بعد إعادة ترتيب بيوتها من بعض التصدعات التي مستها خلال التشريعيات الأخيرة خرجت الأحزاب الكبيرة إلى العلن والتحرك في الميدان في سباق ضد الزمن لإظهار عظلاتها واحتلال المواقع لإكتساح الساحة السياسية في الإنتخابات المحلية المقرر إجراؤها يوم 29 نوفمبر 2012 الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني السيد عبد العزيز بوتفليقة بلخادم يتعهد ويتوعد بحصد أغلبية المجالس الشعبية البلدية والولائية مراهنا على الشباب والكفاءات، ليبرهن على أن حزبه أكبر تشكيلة سياسية وأكثر تمثيلا وامتدادا في الأوساط الشعبية وتثبيت أن المقاعد التي حصل عليها في التشريعيات الأخيرة كانت شرعية ومستحقة ولم يمسسها التزوير. أما التجمع الوطني الديمقراطي فكان سباقا لفتح باب الترشيحات على مستوى المكاتب المحلية، وتنظيم لقاءات تحسيسية للمناضلين والمحبين لشرح التعليمة التي أصدرها الأمين العام للحزب السيد أحمد أويحيى، حيث تم تجنيد«أرمادة» من إطارات الحزب وإيفادهم إلى مختلف البلديات للقيام بالمهمة، وتعبئة المناضلين لليوم الموعود، لإستدراك الهفوات التي وقعت في التشريعيات والنتائج «الهزيلة» المحصل عليها. لكن «رب ضارة نافعة» كما يقال، فالصدمة التي تلقاها «الأرندي» قد تتحول عامل قوة، وتعمل على التوحد وتفادي تشتت الأصوات ... وكانت خرجة «الأفافاس» أعرق حزب معارض تتمثل في اقتطاع 30 ٪ من أجور نوابه ال 27 دون معارضة، لتمويل الحملة الإنتخابية للمحليات التي يعول عليها كثيرا، لا سيما في الولايات التي يحوز فيها على وعاء انتخابي كبير. ليقوى مركزه السياسي بعد غياب طويل وامتناعه عن المشاركة في استحقاقات سابقة. أما الغائب الأكبر هذه المرة هو «تكتل الجزائر الخضراء» وبالأخص حركة مجتمع السلم، التي «جنحت للسلم» بعد أن أصبحت بلا جناحين كان يساعدانها على الطيران لمسافات طويلة دون تعب أو توقف. فبعد انشقاق عبد المجيد مناصرة وجماعته وأسسوا حزب مستقلا بهم استحوذ على أصوات كانت في السابق ملكا ل «حمس»، جاءت ضربة ثانية قاضية من الدكتور عمار غول الذي يصول ويجول دون توقف، حتى في ملعب أبو جرة سلطاني لتكوين قاعدته النضالية التي إلتحق بها عدد لا بأس به مناضلين «حمس» ليدخل بها الإنتخابات المحلية القادمة، قد تكون شهادة وفاة «حمس»! إن الأحزاب الجديدة التي أثارت ضجة كبير في التشريعيات الأخيرة، وما كالته من إتهامات للإدارة والأحزاب الكبيرة بالتزوير، فإنها غابت عن الوجود ولم يعدك أثر أو عنوان معلوم ، أحزاب بلا برامج أو مناضلين، كالأجساد بلا أرواح .!