لا تكاد موائد الجزائريين تخلو من «الزلابية» بالخصوص مناطق كثيرة اشتهرت بأنواع من الزلابية من بينها «زلابية بومنجل» بمدينة واد الزناتي، وكذا زلابية عين مخلوف المشهورة، حيث يفضّل الصائم أن تزين المائدة بها أثناء الإفطار، أو عند العودة من صلاة التراويح، أين تجتمع العائلات والجيران في سهرات محلات بعسل» الزلابية». لا تزال زلابية واد الزناتي تحظى بإقبال كبير من مواطني الولاية، وبعض الولايات المجاورة، رغم تزايد أعداد معديها خلال السنوات الأخيرة في جل ربوع الوطن، إلا أن لهذه الزلابية ذوق وسر خاص، فمن منا لم يسمع عن زلابية «بومنجل» وروعتها، هذه الحلوى التي اشتهرت بصناعتها المدينة، الذوق الرائع والمتميز يجلب إليها عشاقها من مختلف ولايات شرق الوطن، الذين لا يمكنهم الاستغناء عنها في الشهر الفضيل. ولمعرفة سرّ الإقبال الكبير الذي تحضى به المدينة لاقتناء الزلابية تنقلت «الشعب» إلى محلات بومنجل التي أضحت اسما أشهر من نار على علم، حيث وجدنا طوابير لا متناهية من الزبائن. اقتربنا من «زهير» وهو مواطن من مدينة عنابة، أكد لنا أنه يقطع مسافة 120كلم ذهابا وإيابا، من أجل اقتناء هذه الزلابية التي تمتاز بها مدينة واد الزناتي. ويضيف أن لها نكهة خاصة جعلتها تنال شهرة عالمية، فالسياح الذين يزورون المدينة، ليشتروا منها هذه الزلابية، حتى المهاجرون في السنوات الماضية من فرنسا وبريطانيا وغيرها من بلدان العالم لا يتخلفون عن اقتنائها عند اقتراب موعد سفرهم. من جهتها تؤكد الزبونة «ن- م» أن زلابية «بومنجل» التقليدية دائمة الحضور على المائدة الرمضانية للعائلة القالمية، لتعطي الليالي الرمضانية نكهة خاصة.. ويشير صاحب محل زلابية «بومنجل» أنّ زبائنه يأتون من كل مناطق الوطن بالنظر إلى النوعية الجيدة والخدمات الحسنة التي يقابلهم بها. ويضيف ذات المتحدث، أن شهرة زلابية بومنجل لم تقتصر على مدينة واد الزناتي، بل ذاع صيتها في غالبية ولايات شرق الوطن وحتى خارج الوطن. زلابية «عمي العيد» بعين مخلوف مدينة عين مخلوف، هي الأخرى تشتهر بنوع خاص من الزلابية حيث تشهد توافد الكثير من المواطنين، الذين يأتون من كل حدب وصوب فقط من أجل الظفر بزلابية، عمي «العيد» الذي يشهد محله طوابير طويلة منذ الساعات الأولى للنهار. وتتميز زلابية «عمي العيد» وأبنائه بطعم خاص وهذا بشهادة كل من تذوقها، لكن يبقى سر تميزها عن بقية صانعي الحلويات التقليدية سؤالا يحير الكثير من الزبائن الذين تعوّدوا المجيء إلى محله من معظم الولايات الشرقية على غرار أم البواقي وقسنطينة، وعنابة.. ولا يخفي «عمي العيد»، وهو الذي يمارس صناعة الزلابية لأكثر من 25 سنة بمشاركة أبنائه، لأن سرّ شهرة زلابية عين مخلوف هو إتقان في العمل، ويعترف أن كل أنواع ''الزلابية'' التي يبيعها مطلوبة بشكل أو بآخر خلال شهر رمضان مع تميز كل صنف من الصنوف التي يبيعها بنكهة معينة وتركيز العسل المتضمن فيها.