يعاني سكان دائرة بطيوة ببلدياتها الثلاثة، من العجز الكبير في الخدمات الصحية، وهذا كون أن الدائرة لا تحوي على مستشفى باستثناء بعض العيادات المتعددة الخدمات، التي أصبحت قديمة جدا، ولا توفر الكثير من الخدمات خاصة للحالات الاستعجالية. ويضطر الكثير من سكان البلديات الثلاثة، إلى التوجه إلى غاية مستشفى المحقن بأرزيو، ما جعل الضغط يطبع هذا المستشفى وبصفة دائمة، وقد وقفت "الوطني" أمس، على وضعية الخدمات الصحية بدائرة بطيوة، والبداية من بلدية بطيوة، أين توجد بها عيادة واحدة، بخدمات يمكن القول عنها بأنها متدنية، باستثناء بعض الإسعافات الأولية، وهو ما جعل الكثير من المواطنين يعبرون عن تذمرهم، فعلى مستوى مصلحة جراحة الأسنان مثلا، أين تعرف عادة إقبالا كبيرا من جميع المرضى بالبلديات الثلاثة، فعادة ما يصطدم الكثير منهم، بغياب وسائل الجراحة، إلى جانب أن استقبال المرضى عادة ما يقتصر على الساعات الأولى من الصباح، أين يتحجج الأطباء بانتهاء بعض الأدوية، هذه الوضعية تعرفها العيادة المتعددة الخدمات المتواجدة بمنطقة الشهايرية التابعة إداريا لبلدية عين البية، أين ترفض هذه العيادة في الغالب استقبال المرضى، وهو ما يجبرهم على التوجه نحو العيادات الخاصة، التي أصبحت تفرض أسعارا خيالية على المرضى، غير أن الإشكال بالنسبة لسكان الدائرة، يبقى في إسعاف الحالات الطارئة، أين تعاني الكثير من العائلات، من هذا الإشكال خاصة مع موسم الاصطياف، أين يزيد معدل الإصابات، خاصة بالنسبة للمصطافين وهذا على مستوى بلدية مرسى الحجاج، باعتبارها منطقة سياحية، تستقطب سنويا عددا من السياح الذين غالبا ما يشتكون نقصا فادحا في الخدمات الصحية، خاصة بالنسبة للحالات التي تكون في وضعية خطيرة، وهذا لأن العيادة القديمة بها والتي تعود إلى العهد الاستعماري، تعاني نقصا فادحا في عدد من التجهيزات الطبية، إلى جانب غياب سيارة الإسعاف، وهو ما يجعل الكثير من العائلات تلجأ إلى الكلونديستان من أجل نقل مرضاها، والوضع لا يختلف تماما عن بلدية عين البية التي تعاني هي الأخرى من العجز في الخدمات الصحية، حيث يضطر سكانها إلى التنقل نحو بلدية بطيوة، وكذلك النساء الحوامل يشتكين من غياب عيادة للتوليد أو حتى مصلحة خاصة بالتوليد، وهو ما أجبر مؤخرا أحد الأزواج على توليد زوجته في البيت، في حين تضطر الكثير من الأمهات إلى التوجه نحو مستشفى المحقن أو وهران، وقبل عدة أيام من الولادة تجنبا لحدوث أي طارئ. هذا العجز الذي يعرفه قطاع الصحة بدائرة بطيوة، جعل الكثير من المرضى يضطرون إلى التوجه نحو العيادات الخاصة، تجنبا للمعاناة التي تصنعها هذه العيادات، التي تظل طول أيام الأسبوع فارغة وفي عطلة مفتوحة، وهذا كون أن أغلبية المرضى قاطعوها تجنبا للمعاناة. وتبقى معاناة سكان الدائرة متواصلة إلى أن تجد السلطات المحلية حلا نهائيا لها، وهذا في انتظار أن يتم الانطلاق في انجاز بعض المشاريع الصحية، كالعيادة المتعددة الخدمات التي استفادت منها بلدية مرسى الحجاج، والتي لم تنطلق أشغال الانجاز فيها بعد، غير أن المطلب الأساسي للسكان هو إنشاء مستشفى على مستوى الدائرة، الذي من شأنه أن يوفر الخدمات الصحية لقاطنيها، ويخفف عنهم عناء التنقل إلى غاية مستشفى المحقن، وتخفيف بذلك الضغط الرهيب الذي يشهده هذا الأخير.