سيدي عبد العزيز، من البلديات الشرقية الساحلية، بولاية جيجل، ومن البلديات التي لا تزال تحافظ على عاداتها، خاصة خلال شهر رمضان المبارك، في هذا الشأن وقفت «الشعب» على واحدة من تقاليدها الرمضانية، الذي يجبر زائر المنطقة على اقتناء حبات من حلوى «لودينات». تعتبر صناعة «لودينات» محلية، تختص بها بلدية سيدي عبد العزيز دون غيرها من بلديات الولاية، ينسبها الجميع إلى عمي «حيمود»، هذا الرجل الطيب الذي أبدع، فأصبح إبداعه منذ حوالي الخمسون سنة رمزا للمنطقة في رمضان، يضاهي بمذاقه ولذته قلب اللوز بمدينة الشقفة والقنار، أو الدزيريات بمدينة تاكسنة، أين يزداد حجم أهمية هذه الحرفة مع دخول الشهر الفضيل، وكثرة الطلب عليها، خاصة أن شهرتها تمتد إلى خارج الولاية، وبلدية سيدي عبد العزيز فقط. ويبدو أن صناع هذه الحلويات، يمتلكون أسرار إنجاحها، فيقومون بصناعتها بحرفية أصابعهم، وبإبداع جعله «عمي حيمود» محط اهتمام زوار المدينة، وسبب في امتداد صيتها، لتنافس بذلك حلويات رمضان بجيجل، فأصبحت «لودينات» ديكور جميل يلازم يوميات الصائمين في رمضان على مستوى هذه المدينة الساحلية. أشهر حرفيي المدينة المختصين في صناعة «لودينات» عمي «حيمود»، الذي عمل منذ عشرات السنوات على توريث نشاطه لأبنائه ولأبناء المنطقة، وهو الحلم الذي ظل يراوده حتى لا تندثر هذه الحلوى، وبفضل جهوده تبقى بلدية سيدي عبد العزيز تختص بنشاط صناعة «لودينات». ويبقى مذاق هذه الحلوى يستهوي الكثير من الزبائن، خاصة وأنها تعتبر إرثا وتقليدا رمضانيا، منذ ما يزيد عن 05 عقود من الزمن، مارسها عمي «حيمود»، الذي طوّر في تشكيل عجينتها، لتقدم للزبائن على شكل أذن أرنب، فأصبحت «لودينات» المطلب الرقم واحد في أمسيات أيام رمضان، الذي يزداد عليه الطلب، فالرغبة في اكتشاف طعمها يبقى يحرك الفضوليين، والرغبة في الحصول عليها عدة مرات يحرك عشاقها. حدثنا البعض عن هذه الحلوى، وعن مذاقها الطيب الذي يميزها عن باقي الحلويات، فرائحتها الشهية المنبعثة من المحلات تزيد من كثرة الطلب عليها، وبين الحاضر والماضي تبقى هذه الحرفة مرهونة بمدى تعلق الشباب بها، وباعتبارها إرثا لا بد من المحافظة عليه. فمن عمي «حيمود» إلى أبنائه، إلى آخرين، يمارسون هذا النشاط، خلال رمضان هذه السنة، حتى تبقى هذه الحرفة من ديكورات بلدية سيدي عبد العزيز التي يصنعها رمضان في كل سنة، والتي تنضم إلى فسيفساء عادات وتقاليد سكان ولاية جيجل، خلال هذا الشهر الفضيل، مثل قلب اللوز بالقنار والشقفة، الزلابية بالميلية، الدزيريات بتاكسنة، البوراك الذي اندمجت في صناعته وتطويره ربات البيوت والعائلات.