أقدم عدد من المواطنين في لبنان، أمس، على قطع الطرق في عدد من المناطق بسبب تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية. شهدت محطات الوقود في شمال البلاد وجنوبها مشاجرات على خلفية تعبئة البنزين، بعد انتظار المواطنين في طوابير لساعات أمامها. وبعض محطات الوقود في عدد من المناطق توقفت عن العمل منذ أيام، بسبب عدم توفر مادة البنزين. فيما شهدت محطات أخرى اصطفاف المواطنين بسياراتهم في طوابير أمامها لتلبية احتياجاتهم بما لديها من مخزون. وبالرغم من رفع سعر المحروقات بعد أن أعطى رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، منذ أيام، موافقة استثنائية على اقتراح وزير المالية بالسماح بتمويل استيراد المحروقات على أساس تسعيرة 3900 ليرة لبنانية بدلا من 1500 ليرة لبنانية للدولار الواحد، لفترة ثلاثة أشهر المقبلة، إلا أن أزمة توافر المحروقات متواصلة. واتخذ أصحاب المولدات الخاصة للكهرباء قرارا بإطفاء مولداتهم في معظم المناطق اللبنانية لنحو ثماني ساعات في اليوم، بسبب نفاد مادة المازوت من خزانات المحطات. في حين بلغت ساعات انقطاع التيار الكهربائي الذي تؤمِّنه مؤسسة كهرباء لبنان نحو 22 ساعة يوميا في معظم المناطق اللبنانية. يشهد لبنان أزمة اقتصادية ومالية حادة أدت إلى تجاوز سعر صرف الدولار 17000 ليرة لبنانية، وبسبب هذه الأزمة تراجعت القدرة الشرائية للمواطنين. ورفع لبنان، نهاية الشهر الماضي، أسعار المحروقات التي تجاوزت 30 في المائة، في خطوة تأتي في إطار رفع الدعم جزئيا عن الوقود مع نضوب احتياطي الدولار لدى مصرف لبنان، فيما تغرق البلاد في دوامة انهيار اقتصادي. وبحسب قائمة الأسعار الجديدة، تجاوز سعر صفيحة البنزين «20 لترا»، 95 أوكتان، 60 ألف ليرة «40,6 دولارا وفق سعر الصرف الرسمي»، بعد ارتفاع بنحو 16 ألف ليرة. وبات سعر صفيحة البنزين 98 أوكتان نحو 63 ألفا «42 دولارا» بعد ارتفاع بقيمة 16300 ليرة. وتجاوز سعر صفيحة المازوت 46 ألف ليرة «30,7 دولار» بعد زيادة قدرها 12800 ليرة. وكان مصرف لبنان، على وقع الانهيار الاقتصادي الذي صنفه البنك الدولي، من بين أشد ثلاث أزمات اقتصادية في العالم منذ منتصف القرن الماضي، يدعم استيراد الوقود عبر آلية يوفر بموجبها 85 في المائة من القيمة الإجمالية لتكلفة الاستيراد، وفق سعر الصرف الرسمي المثبت على 1507 ليرة، بينما يدفع المستوردون المبلغ المتبقي وفق سعر الصرف في السوق السوداء، الذي تجاوز 17 ألفا خلال الأيام الماضية.—————