أكد رئيس مصلحة «كوفيد-19» البروفيسور عمار طوبايبية، أن استمرار الالتزام بالإجراءات الاحترازية يساهم في تفادي الدخول في موجة ثالثة من انتشار فيروس كورونا، داعيا إلى ضرورة تسريع وتيرة التلقيح ضد الفيروس من أجل التقليل من مخاطره والحد من الضغط الذي يمكن أن تعيشه المستشفيات في حال تفاقم الوضع. قال البروفيسور طوبايبية في تصريح خص به «الشعب»، إن الحالة الوبائية في الجزائر مقلقة نوعا ما، لكن متحكم فيها إلى حد الآن، بالرغم من ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس واستقبال المصالح الطبية لعدد كبير من المواطنين في الأيام الأخيرة مقارنة بالفترة السابقة التي شهدت استقرارا في الوضع. موضحا أن الأطقم الطبية وشبه الطبية يعملون تحت الضغط منذ مدة ودون توقف، ما يتطلب التزاما واعيا ومسؤولا من قبل المواطنين عبر مواصلة ارتداء الكمامة والحفاظ على مسافة التباعد الاجتماعي والنظافة اليومية. وأضاف، أن تسريع وتيرة التلقيح ضد فيروس كورونا أصبحت أولوية لابد منها، باعتبارها الوسيلة الأنجع لمكافحة هذا الوباء الخطير، خاصة مع انتشار سلالات متحورة أكثر خطورة من الفيروس الأصلي، مشيرا الى أن جميع اللقاحات المتوفرة في الجزائر فعالة بنسبة عالية تتعدى 50 بالمائة وتساهم أيضا في حماية الفئات الهشة الذين هم أكثر عرضة لمضاعفات الفيروس وأصحاب المناعة الضعيفة. وفيما يخص المخاوف من الآثار الجانبية للقاح، أجاب البروفيسور طوبايبية أن ما يشاع حول الأعراض الجانبية المرتبطة بالتلقيح ضد فيروس كورونا غير صحيحة، كون اللقاحات سالمة وآمنة، ولحد الآن لم تسجل أية حالات ظهرت عليها أعراض خطيرة بعد العملية، مبرزا أن فوائد اللقاح تتعدى أضرار الفيروس ومخاطره على صحة المواطنين، خاصة بالنسبة للأشخاص المسنين المصابين بالأمراض المزمنة، مستدلا ببعض الدول التي استعملت اللقاح على نطاق واسع واستطاعت التخلص من الأزمة. وعن استمرار الأعراض بعد الشفاء تماما من فيروس كورونا، أوضح رئيس مصلحة كوفيد-19 بمستشفى بير طرارية، أنه مشكل يعاني منه العديد من الأشخاص الذين أصيبوا من قبل بالكوفيد وقد يشكل خطرا على بعض الفئات، خاصة لدى المصابين بأمراض مزمنة كالسكري وارتفاع الضغط الدموي وكبار السن، كونها تؤثر على التكفل بحالتهم المرضية السابقة وتطورها، لذلك فإنها تتطلب عناية وتشخيصا ومتابعة بشكل متواصل من قبل المختصين والتكفل الذاتي للمصابين إلى غاية اختفائها أو من أجل تجنب مخاطرها. وبحسب محدثنا، فإن الآثار المترتبة عن الإصابة بفيروس كورونا تختلف من شخص إلى آخر، إذ تظهر أعراض على المرضى لمدة شهر وتدوم إلى غاية سنة، مما يزيد من مخاطر الإصابة بمشاكل صحية طويلة الأمد حتى في حالة التماثل للشفاء من الفيروس بسرعة، مضيفا أن الكثير من الأشخاص تستمر لديهم بعض الأعراض كالإرهاق وآلام المفاصل والرأس وفقدان حاسة الشم والتذوق وغيرها من العلامات ما بعد الكوفيد، ولا يتعلق بالأمر بالحالات الخطيرة التي تصل إلى صعوبة في التنفس وإنما تمس أيضا الإصابات الخفيفة.