ندد سكان مشتة القلة، التابعة لبلدية اولاد احبابة بسكيكدة، بتقاعس السلطات العمومية وتجاهلها الطويل والمتواصل لأوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية المزرية التي لم تلق الحلول المناسبة لها، بسبب ما أسموه بالتهميش والاحتقار لهم وعدم برمجة مشاريع استعجالية تنهي معاناتهم القاسية في ميادين حيوية وضرورية. أشار السكان إلى أنهم يعيشون منذ سنين في عزلة قاسية فرضت عليهم بسبب انعدام الطرق المعبدة ولا حتى المسالك الريفية المهيأة بين المشتة والطريق البلدي الواصل إلى مقر بلدية اولاد أحبابة، ويستعملون مند سنوات الدواب والحمير لنقل قارورات غاز البوتان التي تصل إلى نقطة بعيدة عن المشتة وينقلونها من الطريق البلدي إلي مساكنهم. أما في الشتاء فإنهم يستخدمون الحطب والأخشاب للتدفئة وللأغراض المنزلية، إذ يجمعون كميات كبيرة من الأشجار المحطمة من الغابة ويحزنونها عند الضرورية لمواجهة قساوة البرد والرياح العاتية والعزلة التي تفرضها الثلوج التي لا تفارق المنطقة إلا عندما يطل الصيف. ويلاحظ السكان أن الحياة تغدو مريرة منذ بداية الخريف، ويضطر السكان للتعاون بينهم لنقل مرضاهم ونسائهم الحوامل بالدواب إلي مناطق قريبة من مركز البلدية، لأن الناقلين انقطعوا عن ممارسة مهنة النقل في هذه المشتة منذ أن ساءت حالة الدروب الريفية التي أقاموها لتسهيل تنقلاتهم اليومية ويرفضون العودة إلى هذا النشاط علي الرغم من استعداد السكان لدفع مقابل مضاعفة بعشرات المرات لهم. ممثلو السكان أقروا أن المشتة لن تظفر علي الأمد القريب ببرامج إنمائية تعيد لها الروح والحيوية وتخرجها من دائرة التخلف إلا اذا تحركت الأوضاع في اتجاه تصعيد كبير، خاصة أن البلدية اعربت عن فشلها في انتزاع برامج جديرة بالتقدير في اطار المخططات البلدية للتنمية. وصرح ”مير” اولاد أحبابة أن أوضاع سكان البلدية بصفة عامة صعبة، بالنظر لموقعها وعدم توفرها على مداخيل وهو ما يجعل برمجة مشاريع تنموية ليس بالأمر الهين.