مع قدوم أيام العيد، يحتاج المصابون بأمراض القلب والشرايين و السكري المسموح لهم بالصيام لمدة شهر كامل أثناء الانتقال إلى مرحلة الإفطار إلى استشارة طبية حول كيفية التعامل مع الجرعات الدوائية المختلفة والتي يجب أن تخضع لنظام جديد آخر يتوافق ومتطلبات الحالة المرضية لكل مريض وخاصة هؤلاء الذين يعانون من عدة أمراض مزمنة في آن واحد، لهذا الغرض تقربنا من الدكتور جيلالي شهراوي، وهو طبيب مقيم مختص في أمراض القلب للاستفسار عن الأمر... ¯ الشعب: هل يمكن لمريض القلب أن يصوم؟ ¯¯ جيلالي شهراوي يسمح بالصيام للشخص المصاب بمرض القلب في حالات استثنائية، مما يستدعي تحديد نوعية المرض وما ينطبق على مريض لا ينطبق على آخر، فمثلا المصابون بأمراض القلب الحادة في أول الأمر ليس بإمكانهم الصوم حتى تستقر حالتهم الصحية فمريض الذبحة القلبية المستقر الحالة يستطيع الصوم مع ترتيب كيفية تناول العلاج بحيث يتوزع على وقتي الإفطار و السحور وهذا ما يقرره الطبيب المتخصص في هذا المجال. وينطبق هذا على جميع الحالات المرضية للقلب فإذا كانت الحالة مستقرة ورأى الطبيب أن المريض يستطيع الصوم مع أخذ الدواء بانتظام، بإمكانه الصيام إلا أنه يبقى عليه أن لا يخاطر بحياته وبالخصوص إذا كان يعاني من الجلطة القلبية فان كانت حادة فهو لا يستطيع الصوم لأنه غالبا ما يكون تحت العناية المركزة ويحتاج إلى أدوية يتناولها مع وجبات متقاربة. ¯ كيف يكون الأمر بالنسبة للمصابين بمرض القلب وارتفاع ضغط الدم في نفس الوقت؟ ¯¯ أن يصوم المريض أم لا مرتبط أساسا بنسبة ارتفاع ضغط الدم، فإذا كان الضغط في الحد الطبيعي 140 مقابل 80 ملم زئبقي أو أقل هذا يعني أن الضغط لديه منتظم وبإمكانه أن يصوم بشرط أن يكون تحت إشراف الطبيب الذي يضعه تحت علاج محدد مسبقا، أما إذا كان الضغط مرتفعا ومتسبب في اختلال وفشل في وظيفة الكلى أو قصور حاد في شرايين القلب التاجية فلا يمكنه الصيام الذي بإمكانه أن يعقد من حالته الصحية وقد يؤدي ترك المريض دون دواء لمدة طويلة خاصة إذا كان الارتفاع شديدا إلى تلف أعضاء كثيرة منها الكلى والقلب وقد يؤدي إلى نزيف في المخ أيضا ومن المهم معرفة أن علاج ارتفاع الضغط يكون في البداية عن طريق الإقلال من الأكل لتفادي حدوث السمنة التي تزيد من مشاكل ارتفاع ضغط الدم . أوصي المرضى بالإقلال من الملح لأنه يزيد من تجمع السوائل في الأوعية الدموية وبالتالي ينتج عنه ارتفاع الضغط ويبقى الصيام جيدا لتحسين الضغط خاصة إذا ما التزم المريض بتعاليم الصيام الصحيحة التي تدعو للابتعاد عن الإكثار من الأكل عند الإفطار وعند السحور مما ينتج عنه نقص في وزن المصاب وهذا ما يعود عليه بالفائدة الصحية . ¯ قبل الانتقال إلى مرحلة الإفطار، ماذا يتوجب على المريض فعله؟ ¯¯ من المهم أن يتوجه المصاب بمرض القلب المسموح له بالصيام طبعا إلى الطبيب المعالج وهو الوحيد الذي بإمكانه تحديد الجرعات الدوائية المختلفة لدى المريض وكيفية تناولها بحسب حالته الصحية، فإذا كان في شهر الصيام انتقل إلى تناول دوائه في وقتين مختلفين الأولى عند تناول وجبة الإفطار والثانية عند السحور فإن من السهل إعادة توزيع هاتين الجرعتين في الأيام العادية بعد الانتهاء من الصوم على أوقات الوجبات اليومية . وأنصح المريض عدم الإفراط في الأكل وقت الفطور لأن كثير من النوبات القلبية الحادة و الذبحات الصدرية تحدث بعد تناول المصاب وجبات دسمة وثقيلة والسبب يرجع الى أن كمية الدم الأتية من بقية أعضاء الجسم تتحول إلى المعدة لتساعدها في عملية الهضم، هذا ما يعني أن كمية الدم تقل عن المخ وعن شرايين القلب التاجية وخاصة إذا ما كان هناك تصلب وتضيق في هذه الشرايين مما يؤدي إلى نقص في تروية عضلة القلب ويحدث حينها ألم الصدر أو حتى نوبة قلبية حادة لا قدر الله، وعلى المريض أن يحتاط عند العودة إلى النظام الغذائي في أيام الإفطار العادية حفاظا على حياته.