تحتفي مدينة ليل شمال فرنسا في الفترة الممتدة من 07 إلى 16 ديسمبر المقبل بخمسينية استرجاع السيادة الوطنية، في إطار الطبعة التاسعة للسينما الجزائرية، والتي تأتي هذه السنة تحت شعار ''حفل بصوتين من أجل إرساء جسور بين الأجيال والشعوب ..'' يتم خلال هذه التظاهرة الفنية عرض مجموعة من الأفلام التي تبرز تاريخ الجزائر الثوري، وتحكي عن كفاح شعبها ضد المستعمر الغاشم، حيث يتضمن برنامج الطبعة الجديدة، ما يقارب العشرين فيلما مطولا أغلبها حول حرب التحرير الوطنية، إلى جانب عرض أفلام قصيرة، حيث يفتتح فيلم ''شعب يتحرك'' للسينمائي الفرنسي لروني فواتيي الذي تبنى القضية الجزائرية فعاليات التظاهرة الثقافية بحضور صاحبه، كما سيكون الجمهور على موعد مع أضخم الأعمال السينمائية الثورية التي ميزت الانتاج السينمائي الجزائري، من بينها ''دورية نحو الشرق'' لمحمد بوعماري من إنتاج عام 1971، ويتحدث عن دورية أثناء الثورة الجزائرية تنتقل في مهمة نحو الشرق الجزائري وما تلاقيه من مصاعب جمة، كما سيتم بالمناسبة عرض مجموعة من الأفلام الثورية الحديثة من بينها الفيلم الذي يروي مسيرة واحد من أبطال الثورة الجزائرية ''مصطفى بن بولعيد'' لأحمد راشدي و''سيدي العقيد'' للمخرج لوران هيربيت و''رشيدة'' لأمينة شويخ، إلى جانب ذلك سيكون محبي الفن السابع على موعد أيضا مع الأفلام الوثائقية من بينها فيلم حول فقدان ''موريس أودان'' من إنتاج فرانسوا ديميرلياك في سنة 2010، وشريط وثائقي آخر حول رمز الثورة الجزائرية جميلة بوباشا من إخراج كارولين هوبير، الذي سيعرض في إطار الذكرى ال64 لإعلان حقوق الإنسان، ولن تقتصر التظاهرة على عرض الأفلام الثورية الجزائرية، حيث سيتم أيضا عرض أفلام تونسية ومغربية احتفاء باستقلال الجزائر. وستتخلل التظاهرة ندوات فكرية وموائد مستديرة مرتبطة بالحدث منها ندوة بعنوان من الحركة الوطنية إلى التحرير ''من تنشيط بوخالفة أمازيت، متبوعة بشريط وثائقي من إعداد ليديا هوجا تحت عنوان'' التحرر الاجتماعي والتحرير الوطني. ويعد موضوع ربيع السينما العربية موضوع مائدة مستديرة من بين النشاطات المبرمجة لهذه الطبعة ستكون متبوعة بشريط وثائقي تحت عنوان ''السينما العربية: تقييم'' لنسريدس بن علو. فضلا عن ذلك سيحضى الفنان الكاريكاتوري الجزائري الكبير محمد مزاري، الشهير بتوقيعه ''ماز''، بتكريم خاص، من خلال تنظيم معرض يضم مختلف أعماله الفنية، باعتباره من أوائل الرسامين الجزائريين الذين برزوا على الساحة في الستينيات، فقد بدأ محمد مزاري الرسم سنة 1966 في الرسوم المتحركة، لينتقل بعدها إلى الأشرطة المرسومة، حيث كان عنصرا فاعلا في مجلة ''مقيدش'' الشهيرة، التي كانت تصدر عن الشركة الوطنية للكتاب والتوزيع ''سناد''، بعدها انتقل إلى العمل في صحيفة ''المجاهد'' ثم ''الوطن/'' بصفته رساما صحفيا، وقد كان أول كاريكاتور جزائري في 1990 نشر رسوماته على الصفحات الأولى ليومية ''الوطن''.