تغير حال نوادي الرابطة المحترفة الأولى من النقيض إلى النقيض في ظرف وجيز، فمن مشاكل لا تنتهي بين اللاعبين والإدارة بسبب المستحقات العالقة انتهت أغلبها أمام المحكمة الرياضية، وخلافات مستعرة على مناصب الرئاسة إلى استقدام عدد كبير من اللاعبين و تغيير للطاقم الفني بمبالغ مالية معتبرة.ويعد عدم الاستقرار هو السمة الأبرز التي لازالت تعاني منها فرقنا الوطنية فأغلبها سيدخل المنافسة بتشكيلات 80 بالمائة من تعداد لم يكن موجودا الموسم الماضي وبطاقم فني جديد كذلك، ويشكل تواجد اللاعبين المغتربين ممن كانوا ينشطون في نوادي أروبية مفارقة أخرى تضاف إلى مستجدات الساحة الكروية الجزائرية. استقدامات بالجملة قامت النوادي ذات الميزانيات الضخمة التي تضع التتويج باللقب كهدف رئيسي من أجل إزالة الضغط وإراحة الأنصار الغاضبين بعد الأداء المخيب في الموسم المنقضي، باستقدامات نوعية كلفتها أموال تقدر بالملايير على غرار اتحاد العاصمة الذي يسيطر على السوق نظرا للسيولة المالية الكبيرة التي تحوزها إدارة علي حداد وقام قبل توجهه إلى تركيا بتقديم فريق الأحلام (2) مشكل من 12 لاعبا جديدا يقودهم المدرب الأرجنتيني قاموندي. وهو نفس عدد المستقدمين لدى شباب قسنطينة الذي استطاع إحداث مفاجأة من العيارالثقيل بانتداب المدرب الفرنسي روجي لومير رفقة عدد من اللاعبين المغتربين. ولم يشد حامل لقبي البطولة والكأس وفاق سطيف عن هذا الحال ووجد نفسه أمام وضع مشابه للعام الماضي عندما جدد أغلبية تعداده حيث قام هذه المرة بجلب 11 لاعبا في انتظار وصول المهاجم كريم سلطاني الذي كان ينشط في البطولة اليونانية وقبلها الهولندية. وقام رئسي شبيبة القبائل بإسكات معارضيه لما أنتدب المدرب الإيطالي فابرو المعروف بكفاءته العالية، وعلى عكس ما كان سابقا لم يقم بانتداب أسماء من العيار الثقيل وفضل سد النقائص التي تركها المغادرون. العميد من المشاكل إلى حلم التتويج صنعت مولودية الجزائر الحدث مباشرة بعد إسدال الستار عن البطولة بقضية قدوم المستثمر ايدير لونغار وصراعه الشرس مع عمر غريب الذي مزق استقالته بعد تراجع الأول عن القدوم. ويبدو أن غريب كسب رهان الاستقدامات خاصة لما ظفر بصفقة عبد الرحمان حشود واستقدام طاقم فني بقيادة الفرنسي لوفينغ ومساعده كمال قاسي سعيد ونجاحه في الحفاظ على ركائز الفريق رغم تأخر مستحقاتهم ب6 أشهر كاملة. ارتفاع عدد اللاعبين المغتربين في البطولة دفع التنافس الشديد على أبرز لاعبي البطولة بعض النوادي إلى تغيير الوجهة نحو اللاعبين المغتربين الذين ينشطون في أندية أروبية أو من فشلت مغامرتهم الاحترافية. وشباب قسنطينة مثال حي على ذلك حيث يضم في صفوفه عدد معتبرا على غرار القائد السابق للخضر يزيد منصوري وياسين بزاز ومحمد دحمان وبوقرة و ضم مؤخرا مهدي كروش من البطولة الانجليزية. وراهنت شبيبة بجاية بدورها على ورقة المغتربين واستطاع الرئيس طياب إقناع اللاعب بن زرقة من نانت الفرنسي وسعيد محمامحة من ليون بتقمص ألوان الفريق لموسمين ولم تعد معظم تجد أي صعوبة في انتداب هؤلاء اللاعبين حيث يعتبر الوصول إلى المنتخب الوطني حلم كل واحد منهم، إضافة إلى إعادة بعث مشوارهم من جديد والظفر بعقود احترافية أفضل كون الأضواء ستكون مسلطة عليهم في البطولة الوطنية.