أكد رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أنه ب إمكان الجزائر أن تنوه بمستوى العلاقات المتعددة التي تربطها بفرنسا. وأوضح الرئيس بوتفليقة في حديث خص به يومية لوموند الفرنسية في عددها الخاص الذي صدر أمس بمناسبة الذكرى الخمسين لإستقلال الجزائر أنه في الوقت الذي نستعد فيه لإحياء الذكرى الخمسين للإستقلال ،بإمكان الجزائر أن تنوه بمستوى علاقاتها المتعددة مع فرنسا. وأضاف قائلا أن الجزائر تسجل بإرتياح الديناميكية الجديدة التي تميز العلاقات الثنائية اليوم بالرغم من التقلبات والإضطرابات المتعاقبة التي تم تسجيلها مشيرا إلى أن هذه الديناميكية الجديدة التي حظيت مؤخرا بدعم السلطات العليا للبلدين ستسمح للعلاقات الجزائرية الفرنسية بتسجيل وثبة نوعية بمستوى قدرات و طموحات البلدين. واستطرد رئيس الجمهورية قائلا يجب علينا في الوقت نفسه أن نتجاوز صعوبات الماضي لنعمل على ترسيخ مسعانا كي لا يكون عرضة لتقلبات الأوضاع والتاريخ وكي لا يحيد عن هدفه الرئيسي المتمثل في إدراج تطوير علاقاتنا في سياق تاريخي وليس ظرفي فقط. وفي هذا الإطار أكد الرئيس بوتفليقة أنه من الضروري إعطاء دفع جديد للتعاون الثنائي ضمن روح إعلان الجزائر الصادر يوم 2 مارس 2003 الذي حدد التوجيهات والخطوط العريضة التي تسمح بإقامة شراكة إستثنائية تكون مثالا للتعاون في المنطقة وفي مجال العلاقات الدولية. وإعتبر الرئيس بوتفليقة أنه في هذا السياق الطموح يجب أن يشكل البعد البشري أولوية قصوى ليتسنى إضفاء تنسيق أكبر للعلاقات الجزائرية الفرنسية، مؤكدا أنه على قناعة أنه بإمكان البلدين العمل بشكل أحسن في مجال العلاقات الإقتصادية. وفي هذا المجال إعتبر رئيس الجمهورية أن العلاقات الاقتصادية بلغت مستوى مقبولا في السنوات الأخيرة إذا ما نظرنا إلى حجم المبادلات التجارية وتواجد المؤسسات الفرنسية في الجزائر والشراكات التي تمت إقامتها وتلك التي هي قيد التأسيس بين المتعاملين من البلدين. ومع ذلك تأسف الرئيس بوتفليقة لكون هذه العلاقات الاقتصادية دون القدرات والطاقات التي يتوفر عليها البلدان مشيرا إلى أن هذا الدعم ،يجب أن يقدم في سياق الأزمة الراهن ردودا لأهم التحديات بالنسبة للبلدين والمتمثلة في الإنعاش الاقتصادي لأحدهما وتنويع الاقتصاد للآخر. كما أوضح رئيس الدولة أن الشراكة يجب أن تشهد إنتعاشا مكثفا وتستفيد من إجراءات الاتفاقات المبرمة بين البلدين والرامية إلى ترقية وتشجيع الاستثمارات مع تفادي الازدواج الضريبي للشركات، مشيرا إلى أن الشركات الأجنبية تحظى بفرصة الاستفادة من إجراءات السوق المالية المحلية لتمويل إستثماراتها بالجزائر. وفي الأخير أكد الرئيس بوتفليقة أنه يحذونا أمل كبير أنه في القريب العاجل ستتوصل الجزائروفرنسا إلى طريقة تمكنهما من رفع مستوى علاقاتهما وفقا لإرادة سلطات البلدين على أعلى المستويات ولطموحات شعبيهما.