دعا وزير الفلاحة والتنمية الريفية رشيد بن عيسى مهنيي فرع الدواجن إلى تنظيم أنفسهم وتشكيل مجموعات مهنية ذات منفعة مشتركة، لمواجهة المشاكل المطروحة، وتجاوز الأزمة إلى يتخبط فيها هذا الفرع الذي يشتغل به 35 ألف منتج، ويقدر رقم أعماله 1،5 مليار دولار، مؤكدا على استعداد الحكومة تقديم يد المساعدة بالتوجيه والمرافقة لتطوير وعصرنة هذا الفرع. أعلن الوزير بن عيسى عقب استماعه للمشاكل التي طرحها مهنيو فرع الدواجن خلال الاجتماع الذي نظمته أمس وزارة الفلاحة والتنمية الريفية بمقرها، انه سيقدم اقتراحات للحكومة في إطار المرافقة للرفع من قدرات الإنتاج، للاستجابة للطلب الداخلي على الدواجن، ولمواجهة الارتفاع المستمر لأسعار مادتي الذرة والصوجا التي تستعمل في تغذية هذه الأخيرة، والذي سيستمر لغاية شهر أفريل 2013. وفي سياق متصل قدم المسؤول الأول على القطاع عدة توجيهات مؤكدا على رئيس لجنة ما بين المهن لهذا الفرع تقديم كل المعلومات اللازمة للمهنيين وتأطيرهم، معتبرا ان الحلول تأتي بالحوار، وقد اقترح على الناشطين في فرع الدواجن (في مختلف مراحل الإنتاج) إقامة علاقات فيما بينهم، مبرزا بأن المربي في حاجة إلى المستورد للمواد الأولية التي تستعمل لتغذية الدواجن والعكس صحيح، مجددا دعوته إليهم بالانضمام إلى إجراء المرافقة الذي أطلق عليه «الثلاثية»، وهو نظام يتمثل في تموين المربين بالكتاكيت وبالأغذية مقابل شراء إنتاجهم. ويعد فرع الدواجن أحد الفروع في قطاع الفلاحة الذي عرف خلال السنة الجارية صعوبات كثيرة، وواجه عدة مشاكل منها مرض انفلونزا الطيور التي تسبب في نفوق عدد كبير منها، بالإضافة إلى موجة البرد القارص التي اجتاحت الجزائر الشتاء الماضي، وكلها عوامل ساهمت في تراجع مردود هذا الفرع على حد تأكيد المتدخلين في هذا اللقاء، الذي يهدف إلى متابعة وتقييم النشاطات المتعلقة به. ومن بين أهم المشاكل التي يواجهها الفرع حاليا والتي ذكرها رئيس لجنة ما بين المهن لفرع تربية الدواجن محمد عيدوني تتمثل بصفة خاصة في الزيادة في الطلب، وهذا ما يتطلب مضاعفة الإنتاج، غير ان هذا الأخير مرتبط بالمواد الأولية المستعملة في تغذية الدواجن التي تستورد الجزائر (تستورد 60 بالمائة من الذرة و12 بالمائة من الصوجا). بالإضافة إلى غلاء المواد الأولية الآتية طريق الاستيراد والتي تتحكم ب 90 بالمائة في سعر الدجاج، يضاف إليها الضرائب (الرسم على القيمة المضافة) التي يراها المهنيون مرتفعة، كل هذه المشاكل يؤكد عيدوني تهدد نشاط 5000 مربي، وتتطلب من المسؤولين اتخاذ التدابير اللازمة لإخراج الفرع من «عنق الزجاجة»، خاصة وان الإمكانيات التي يتوفر عليها الفرع يمكن ان تساهم بصفة كبيرة في زيادة إنتاج الدواجن، وبالتالي خفض سعر الدجاج إلى 250 دج للكيلوغرام (ثمنه حاليا لا يقل عن 350 دج للكلغ). والجدير بالذكر فان استهلاك الفرد الجزائري للدواجن لا يتجاوز 15 بالمائة سنويا، وتعد هذه النسبة قليلة جدا مقارنة بالدول المجاورة والأوروبية .