شهر رمضان يعد راحة لأجهزة الجسم كلها من الإجهاد الزائد الذي تتعرض له طوال العام، وخاصةً المرضي المصابين بأمراض في القلب، مثل قصور القلب وارتفاع الضغط وشرايين القلب والصمامات. ويؤكد الدكتور جمال أبو النصر استشاري أمراض القلب بمعهد القلب، ضرورة أن تكون حالة المريض مستقرة وغير معرضة للأزمات القلبية، ومريض الشرايين التاجية، ولابد أن تكون حالته مستقرة مع ترتيب العقاقير الأساسية بين الإفطار والسحور وتجنب التعرض للأزمات التي تحتاج لتناول أقراص تحت اللسان. أما مريض الضغط فلا يوجد ما يمنع إتمام صيامه إذا كانت لا توجد مضاعفات أخرى وعليه الإكثار من شرب السوائل عند الإفطار إذا كان لا يعاني من فشل في القلب، كما عليه تجنب الأكلات المالحة وعدم الإكثار من القهوة والشاي. وأغلب أدوية الضغط تؤخذ مرة أو مرتين في اليوم ولهذا فلا توجد مشكلة من أخذها في رمضان وإذا كانت تؤخذ أكثر من ذلك فيستشار الطبيب لتغيير الجرعة أو استبدال الدواء بآخر مع الحرص علي ألا يكون هذا الضغط ناتجاً أو مصاحباً للاختلال في وظائف الكلي. أكدت دراسة علمية حديثة أن القلب يرتاح كثيراً أثناء فترة الصيام إذ تنخفض ضرباته إلى60 دقة في الدقيقة، وهذا يعني أنه يوفر مجهود 28800 دقة كل 24 ساعة. وأوضح الباحثون أن الصوم لمدة أسبوعين يكفي لتجديد أنسجة الإنسان في عمر الأربعين، بحيث تبدو مماثلة لأنسجة شاب في السابعة عشر من عمره. وأظهرت التجارب أن الصوم من 30 إلى 40 يوماً يزيد الحيوية بمعدل 5 إلى 6 بالمائة، وذلك لأن نقص الحيوية يعد مظهراً من مظاهر زحف الشيخوخة. وكانت دراسة أخرى قد أكدت أن إقلاع الإنسان عن تناول الطعام عدة ساعات، يخلص خلايا الجسم من المواد الضارة وهو ما يسمى بالاختناق البيوكيميائي الذي يحرمها من الأكسجين والغذاء فتستعيد الأعضاء قدرتها على تجديد نفسها بعد مجهود شاق طوال العام ويسهل على الجسم إفراز المواد الضارة إلى الخارج عن طريق القولون والكليتين والرئتين والجلد. وأوضح أحد الباحثين أن الإنسان الذي لا يصوم يدمن الطعام ولذلك فهو يشعر بأعراض انسحابية، مثل الصداع والعصبية والإرهاق عندما يجوع لأي سبب وكأن الصوم هو تدريب عملي على عدم إدمان الطعام.كما أن الصوم يفيد في علاج تليف الكبد، لأن الصوم عن الطعام يذيب الدهون ويمنع ترسيب المزيد منها علي أنسجة الكبد فتعوق عملها. أكدت دراسات طبية حديثة أن الاعتماد في التغذية على زيت الزيتون والنباتات الورقية الخضراء والحبوب غير المقشورة والمكسرات والفواكه والأسماك والطماطم يجعل الإنسان يمتلك نظاماً غذائياً يجمع بين توليفة رائعة من مضادات الأكسدة والفيتامينات والشحوم المفيدة المهمة لصحتك والتي تخفض نسبة الإصابة بأمراض القلب. وأثبتت الدراسات أن اتباع النظام الغذائي لسكان حوض البحر الأبيض المتوسط لمدة 3 أشهر قد أثمر عن تحسن في ضغط الدم وخفض نسبة السكر والشحوم السيئة لدى أشخاص كانوا مهددين بالإصابة بإحدى الآفات القلبية.