كشف وزير الفلاحة والتنمية الريفية، السيد رشيد بن عيسى، عن سلسلة من الإجراءات والقرارات التنظيمية والإدارية والمالية الفورية ستتخذها الحكومة تهدف إلى التخفيف من آثار ارتفاع أسعار تغذية الدواجن في السوق العالمية على أن يشرع في تطبيقها في أقرب الآجال. وأوضح الوزير خلال اجتماع عقد أمس بمقر الوزارة ضم مختلف المتعاملين في الفرع من مربين ومنتجين ومستوردين للمواد الأولية ومسؤولي المذابح أن الدولة ستستمر في مرافقة الفرع حفاظا عليه وتفاديا لاختفائه نهائيا، معتبرا في ذات السياق أن فرع تربية الدواجن فرع معقد للغاية يستوجب تنظيما محكما بين مختلف الشركاء والمهنيين المشكلين له. وأوضح بن عيسى أن وزارته ومنذ ثلاثة أشهر تتابع تطور السوق العالمية، حيث سجل ارتفاع معتبر في أسعار الذرة والصوجا المادتان اللتان تشكلان الجزء الأساسي في غذاء الدواجن والأنعام، مشيرا إلى أن لقاء أمس يهدف إلى التشاور مع المعنيين وطرح الأفكار والاقتراحات وعلى الخصوص تحديد ما هي انعكاسات هذا الارتفاع على أسعار المنتوج المبدئي الذي يتحصل عليه المربي والمنتوج النهائي المسوق للمستهلك. وأكد المتحدث أنه لا بد من التشاور والاستماع إلى مختلف الفاعلين والمتعاملين في الفرع لضبط بعد ذلك سلسلة القرارات التي ستتخذها الحكومة خلال الأيام القليلة القادمة والتي نتمنى أن يكون لها أثر إيجابي على الفرع. كما أكد أن الدولة مستعدة لمرافقة الفرع ماليا من خلال بنك "بدر" الذي أبدى مديره العام استعداد مؤسسته لمرافقة مختلف الفروع عن طريق القروض. وأشار بن عيسى، من جهة أخرى، إلى ضرورة تثمين ومراجعة الواردات من غذاء الدواجن وذلك بتقلصها بنسبة 20 إلى 30 بالمائة، مرجعا ذلك للتبذير الذي تعرفه هذه المواد من صوجا وذرة وهو ما أكده حتى المربون والمستوردون أنفسهم. كما أشار إلى وجود مشاكل تنظيمية وإدارية على مستوى القاعدة في فرع تربية وإنتاج الدواجن مما يستدعي تجنيد جميع الكفاءات وتظافر جهود جميع الشركاء خاصة وأن هذا الفرع يعتبر فرعا متكاملا لا يمكن فصل جزء منه عن الآخر لأن كلا يحتاج الآخر. وحسب بن عيسى فإن الإجراءات المزمع اتخاذها ولو أنها تعتبر فورية واستعجاليه، لأنها جاءت على خلفية الأزمة التي تعرفها السوق العالمية بسبب ارتفاع الأسعار، إلا أنها لا بد أن تدخل في إطار الديمومة. وأكد في ذات السياق أن ما تشهده السوق العالمية حاليا يجب أن يكون فرصة لإعادة بعث الفرع وإيجاد الحلول لتقويته وعصرنته بصفة نهائية. من جهتهم، طمأن مستوردو غذاء الدواجن وزير الفلاحة بأنهم سيلتزمون بتزويد السوق بالغذاء اللازم في الظرف الحالي مؤكدين أن آثار التهاب الأسعار لم تنعكس على الجزائر بعد في الوقت الذي ارتفع فيه سعر الدجاج بنسبة 70 إلى 80 بالمائة في الدول المجاورة. ومن المقرر أن يلتقى السيد بن عيسى الفاعلين في قطاع تربية الدواجن بعد عيد الفطر المبارك لاستكمال التشاور والاتفاق على ما سيتخذ من إجراءات أخرى لانقاذ الفرع. علما أن هذا الأخير يضم 35 ألف مرب و330 منتج للغذاء وبرقم أعمال يفوق 1.5 مليار دينار يضمن 100 ألف منصب شغل مباشر.