الدعوة إلى الحفاظ على ذاكرة الأمة أكد المجاهد محمد غفير عضو في فيدرالية جبهة التحرير بفرنسا أن التاريخ الحقيقي لاسترجاع السيادة الجزائرية هو 3 جويلية 1962 أين قام العقيد محند اولحاج بإزالة العلم الفرنسي ووضع العلم الجزائري مكانه بسيدي فرج داعيا الأطراف التي تقول أن الجزائر نالت استقلالها في 5 جويلية الذي يتزامن مع تاريخ دخول فرنسا إلى العاصمة عام 1830 إلى تغيير هذه الفكرة الخاطئة على حد قوله. وأوضح المجاهد المعروف بموح لكليشي في تصريح ل»الشعب« على هامش الندوة التاريخية التي نظمت أمس بمنتدى الصحافة المجاهد من طرف جمعية مشعل الشهيد بحضور مجاهدين وشخصيات تاريخية معروفة أن الجزائر نالت حريتها واستقلالها بطريقة رسمية ونهائية في يوم 03 جويلية 1962، وذلك عند إنزال العلم الفرنسي ورفع العلم الوطني لأول مرة بعد 132 سنة من الاستعمار، من طرف العقيد محند والحاج، قائد الولاية الثالثة »منطقة القبائل« في سيدي فرج بالعاصمة. وتأسف المجاهد لعدم وجود مؤرخين جزائريين يكتبون عن نضالات الشهداء والمجاهدين وذلك حفاظا على ذاكرة الأمة عكس الكتاب الفرنسيين الذين قدموا حسبه كتب عديدة حول الثورة الجزائرية نيابة عن المؤرخين الوطنيين، داعيا في السياق ذاته المواطنين الجزائريين إلى قراءة كتاب »سعد دحلب« الذي تطرق فيه إلى حقيقة تاريخ الجزائر، سيما المتعلقة منها بالفترة التي نالت الجزائر حريتها. وأوضح قائلا »إن الجزائر لا تملك مؤرخين يقومون بإحياء تاريخ الجزائر العظيم وجعله في ذاكرة كل مواطن جزائري كما أن شعبا بلا ذاكرة هو شعب بدون مستقبل«. وأشار إلى ما قام به العقيد محند اولحاج الذي لم يدخر حسبه مجهودا لتطوير الاتصال والعمل مع فيدرالية جبهة التحرير بفرنسا فيها لتنظيم شبكات نقل الأموال الضرورية للكفاح لولايات الداخل عبر الولاية الثالثة مشيرا إلى قدرات هذا الرجل الشجاع في التفكير والتحليل واتخاذ القرارات الصائبة. وأضاف المجاهد أن تاريخ الجزائر تعجب له العديد من المسؤولين الفرنسيين مذكرا بما قاله الجنرال الفرنسي جياب »انه لأول مرة في تاريخ الشعوب العالمية التي تكافح من اجل الحصول على الاستقلال والحرية يقوم شعبا بمحاربة العدو في عقر دياره وهو ما لم يحصل من قبل إلا في الجزائر من خلال المجاهدين والمجاهدات ال 400 ألف اللذين خدمو الثورة في فرنسا وساهموا في إنجاحها بنسبة 80 بالمائة«. من جهته أفاد رئيس جمعية مشعل الشهيد محمد عباد خلال مداخلته في الندوة أن إحياء مثل هذه الذكرى لأول مرة ضروري بعد أن مرت 50 سنة من استرجاع السيادة الوطنية مؤكدا أن التركيز على تقديم مسيرة وكفاح العقيد محند جاء بسبب الدور الكبير الذي لعبه في الظفر بالحرية والاستقلال وذلك بهدف ترسيخ خصال ومآثر هذا الرجل في أدهان الشباب الجزائري باعتبارهم حاملو المشعل في المستقبل. وبالمناسبة قامت جمعية مشعل الشهيد بتكريم عائلة الشهيد »سي محند اولحاج« وبعض المجاهدات على غرار المجاهدة ازواو عزيزة وذلك اعترافا بما قدموه من تضحيات جبارة من اجل أن تكون الجزائر حرة مستقلة. وخلال تدخله في الندوة بارك مخلوف ابن الشهيد سي محند اولحاج والذي أبى إلا أن يكون حاضرا على الرغم من كبر سنه كل الجزائريين الذين يحتفلون بهذه الذكرى لأول مرة مؤكدا أن الجزائر مرت بمراحل صعبة قبل الاستقلال وبعده إلا أنها استطاعت أن تحقق نجاحات باهرة في العديد من المجالات بفضل التعاون والتلاحم مترحما على أرواح الشهداء الأبرار مبديا اماليه أن يبقى تاريخ الجزائر مرسخا في أدهان شباب المستقبل بالقول »إن الناس يموتون إلا أن التاريخ يبقى الى الأبد«.