إذا دخلت مدينة سيدي عبد العزيز الساحلية ولم تشتر منها كميات معتبرة من حلويات عمي حيمود، لاسيما ''لودينات''، فتعتبر كمن لم يزر مدينة مولاي عبد العزيز، لا لشيء إلا للشهرة الواسعة التي يعرفه هذا النوع من الزلابية· أحمد محروق أو عمي حيمود كما يعرفه الصغير والكبير الذي يشارف الستين من عمره، وجدناه بمحله الكائن بوسط مدينة سيدي عبد العزيز يشرف على عملية طهي، وأحيانا بيع أنواع الزلابية سواء كانت العادية أو لودينات· التخصص المميز لعمي حيمود يعود إلى السبعينيات، بحيث يعتبر من أقدم صانعي هذا النوع من الحلويات· وعن كيفية اكتساب هذه الحرفة أشار عمي حيمود وهو يضيف العسل على اللودينات بأن هذا النوع من الزلابية من اختراعه· ويضيف أنه أدخل عليها الكثير من التغييرات خاصة فيما يخص طريقة التحضير التي تختلف بعض الشيء عن الزلابية العادية، حيث يستعمل في الأولى السميد أما لودينات فتستعمل فيها مادة الفرينة· وتتطلب لودينات وقتا أطول في العجن والتخمير قبل عملية الطهي، وهي تشبه في التحضير زلابية بوفاريك إلا أنها تختلف عنها من حيث الجودة والمذاق· وأصبح عمي حيمود من أقدم وأشهر صانعي الزلابية في المنطقة، بحيث يبيع كميات معتبرة في الساعات الأولى من كل نهار، خاصة الباعة حيث يقصدونه من قسنطينةسكيكدة وميلة· وعن سر تسمية هذه الحلويات بلودينات، قال ابن عمي حيمود عبد العزيز إن والده أطلق عليها هذا الاسم لأنها تشبه كثيرا أذني الأرنب، كما تعتبر هذه النوعية من الزلابية تطويرا لحلوة المكركشات التقليدية الصنع، التي كانت تحضرها المرأة الجيجلية في الأعياد والأفراح· والإقبال على زلابية عمي حيمود يبلغ ذورته في شهر رمضان، حيث يتهافت جميع المسافرين والزائرين والفضوليين على لودينات، وهو ما يجعل الطوابير تتشكل أمام محله خاصة قبل موعد الإفطار، ويساعد عمي حيمود في تجارته هذه أولاده· ويحذر عمي حيمود من زوال الحلويات الرمضانية التقليدية في حالة بقاء أسعار المواد الأولية ملتهبة، ورغم هذا فإن أسعاره معقولة··