لا يزال أهالي قرية تافرطاس الواقعة بعمق جبال بلدية أولاد رابح، بأقصى جنوب شرق ولاية جيجل، على الحدود مع ولاية ميلة يستنجدون بالسلطات المحلية للتكفل بمختلف انشغالاتهم، التي لا تزال تثير الكثير من القلق والحيرة بالنسبة لهم، مطالبين التخفيف من معاناتهم اليومية المتواصلة، خاصة في ظل العزلة التي تعاني منها المنطقة. «الشعب»، تنقلت الى المشتة تافرطاس، حيث وقفت على العزلة التي تعاني منها المنطقة وما إنجر عنها من متاعب لسكانها، وفي هذا الإطار طرح بعض المواطنين إنشغلاتهم اليومية، التي تؤرق حياتهم بشكل متواصل، حيث طلبوا إيصالها إلى السلطات بهدف خلق تنمية محلية تعتمد على إمكانات المنطقة التي تمتاز بطبيعتها الجبلية، وتضاريسها الوعرة. ويأمل أهل القرية بتحسين ظروفهم المعيشية، بتعبيد الطريق بين بلدية سيدي معروف باعتبارها مقرا للدائرة ومشتة تافرطاس، ونظرا لأهمية هذا الشطر، فإن التأكيد على تهيئته وتعبيده بصورة مستعجلة كان المطلب الرئيسي لهم، الهدف منه تسهيل تنقلات المواطنين، خاصة وأن المنطقة تفتقر لأدنى ضروريات الحياة. كما أشاروا إلى ضرورة إنجاز جسر صغير أو معبر على وادي تافرطاس يربط بين قرية تافرطاس ومشتة جمالة ورأس لعواد ومشتة الريشية، خاصة أن أهمية هذا المعبر تكمن في تفادي عزل هذه المشاتي في مواسم البرد والشتاء، لأن المنطقة تمتاز حسبهم بكثرة أمطارها وتساقط الثلوج فيها، وهو ما يؤدي أحيانا إلى تأزم الوضع أكثر حيث تعزل تلك الجهة بصفة كلية. كما يأمل سكان القرية في فتح طريق آخر باتجاه قرية أولاد أعمر لتسهيل حركة الأشخاص وتنقلاتهم وخلق بدائل أخرى في حالة وقوع حوادث كفيضان الوادي أو إندلاع الحرائق في الناحية. ويشكل فتح الطرق المسالك، لربطهم بالعالم الخارجي، أهم مطلب السكان، لتسهيل تحركاتهم، ونقل مقتنياتهم باختلاف أنواعها إلى المنطقة، وللتكفل بالمرضى، خاصة في نقلهم مباشرة إلى العيادة المتعدّدة الخدمات بسيدي معروف. على صعيد آخر، ونظرا لافتقار المنطقة والمشتة من مختلف المشاريع التنموية التي من شأنها خلق مناصب الشغل، وتحسين معيشتهم اليومية، فإنهم يؤكدون على ضرورة توجيه مشاريع تنموية مختلفة تتماشى وطبيعة المنطقة، لبعث الحياة في هذه القرية، وإحياء مختلف النشاطات التي تمكنهم من خلق موارد مالية، كما طالب السكان بإنجاز ملعب جواري، يمكنهم من ممارسة الرياضة في أريحية وفي أمان. وبين هذا وذالك، تبقى حلاوة العيش في الأرياف لذّة، لكنها لن تكتمل حسب تعبير البعض إلا إذا تمّ تدعيمها بضروريات الحياة اليومية.