لموشية وبوقرة منذ عدة مواسم خلت حاولت بعض الأندية الجزائرية الإستفادة من خدمات اللاعبين الجزائريين المغتربين في فرنسا على وجه الخصوص.. * وإذا كان عددهم قليل في البطولة الوطنية خلال السنوات السابقة، فإن الموسمين الأخيرين عرفا عودة المغتربين إلى البطولة، ويبدو أن القانون الجديد الذي أصدرته الاتحادية بشأن اللاعبين الأجانب هو الذي شجع رؤساء الأندية على معاودة الاعتماد على المغتربين كحل بديل. * * 15 مغتربا الموسم الماضي والعدد قد يصل إلى الضعف الموسم القادم * حتى وإن كان عدد اللاعبين المغتربين قليل نسبيا في البطولة الوطنية في الماضي، فإنه يبقى مرشح للارتفاع في المواسم القادمة. الموسم الماضي على سبيل المثال، استعملت أندية القسم الأول ما يقارب الخمسة عشرة لاعبا مغتربا، فيما حاول لاعبون آخرون الالتحاق ببعض الأندية لكنهم فشلوا بسبب تواضع مستواهم. وإذا حاولنا القيام بقراءة في مردود هؤلاء اللاعبين، فإننا نقف على حقيقة بارزة هي أن ليس كل لاعب مغترب بالضرورة لاعب ممتاز. فقد بينت التجربة أن العديد منهم لم يقدموا الإضافة المطلوبة وهو ما جعل عددا منهم يعود من حيث أتى. وبالمقابل، نجح لاعبون مغتربون آخرون في ترك بصماتهم على البطولة الوطنية أمثال آيت عثمان وبن حمو (مولودية الجزائر) ولموشية (وفاق سطيف) وزرداب (شبيبة بجاية). * * المنتخب الوطني.. الحافز الأول * وبعد التغييرات التي بدأت تعرفها البطولة الوطنية، خاصة بعد صدور قانون اللاعبين الأجانب، فإن اللجوء إلى المغتربين سيكون الحل الوحيد أمام رؤوساء الأندية في هذه المرحلة على الأقل. ولا بد من القول أن الاهتمام بهذه الفئة من اللاعبين الجزائريين في الخارج واستدعاء العديد منهم للمنتخبات الوطنية للشباب سيشجع بدون شك الكثيرين للعب في أندية جزائرية كبيرة على غرار وفاق سطيف الذي ما زال مستمرا في البحث عن المواهب الجزائرية في فرنسا. * ومن جانب آخر، فإن عودة المنتخب الوطني إلى الواجهة بفضل النتائج الإيجابية التي أصبح يسجلها وإمكانية تأهله إلى مونديال جنوب إفريقيا، سيحفز اللاعبين المغتربين أكثر للاقتراب من البطولة الوطنية والطموح باللعب مع "الخضر" ومثلهم في ذلك ما حققه بوڤرة وزياني وغزال من شعبية في الجزائروفرنسا. * * * رؤساء النوادي يتحدثون للشروق عن موجة اقتحام المغتربين للبطولة ويتفقون * "نحن مسيّرون لا مخيّرون .. عقلية المغترب تغرينا.. السلعة رخيسة والمستوى ربي يجيب" * * لأن رؤساء الأندية يمثلون الحلقة المهمة في موضوع اللاعبين المغتربين ارتأينا أن نستطلع آراءهم في موضوع الساعة لنطرح الاستفسارات التالية: ما الدوافع وراء جلب اللاعبين المغتربين بهذا الكم الكبير إلى البطولة الجزائرية، هل يساهمون في رفع مستوى بطولتنا الضعيفة وهل هناك معايير جدية في طريقة الاختيار. واتفق أغلبية الرؤساء المستجوبين أن جلب اللاعبين المغتربين يعود إلى القرار الذي اتخذته "الفاف" بتقليص عدد اللاعبين الأجانب بالدرجة الأولى. * * الصادق عمروس (مولودية الجزائر): * "عدم نجاح بن شريف وخنيش ليس معيارا للحكم على المغتربين" * * يمثل فريق مولودية الجزائر الأكثر استهدافا للاعبين المغتربين حيث نجد لاعبين اثنين إلى ثلاثة يوقعون سنويا في النادي، لكن المشكلة في إدارة العميد عدم نجاح أغلبهم رغم أنهم يحصلون على مستحقاتهم كاملة، الإضافة المطلوبة- هذا إن لعبوا طبعا- ومثال الموسم المنصرم أكبر دليل على ذلك فخنيش وبن شريف تحصلا على عطلة مدفوعة الأجر منذ استقدامهم، لكن تفسيرنا لا يشاطره رئيس النادي العاصمي الصادق عمروس الذي أكد على أن ما وقع له الموسم السابق استثناء فقط ولا يمكن تعميم الحكم. * * بوعلام طياب(شبيبة بجاية): * "نجاح زرداب معنا جعلنا نتحمس لجلب مغتربين آخرين" * * قال رئيس شبيبة بجاية بوعلام طياب أن الدوافع الرئيسية وراء التفكير في اللاعبين المغتربين تعود إلى القانون الذي سنته "الفاف" مؤخرا بخصوص الأجانب، كما أن نجاح متوسط الميدان زهير زرداب في الشبيبة حفزه على استقدام لاعبين آخرين لإعطاء دفع قوي للفريق الباحث عن التتويج بالبطولة هذا الموسم، وقال طياب أن التكوين القاعدي لمغتربينا يجعل أي رئيس نادي يبحث عن استقدام المطلوب. * * محمد زعيم (إتحاد البليدة) * "الظاهرة صحية للمنتخب الوطني وهذا الأهم" * * اعتبر رئيس إتحاد البليدة محمد زعيم قدوم اللاعبين المغتربين إلى البطولة الوطنية مفيدا للمنتخب الوطني الذي سيستغل حتما بعض الأسماء على حد قوله، مضيفا أنه كلما ارتفع عدد اللاعبين كلما عاد ذلك بالإيجاب على"الخضر" مستدلا بلاعب الوفاق لموشية كنموذج إيجابي لتحليله. وثمن زعيم قرار الفاف الذي اعتبره خدمة للكرة الجزائرية سيما وأن الإفريقيين لديهم عقلية فاسدة مثلما هو الحال مع المهاجم ازيشال خلافا للمغتربين ناهيك عن تكوينهم خاصة وأنهم خريجي المدارس الأوروبية، ورفض زعيم اعتبار تجربة لاعبه السابق عبد اللاوي المغادر نحو فرنسا قبل انتهاء الموسم، فاشلة مؤكدا أن مشكلته كانت عائلية. * * عيسى منادي (اتحاد عنابة): * "عقليتهم وسعرهم يناسباننا" * * أكد رئيس اتحاد عنابة عيسى منادي على صحية الظاهرة طالبا فتح المجال لقدوم المغتربين بالشكل الكافي، وعلل رئيس "بونة" رأيه بشخصية وثقافة هؤلاء اللاعبين المتميزة عن تلك الخاصة بالمحليين الذين حسبه يفتقدون للاحترافية. * مضيفا أن عدم نجاح البعض يعود أساسا إلى الانخراط في المحيط المحلي"الفاسد"، ولم ير منادي مانعا في غزو مغتربينا لبطولتنا سيما وأن سعرهم في السوق أقل مما هو موجود لدينا على حد تعبيره. * * محفوظ قرباج (شباب بلوزداد): * "المغترب الجيد لايأ تي للجزائر" * * يختلف رئيس شباب بلوزداد محفوظ قرباج كلية عن الرؤساء السابقين في تحليل الموضوع، حيث يعارض استقدام المغتربين الذين حسبه لا يمثلون الحل الأنسب لبطولتنا، مشددا على ضرورة التكوين ومنح الفرصة للاعبين الشبان الذين يمثلون القاعدة الأساسية لأي منتخب ومستقبل الكرة الجزائرية في شبانها، مضيفا أن تفكير الرؤساء في اللاعبين القادمين من أوروبا يعود بالدرجة الأولى إلى تعليمة "الفاف" إضافة إلى أن هؤلاء لا يكلفون من الناحية المالية، واستطرد محدثنا أن مردود أغلب القادمين من أوروبا غير مقنع تماما، مستشهدا بما حدث للعميد مع بن شريف وخنيش. * * قاسم بليمام(مولودية وهران): * "القادمون خردة فرنسا" * * إنتقد رئيس مولودية وهران قاسم بليمام الظاهرة بقوة مؤكدا أن اللاعب القادم من أوروبا إلى البطولة الوطنية يمثل الصورة "الأسوء"أو"خردة فرنسا" على حد وصفه، "الاعب الفاشل الذي لن يفيد بطولتنا في شيء، فهدفه البحث عن إجازة لعب لفريق من القسم الأول لجعله مطية لبعث مشواره"، لكن محدثنا لا يعارض استقدام مغتربين إلى الحمراوة، مشترطا أن يكونوا في شاكلة زياني أو لموشية. * * عبد الكريم مدوار(جمعية الشلف): * "قدومهم يعطي قيمة لبطولتنا لأن هدفهم الخضر" * * أرجع رئيس جمعية الشلف عبد الكريم مدوار تفكير رؤساء الأندية في السوق الخارجية إلى تعليمة الفاف بتقليص عدد الأجانب إضافة إلى فراغ السوق المحلية التي أهملت سياسة التكوين المفيدة جدا للجزائر. وإن كان رئيس الشلف أبدى امتعاضه من قرار"الفاف" إلا أنه أبدى تجاوبا مع استقدام المغتربين الذين حسبه يمنحون صبغة خاصة للبطولة الوطنية، سيما وأن هدفهم اقتحام المنتخب الوطني الذي أصبح يستهوي الجميع بعد نتائجه الإيجابية الأخيرة. * * محمد العايب (اتحاد الحراش): * "تكوينهم الجيد يساعد كرتنا على التقدم" * * على الرغم من عدم وجود لاعبين من الضفة الأخرى في فريق اتحاد الحراش إلا أن رئيسه محمد العايب بدا مقتنعا بفكرة قدوم هؤلاء إلى البطولة الوطنية، مرجعا ذلك إلى المستوى الجيد الذي يرتكز على تكوين قاعدي صلب منحهم احترافية في العمل تساعدهم على إبراز قدراتهم في اللعب مع أي ناد في الجزائر. * * بوراوي (وداد تلمسان): * "أي لاعب من أواسط الوداد أحسن من القادمين من أوروبا" * * يحرص رئيس وداد تلمسان بوراوي على التأكيد أن السلعة القادمة من أوروبا لا تمثل الحل الأنجع للبطولة الوطنية مشددا على ضرورة التركيز على العمل القاعدي، وقال بوراوي أن النوادي الجزائرية مطالبة بأخذ احتياطاتها من المستقدمين، مؤكدا أن أغلبية هؤلاء لا يمثلون النوع المطلوب لأنهم بطالون، ويرفض ذات المتحدث فكرة استقدام أي لاعب من أوروبا مفضلا الاعتماد على مدرسة الوداد التي أنجبت لاعبين كبار على حد قوله بل إنه يعتقد أن أي لاعب من أواسط تلمسان أحسن بكثير من اللاعبين القادمين من أوروبا . * * حسان ميلية (رئيس جمعية الخروب) * "السماسرة وراء الظاهرة" * * يرى رئيس الخروب حسان ميلية أن الظاهرة تعود أساسا إلى سماسرة كرة القدم الباحثين عن تحقيق مآربهم الشخصية على حساب النوادي غير مراعين المستوى المطلوب، مؤكدا أنه لامانع من استقدام لاعب من أوروبا لكن وفق معايير مضبوطة. * * * التقنيون الجزائريون يساندون التعاقد مع المغتربين * * يجمع التقنيون والمدربون الجزائريون أن انتداب اللاعبين الجزائريين المغتربين في بلادنا قد ينعكس إيجابا على الأندية الجزائرية، نظرا لمستوى تكوين بعضهم والانضباط التكتيكي الذي يتميز به البعض الآخر، أو على الأقل هذا ما يعتقده من تمكنا من الإتصال به لمعرفة رأيه في "غزو" المغتربين لبطولتنا في هذه الصائفة. * * فرڤاني:"لموشية مثال يقتدى به" * يرى علي فرڤاني، الناخب الوطني الأسبق، أن الاستنجاد باللاعبين المغتربين له أثاره الإيجابية على الأندية وحتى على المنتخب الوطني، حيث أكد أن بعض العوامل والمؤشرات تؤكد أنهم قادرون على إضفاء بصمتهم الإحترافية على الأندية الجزائرية، ويتابع محدثنا:"أعتقد أنه لو لم تكن لهؤلاء اللاعبين إمكانيات تمكّنهم من فرض أنفسهم على مستوى الأندية التي انتدبتهم، لما تم التعاقد معهم، وهنا أرى أن استقدامهم كان له أثره الإيجابي على غرار عدد من العناصر التي تألقت في البطولة الوطنية في صورة لاعب وفاق سطيف خالد لموشية الذي تمكن من طرق أبواب المنتخب الوطني والظفر بمكانة أساسية معه". * * مهداوي ": ليس كل المغتربين ناجحون" * قال عبد الرحمن مهداوي أنه ليس جميع اللاعبين المغتربين الذين قدموا على الجزائر حققوا النجاح المنتظر، حيث أعطى أمثلة عن بعض من الذين لم يوّفقوا في الجزائر رغم أنهم فرضوا أنفسهم في أوروبا في وقت سابق. * وصرح مهداوي:"الأمر متعلق بالأندية التي تنتدبهم، فهناك لموشية أو زرداب اللذان وفقا لحد كبير منذ قدومهما، وهناك عناصر أخرى لم تقدم ما كان منتظرا منها ولم تتمكن حتى من ضمان مكانة أساسية في أنديتها، ما يدفعني للقول أن عدم إندماج البعض منهم قد يكون أحد أهم أسباب عودتهم من حيث أتوا". * * مناد:"إذا كانوا جميعهم مثل زرداب فمرحبا بهم" * يؤكد جمال مناد عن أن استقدام اللاعبين المغتربين ساهم في عودة بعض النوادي إلى الواجهة، لكنه يرى أن هناك بعض الحالات التي لم توّفق رغم الآمال الكبيرة التي كانت معلقة عليها. * ويذهب مناد إلى حد التأكيد على أنه يتوّجب استقدام بعض المغتربين ذوي الإمكانيات الكبيرة حتى لو كان سنهم متقدما:"لا يجب أن ننسى أنهم جزائريون مثلنا، وامتلاكهم إمكانيات كبيرة من شأنه أن يكون في صالحنا، على غرار اللاعب زرداب الذي يملك مؤهلات معتبرة، ولو كان جميع المغتربين مثله فمرحبا بهم في أنديتنا لأنهم يفيدون الكرة الجزائرية كثيرا بفضل تكوينهم ومستواهم وصرامتهم فوق أرضية الميدان". * * حنكوش:"المغتربون يسّهلون مهمة المدرب" * صرح محمد حنكوش مدرب شباب بلوزداد أنه من مصلحة الأندية الجزائرية استقدام اللاعبين المغتربين، نظرا لأنهم يفيدون كثيرا سواء في المباريات الرسمية، أو حتى خلال التدريبات. * وصرح حنكوش:"لا يمكن إنكار فضلهم على تحسن مستوى بعض الأندية في بلادنا، فقد أتوا بإضافات كثيرة أهمها طرق التدّرب والتحضير التي تعتمدها الأندية الأكثر تطورا، وهو ما يساعد بعض الأندية في التكيّف مع التقدم الحاصل على مستوى كرة القدم العالمية، كما أن صرامتهم فوق أرضية الميدان من الناحية التكتيكية جعلتهم محل إعجاب العديد، لا يخفى عليكم أنه لم يعد بإمكان الأندية التعاقد مع أكثر من لاعب إفريقي وهنا، أصبح المغتربون وجهة جديدة يقصدها الرؤساء". * * إيف شاي: "بروز المنتخب الوطني يحفّز المغتربين" * "شيء جميل أن نرى جزائريين مغتربين في الفرق الجزائرية، فهؤلاء يتمتعون بإمكانيات هائلة من الناحيتين الأخلاقية والفنية بفضل المدارس والفرق التي تعلموا فيها قواعد كرة القدم بأوروبا، هم يشعرون بالاعتزاز لما تصلهم عروضا من فرق وطنهم الأصل، فتجدهم متحمسين للعودة إلى أرض أجدادهم قبل أن يفكروا في الجانب المالي مثلا. وفي اعتقادي، ما حمسّهم أكثر هذا الموسم للانضمام إلى الفرق الجزائرية التي طلبت خدماتهم بالإضافة إلى الجانب الرياضي، هو بروز المنتخب الوطني الجزائري في التصفيات المزدوجة لكأسي العالم وإفريقيا ، فعودة الكرة الجزائرية إلى الساحة الكروية عامل من العوامل التي تحفز اللاعب المغترب لقبول عروض الفرق الجزائرية. * * مدرب نوازي لوساك، ناصر سنجاق: * "المغتربون يهربون من عنصرية بعض المدربين الفرنسيين" * * رد المدرب الأسبق للمنتخب الوطني والحالي لنادي نوازي لوساك الفرنسي ناصر سنجاق اختيار العديد من اللاعبين المغتربين اللعب في البطولة الجزائرية إلى العنصرية التي يواجهونها من بعض المدربين ورؤساء النوادي الفرنسية. * وأكد سنجاق أن الأقسام الدنيا في فرنسا تعج باللاعبين الجزائريين الممتازين غير القادرين على اللعب في القسمين الأول أو الثاني بسبب عقلية بعض الفرنسيين التي تغلق في وجوههم الأبواب،"هناك العديد من اللاعبين الموهوبين الجزائريين في البطولات الدنيا في فرنسا لكن عنصرية بعض المدربين والعقليات البالية لبعض الرؤساء تجعلهم يبقون تحت الظل". * * "البطولة الجزائرية ستستفيد كثيرا من إمكانياتهم" * وقال سنجاق أن اللاعبين المغتربين الجزائريين الذين عادوا وسيعودون للعب في البطولة الجزائرية قد يساهمون في الرفع من مستواها "اللاعبون المغتربون منحدرون من مدارس كروية فرنسية ويملكون ثقافة تكتيكية جيدة وأعتقد أنهم قادرين على الرفع من مستوى بطولتنا في حالة ما إذا أحسن استغلال إمكانياتهم". * * "بعض اللاعبين عادوا لأوروبا بعدما خدعوا في الجزائر" * وعن بعض اللاعبين الذين يعودون للعب لموسم واحد ثم يعودون إلى البطولات الأوروبية قال:"أغلب اللاعبين الذين أعرفهم غادروا البطولة الجزائرية لأن حقوقهم هضمت، فمن غير المعقول أن يمضي لاعب ب 10 ألاف أورو مثلا ثم يتلقى نصف المبلغ فقط فهذه الأمور تنفر اللاعبين وتجعلهم يعزفون على القدوم للبطولة الجزائرية التي تدنى مستواها كثيرا وهي بحاجة إليهم". * * * بطالون.. وسياح في الجزائر * مغتربون بأجور تفوق 50 مليون سنتيم شهريا * * أمام الصعوبات المتزامنة مع المشاكل المالية التي تعاني منها الفرق الجزائرية، بدأ المسؤولون في النوادي التفكير في "الاستنجاد" باللاعبين الجزائريين الذين ينشطون في المهجر(أوروبا على وجه الخصوص) قصد الفوز بخدمات بعض العناصر خلال فترة الانتقالات الصيفية المقبلة. وفي هذا الصدد، يرى عديد الفنيين أن عملية البحث عن اللاعبين القادرين على سدّ الفراغ الذي سيتركه المحترفون الأجانب تعتبر مهمة صعبة للغاية باعتبار أن الانتدابات الجديدة ستشمل - دون شك - العاطلين عن النشاط أو المنتمين إلى فرق الدرجات السفلى. ثم إن اللاعبين المغتربين الذين تركوا بصماتهم في الدوري الجزائري يعدوّن على أصابع اليد الواحدة بشهادة أغلب الملاحظين والفنيين الجزائريين. * * أدناها 40 مليونا ولموشية حطم الرقم القياسي * في تطور مسلسل قدوم اللاعبين المغتربين للجزائر قفز سلم الأجور من 30 مليون سنتيم شهريا إلى أن وصل إلى حدود 100 مليون لبعض الأسماء التي تصنع الحدث في الآونة الأخيرة. * وباستثناء حالات شاذة فإن معدل استقدام اللاعب المغترب يصل إلى حدود 50 مليون سنتيم شهريا، وهي قيمة لا يتلقاها اللاعب المحلي. * ووجه الاختلاف بين القيمة المالية التي يتلقاها لاعب محلي وآخر مغترب تكمن في أن اللاعب المحلي يحصل على منحة إمضاء مبالغ فيها يتحصل عليها على ثلاثة شطور أو أزيد، بينما يفضل اللاعب المغترب الحصول على أجرة شهرية موثقة بعقد قانوني يحفظ حقوقه. * وكان فريق مولودية الجزائر السباق في انتداب لاعبين مغتربين من خلال ثلاثي مغمور أبرزهم ناصري وأيت عثمان، هذا الأخير لعب لأكثر من موسمين في فريق مولودية الجزائر مقابل عائد مالي يقارب 50 مليون سنتيم شهريا وهي قيمة كبيرة جدا آنذاك، أثارت الكثير من التساؤلات. * وضم فريق شبيبة القبائل في 2004 المهاجم رشيد بن عيان الذي كان يتقاضى حوالي35 مليون سنتيم، ورغم إمكاناته الكبيرة فإن الميزاج الذي كان يتحلى به سبب له الكثير من المشاكل وجعله يغادر الفريق مبكرا. * ومع مرور الوقت بدأت القيمة المالية المرصودة للاعبين المغتربين في تزايد مرتفع حيث وصل الحد بإدارة العميد إلى رصد أجرة شهرية تقدر ب7 آلاف أورو(70 مليون سنتيم) من أجل المهاجم مالك شراد، وإلى 9 آلاف أورو في الموسم الأخير للحارس محمد بن حمو. * ويبدو أن الخبرة التي اكتسبها العميد في التعامل مع اللاعبين المغتربين وصلت إلى حد استقدام لاعبين آخرين هما بوعبد الله ومقداد، ووصلت الأجرة الشهرية للاعب السابق لكريتاي 12 ألف أورو(120مليون سنتيم) وهي قيمة مبالغ فيها للاعب على أعتاب ال30 من عمره. * * أرباح معفاة من الضرائب * ويعد خالد لموشية أحد الصفقات الهامة في معادلة اللاعبين المغتربين، حيث وقع في الوهلة الأولى مقابل 20 ألف أورو شهريا بمعدل منحة الإمضاء قبل أن يجدد العقد في الفريق بقيمة مضاعفة حسب مصادر من الوفاق. * وبلغت منحة إمضاء متوسط ميدان المنتخب الوطني حوالي 4 ملايير سنتيم، ما يعني بأنه يتقاضى حوالي 35 ألف أورو شهريا وهي أعلى أجرة يتحصل عليها لاعب في البطولة المحلية. * ويبدو أن الأمور التي تشجع اللاعبين المغتربين على خوض مغامرة اللعب في الجزائر رغم تباعد الظروف وعدم تشابهها بالمرة، هو بالأساس حصولهم على ربح مادي خالص أو معفى من الضرائب. * ويضطر كل لاعب مغترب إلى دفع قيمة من منحة التوقيع أو الراتب الشهري على شكل ضرائب عن الدخل لكن بتواطئ من اللاعب وأطراف من الأندية لا يتم التصريح بالقيمة الحقيقية للعقد المبرم بين اللاعب والفريق وبالتالي فإن ما يحصل عليه اللاعب يكون ربحا صافيا في وقت لا تبرر الأندية مصدر هذه الأموال وسط تساؤلات كبيرة. * * فؤاد بوڤرة للشروق: * "اللعب في البطولة الجزائرية أفضل من الدرجة الثانية الفرنسية" * * أكد اللاعب السابق لاتحاد عنابة أنه جد سعيد بلعبه في البطولة الجزائرية مشيرا إلى أنه يفضل اللعب فيها على اللعب في بطولة الدرجة الثانية الفرنسية. * وقال بوڤرة أنه قدم للعب في اتحاد عنابة من النادي الإفريقي التونسي لقناعته بالتألق والعودة إلى مستواه الحقيقي."لقد لعبت للنادي الإفريقي التونسي، قبل أن أقرر التحوّل للعب في الجزائر وصراحة أنا سعيد جدا باللعب في بطولة بلدي التي أعتقد بأن التنافس فيها يسمح بتحسين المستوى". * وعن السبب الذي جعله يغادر البطولة الفرنسية باتجاه شمال إفريقيا قال:"من الصعب لأي لاعب من أصول عربية أو إفريقية التألق في البطولة الفرنسية وعليه قررت تغيير الأجواء وأنا لست نادما على ما فعلت" * وقال بوڤرة أن بعض اللاعبين المغتربين يجدون أنفسهم مضطرين لمغادرة البطولة الفرنسية باتجاه بطولات أخرى. "ليس من السهل على أي لاعب التألق في فرنسا لأن عقلية بعض المدربين ورؤساء الفرق لا تسمح لنا بذلك وعليه فإنني أعتقد أن الحل هو في البطولة الجزائرية بالنسبة لذوي الأصول الجزائرية خاصة وأننا في بلدنا ولا ينقصنا أي شيء". * ونفى بوڤرة أن يكون قد فكر في مغادرة البطولة الجزائرية في الوقت الحالي حيث قال:"لقد لعبت موسمين رائعيين في اتحاد عنابة وأنا بصدد التحضير للموسم الثالث في البطولة الجزائرية وصراحة إلى حد الآن لا أفكر في الرحيل خاصة وأنني مرتاح جدا لكنني قد أدرس ذلك في حالة ما إذا تلقيت عرضا مغريا من أوروبا أو من الخليج العربي". * * خالد لموشية: * "أغلب المغتربين يغادرون فرنسا بسبب الحڤرة" * * خلافا لبعض اللاعبين المغتربين الذين قدموا للجزائر وغادروها في صمت، فإن لاعب وفاق سطيف خالد لموشية تألق بشكل ملفت وأكد بأنه لاعب تكوّن بطريقة جيدة . * وقال لموشية أن اختياره للعب في البطولة الجزائرية جاء عن قناعة مشيرا بأنه كان يدرك بأنه سيتألق،"عندما قدمت للعب في البطولة الجزائرية كنت مدركا بأنني سأتألق، والحمد لله الأمور سارت على المنوال الذي كنت أتمناه رغم أنني عانيت في الموسم الأول". * وعن سبب تفضيله العودة للبطولة الجزائرية قال"أولا أنا جزائري وبعد أن فكرت في الرحيل من البطولة الفرنسية قررّت العودة إلى وطني الأم، حيث وجدت الترحاب من الجميع وهذا أمر كنت سأفتقده في بلد آخر". * وقال لموشية أن أي لاعب عربي أو إفريقي يصعب عليه التألق في البطولة الفرنسية "صحيح أن تكويني كان جيدا بفرنسا لكننا نعاني هناك بعض التهميش حتى لا أقول شيئا آخر وأنا صراحة أوجه نداء للاعبين المغتربين الجزائريين في أوروبا و أطالبهم بالعودة للعب في الجزائر في حالة ما إذا أحسوا "الحڤرة". * وعن الذين يعيبون على البطولة الجزائرية ضعف مستواها رد "لقد ترعرعت في فرنسا ولعبت فيها لمواسم ولم يكن أحد يسمع عني والحمد لله الآن أنا في المنتخب الوطني بفضل وفاق سطيف والبطولة الجزائرية فالحل يكمن في العمل فقط". * وعن إمكانية رحيله من الجزائر أضاف "كل شيء بالمكتوب لكنني لن أغادر البطولة الجزائرية من أجل اللعب لفريق مغمور في أوروبا، فإما فريق كبير وإما البقاء في الجزائر". * * زرداب: * "المغتربون يفيدون الكرة الجزائرية" * * قال زرداب بأن الثقافة الرياضية التي تعلمها اللاعبون المغتربون في المدارس الكروية الأوروبية من شأنها أن تساهم في تطوير الكرة الجزائرية.."اللاعب المغترب يحاط بالاهتمام اللازم في المدارس الكروية الأوروبية منذ اليوم الأول لدخوله عالم الكرة في سن مبكرة، فتجده كثير الانضباط داخل وخارج الميدان وهو ما يساهم في تألقه من الناحية الفردية وينجح في تسيير مشواره... في اعتقادي نقل هذه الثقافة الرياضية إلى الجزائر من خلال انتداب اللاعبين المغتربين من مختلف البطولات الأوروبية سيفيد الكرة الجزائرية ويساهم في تطويرها، ثم لسنا أفضل أو أسوا من اللاعبين المحليين الذين لهم ميزة خاصة وهي قوّتهم فنيا". * * أيت وعراب: * "العودة إلى الوطن فضيلة" * إضافة إلى ما قاله زميلي زرداب، فالعودة إلى الوطن الأم واللعب في إحدى فرقه مفخرة بالنسبة لي، فبمجرد أن وصلني العرض من الشبيبة لم أتردد لحظة في قبوله، كانت لي الرغبة في العودة إلى الجزائر ليس كسائح أو لقضاء العطلة وإنما لمدة طويلة أحمل خلالها ألوان الشبيبة، سيما أنني أنحدر من المنطقة(قرية أذغاس بلدية توجة). كل هذه الأمور تزيدني، على غرار مغتربين مثلي في فرق جزائرية أخرى، حماسا حتى أفيد فريقي الجديد بالخبرة التي اكتسبتها في الخارج". * * موسم الهجرة إلى بجاية * تتصدر شبيبة بجاية فرق الوطني الأول التي وجهت اهتمامها خلال فترة التحويلات الصيفية إلى لاعبين مغتربين من مختلف البطولات الأوروبية تحسبا للموسم الجديد، ولعل نجاح صفقة زرداب الذي التحق في الميركاتو الشتوي واستطاع أن ينتزع مكانا في التشكيلة الأساسية في فترة قصيرة هو الذي شجع إدارة طياب على الإستثمار في المدارس الفرنسية والبلجيكية والألمانية، فوجهت الدعوة لما لا يقل عن ثمانية لاعبين مغتربين للمعاينة ليحتفظ شاي بالحارس أخيرا بسدريك وأيت وعراب. * * المغتربون لا يكلفون مقارنة بمنح المحليين * بغض النظر عن الأخلاق والإمكانيات التي يتمتعون بها في انتظار تفجيرها في المنافسة الرسمية، فإن العناصر المغتربة في سوق التحويلات لا تكلف كثيرا إذا ما قارنا القيمة المالية التي يتحصل عليها كل لاعب في الموسم مع منح إمضاء اللاعبين المحليين للموسم الجديد الذي تضاعفت فيه، على حد قول طياب، كاشفا للشروق بأن اللاعب المحلي الذي أمضى الموسم الماضي ب 500 مليون اشترط للموسم الجديد 900 مليون، كما هو الحال بالنسبة لجل ركائز الشبيبة التي جددت، وهو نفس المبلغ تقريبا الذي يكلفه اللاعبون المغتربون بمعدل 8 آلاف يورو في الشهر أي ما يقارب 850 إلى 900 مليون خلال 10 أشهر في الموسم.