يعتبر مستشفى بلدية «بوغني» التي تبعد عن عاصمة ولاية تيزي وزو بحوالي 40 كلم من أهم المرافق الصحية على مستوى المنطقة الجنوبية والولاية بوجه عام، فهو يستقبل يوميا المئات من المرضى من مختلف المناطق والبلديات المجاورة للمنطقة على غرار «بومهني»، «عين الزاوية»، «معاتقة»، «آيت كوفي»، «مشطراس» و«واضية». غير أن الوضعية الحالية التي تعيشها هذه المصلحة لا ترقى إلى متطلبات المرضى الذين يدفعون ثمن الإهمال واللامبالاة كونهم يعانون كثيرا نظرا للمشاكل الكثيرة والنقائص الكبيرة المسجلة على مستوى أقسامها، إذ تعرف مصلحة الاستعجالات بمستشفى «بوغني» حالة من الفوضى نتيجة الاكتظاظ الكبير بشكل يزيد من معاناة المرضى، لاسيما مع نوعية الخدمات الطبية المتردية، والتي ينجم عنها في الكثير من الأحيان مضاعفات صحية، حيث تعاني هذه المصلحة نقصا كبيرا في بعض الأدوية خاصة الأدوية المهدئة والمسكنة، وفي هذا الصدد أكد بعض المرضى في شهاداتهم أن الأطباء يطلبون من أهل المرضى اقتناء الدواء المهدئ من الصيدليات، كما تعاني هذه المصلحة نقصا كبيرا في الإمكانيات والوسائل والتجهيزات الطبية فمعظم التجهيزات المتوفرة قديمة وغير مستعملة، وفي سياق ذي صلة أكد أحد الأطباء أن مصلحة الاستعجالات تعاني نقائص عديدة من جانب النظافة وأمور أخرى. ونظرا للوضع الكارثي الذي تعاني منه هذه المصلحة، لم يخف محدثونا أنها أصبحت مسرحا للمشاكل بين أهل المرضى ومرافقيهم مع الأطباء، والتي تصل في كثير من الأحيان إلى تبادل الشتائم، لأن الكل يعيش على الأعصاب والتوتر، وكثيرا ما يتم الاستنجاد بأعوان الأمن وهؤلاء أيضا يعجزون عن توفير الهدوء مما يضطر إلى الاتصال بأعوان الشرطة الذين يقومون بإخراج مرافقي المرضى من مصلحة الاستعجالات وترك المجال للفريق الطبي لتقديم خدمات صحية في هدوء، ونظرا لجملة من النقائص التي تشهدها مصلحة الاستعجالات يلجأ العديد من المواطنين إلى نقل مرضاهم إلى مستشفى «نذير محمد» بولاية تيزي وزو بعد قطع مسافات تصل إلى أكثر من 45 كلم، ما ينتج منه مضاعفات صحية للمرضى، وعلى اعتبار أن «بوغني» تعد من أكبر دوائر تيزي وزو فهي بحاجة إلى مستشفى آخر من أجل إزالة الضغط على المصلحة الأولى الموجودة حاليا في المدينة. تيزي وزو: سليمان. م