الملك الجديد لسباق 1500م، توفيق مخلوفي ظل بعيدا عن الأضواء تنقل بين اثيوبيا وكندا والسويد، حضر كما ينبغي لحدث رياضي بحجم الأولمبياد، ليخطف كل الأضواء سهرة أول أمس عندما حصد الميدالية الذهبية في الاختصاص الأكثر اثارة بعد سباق ال 100 متر والذي تملك فيه الجزائر تقاليد عريقة. والأغلبية الساحقة كانت لا تعرف توفيق مخلوفي ولا حتى المختصين في رياضة أم الألعاب كانوا يقدرون حجم موهبة هذا البطل ماعدا مدربه، وأعضاء اللجنة الأولمبية الذين توقفوا أن تحفظ ألعاب القوى ماء وجه المشاركة الجزائرية بعد توالي الاخفاقات، لكن اسمه صار على كل لسان وأخرج الجزائريين ومواطني ولاية سوق أهراس مسقط رأسه إلى الشوارع احتفالا بإنجازه التاريخي. وكانت الفرحة مضاعفة، بنيل الجزائر ذهبية رفعت العلم الوطني في سماء الملعب الأولمبي الانجليزي، وجعلت نشيد قسما يدوي رغم أنف «الدايلي تيلغراف» وفرحة أخرى بالقوة التي اظهرها مخلوفي، وهو في عمر ال 23 ما يبشر بمستقبل حافل بالألقاب قد يعيد عرش هذا السباق للجزائر بعدما انتزعه المغربي هشام الڤروج من نور الدين مرسلي. فقد كان فارق المستوى بين توفيق مخلوفي ومنافسيه، واضحا منذ الدور التصفوي ونصف النهائي، فالمرحلة الأخيرة التي دخل فيها أولا مبتعدا بمسافة 15 مترا عن ملاحقيه، ومنذ أول ظهور له رشح ليفوز بالذهب رفقة ثلاثة عدائين آخرين، وركزت عليه الكاميرات في ملعب التسخين وعلى مضمار السباق أكثر من غيره لأن الجميع تأكد بميلاد موهبة جزائرية في الطبعة ال 27 للأولمبياد، تعد بالكثير في المواعيد القادمة انطلاقا من العام المقبل في البطولة العالمية. بعدما سطح نجم إبن مدينة سوق أهراس في هذا السن فلن يبحث الا عن تحطيم الأرقام القياسية وتخليد إسمه في اختصاصه المفضل، لأن باستطاعته ذلك. من جانب آخر وبعد مسحه آن الخيبة على الجزائريين واسعدهم في ليلة رمضانية، يستحق استقبال الأبطال، ولا شك أنه سيحظ بذلك أين ما حل في كل ولايات الوطن، لأن وضع الجزائر في المرتبة الأولى.