهروضوئية والرياح) متقطعة. ولذلك، يجب العمل على أن تكون مرتبطة بنظام تخزين مثل البطارية أو المكثف الفائق أو دولاب الموازنة أو الهيدروجين... لذا، فإن الهيدروجين عنصر مهم في تخزين الطاقة المتجددة. - يعتبر الهيدروجين من هذه البدائل، فما هي الطاقات الأخرى التي تتوفر عليها الجزائر؟ يعتمد تحول الطاقة على إدارة الطاقة (تحسين الفعالية الطاقوية)، كما أن استخدام الطاقات المتجددة يسمح بانتقال الطاقة في الجزائر، من خلال استغلال مواردها من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ويؤدي إلى تصدير الطاقة الكهربائية من مصادر متجددة للخارج، ويشكل مصدرا هاما للعملة بديلاً للنفط. كما يساهم في إطالة عمر حقول النفط والغاز ويعمل على الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة المضرة بالبيئة.
- ماذا ستحقق الطاقات البديلة «الشمسية» وطاقة الرياح والهيدروجين لصالح البيئة التي ما تزال تعاني من مخلفات الطاقات التقليدية في الطبيعة والبحار والمحيطات؟ بالنسبة للفائدة التي تجنيها الجزائر، فإن البرنامج الوطني لتنمية الطاقات المتجددة 2015-2030 لا يزال قيد التنفيذ. كما أن العديد من الجامعات الجزائرية قد فتحت برامج الماجستير والدكتوراه في الطاقة المتجددة من أجل تدريب المهارات اللازمة لتطوير هذه الطاقات في بلادنا. - ما الفائدة الاقتصادية التي تجنيها الجزائر من تحول الطاقة؟ تغيير نموذج الطاقة في الإنتاج والاستهلاك وفقًا لتقرير 2020 لمفوض الطاقات المتجددة وفاعلية الطاقة، أنجزت الجزائر العديد من المحطات المتصلة بالشبكة (389 ميجاوات) والعديد من مشاريع الوضع المعزول (22 ميجاوات). تتمتع الجزائر بمصدر شمسي كبير جدًا (من 5 إلى 6 كيلوواط/ متر مربع/ يوم)، مما يسمح لها بالاستقلال في مجال الطاقة، إذا تم تنفيذ البرنامج الوطني لتطوير الطاقة. وبحسب التقرير نفسه، سيتم إطلاق عدة مشاريع لتطوير هذه الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقوية. تحتاج الجزائر إلى تغيير نموذج استهلاك الطاقة الخاص بها، لتحسين الفعالية الطاقوية واستخدام مصادر الطاقة المتجددة غير الملوثة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، حيث يمكن تنفيذ انتقال الطاقة من خلال النظر في العناصر التالية: - أولا: استغلال الطاقات المتجددة المتوفرة في الجزائر وخاصة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. - ثانيا: الحفاظ على الموارد الأحفورية وتنميتها وثالثا: التنمية المستدامة وحماية البيئة.