يرتبط حلول شهر رمضان بولاية جيجل، بمجموعة من الحلويات التقليدية التي ذاع صيتها داخل وخارج الولاية، التي أصبحت بمثابة "ماركة" جيجلية مميزة خلال الشهر الفضيل. فمن دزيريات تاكسنة، إلى قلب اللوز الشقفة، ميلفاي القنار، لودينات سيدي عبد العزيز وغيرها، حلويات تقليدية لا يستطيع الجواجلة الاستغناء عنها خلال شهر رمضان مهما حدث. ورغم تراجع الإقبال عليها خلال شهر رمضان الجاري، مقارنة بالسنوات الماضية، لظروف استثنائية تتعلق بانتشار وباء كورونا، إلا أن هذا الوباء لم يستطع إزاحتها عن موائد العائلات الجيجلية. دزيريات تاكسنة تجاوزت شهرتها حدود الولاية تشتهر بلدية تاكسنة بجيجل بحلوى الدزيريات التقليدية، هذه الحلوى التي كان "عمي صالح بوحنة" من أوائل صانعيها على مستوى البلدية، قبل أن يورثها لأبنائه وحتى لبعض أبناء المنطقة. وتجاوزت شهرة دزيريات تاكسنة حدود هذه البلدية، ولك أن تسأل أي جيجلي أينما كان عما تشتهر به بلدية تاكسنة في شهر رمضان، فيجيبك من دون تفكير: "حلوى الدزيريات". يقول "محمد"، موظف يقطن بمدينة جيجل: صراحة، نترقب بفارغ الصبر حلول شهر رمضان لاقتناء دزيريات تاكسنة، لقد أصبحنا مدمنين عليها في البيت، ولايمكن أن أتصور السهرات الرمضانية من دونها". ورغم تراجع الإقبال عليها خلال شهر رمضان الجاري، مقارنة بالسنوات السابقة بسبب كورونا، إلا أن صانعيها يلبون ومنذ بداية الشهر الفضيل عشرات الطلبيات لزبائنهم يوميا، حتى إن الكثير من النساء أصبحن يحضرن هذه الحلوى لعائلاتهن في بيوتهن تحت تسمية دزيريات تاكسنة وكلهن فخر بهذا الإنجاز. قلب اللوز الشقفة.. رقم واحد في جيجل وإن كانت بلدية تاكسنة مشهورة بالدزيريات، فإن بلدية الشقفة بدورها تشتهر ب "قلب اللوز"، الذي يعد رقم واحد على مستوى ولاية جيجل. ويقول البعض إن أصل قلب اللوز منطقة بوطالب بالشقفة يعود إلى الوجود العثماني قديما بهذه المنطقة، حين اشتهروا آنذاك بصناعة هذه النوع من الحلويات. كما أن لقلب اللوز الشقفة نكهة خاصة رغم مكوناته البسيطة، جعلت الجميع يتهافت عليه من كل حدب وصوب رغم الظروف الاستثنائية التي تمر بها الولاية، إلى درجة تشكيل طوابير طويلة أمام المحل، حتى إن الكثير من الأشخاص يقومون بشرائه وإعادة بيعه عبر مختلف بلديات الولاية لتلبية طلبات المواطنين الذين لم يحالفهم الحظ في اقتنائه من الشقفة، غير أن الأمر وصل أبعد من ذلك، حيث لجأ البعض إلى التحايل من أجل جذب الزبائن، من خلال استغلال اسمه بوضع لافتة مكتوب عليها "قلب اللوز الشقفة"، وما هو ما يجعل المواطنين يشترونه فورا، ظنا منهم أنه حقا "أصلي". ميلفاي القنار حلوى مميزة شكلا وذوقا من جهتها، تشتهر منطقة القنار شرق جيجل بنوع من "الميلفاي" المميز شكلا وذوقا، حيث تعود بداية صناعته بالمنطقة إلى سنوات التسعينيات. فميلفاي عميرات كما تسمى نسبة إلى صانعها، تشهد إقبالاً كبيرا عليها خلال شهر رمضان من كل بلديات الولاية. ويقع محل عميرات بمنطقة لمزاير تحديدا، بمحاذاة الطريق الوطني رقم 43. ولا يستغني سكان المنطقة عن هذه الحلوى خلال شهر رمضان ومكانتها محجوزة على مائدة السهرات الرمضانية، بل وأصبحت بمثابة إدمان للعديد من العائلات الجيجلية من مختلف بلديات الولاية، وهو ما ترسمه صور الإقبال الملحوظ عليها منذ انطلاق شهر رمضان، رغم تداعيات الحجر الصحي بسبب فيروس كورونا، الذي أثر نوعا ما على هذا الإقبال مقارنة بالسنوات الماضية.