استمع الوفد الفيتنامي الذي نزل ضيف على منتدى جريدة «الشعب» بإهتمام كبير إلى الشروحات المستفيضة التي قدمها كل من السيدين سي عفيف رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان سابقا.. واسماعيل دبش أستاذ وباحث جامعي حول مسار الإصلاحات السياسية في الجزائر منذ منتصف الثمانينات والذي تميز بالسعي لإثراء الحياة التعددية على أكثر من صعيد وترقية الفعل الديمقراطي والنشاط الحزبي بهدوء بعيدا عن أي تشنج.. خاصة التشديد على الإنتخابات وبالعودة إلى الصندوق في أي قضية تحتاج إلى الفصل فيها. هذا الشرح الوافي، والتفسير الواضح لعمل الآليات السياسية في الجزائر، أثار انتباه الوفد الفيتنامي الذي أبدى تفاعله الكبير مع ما صدر عن كل من سي عفيف ودبش من تذكير هادف لأهم المحطات السياسية في الجزائر انطلاقا من بناء الدستور سنة 1989 إلى غاية انتخابات 10 ماي 2012. ومن جهة تناول السيد تران داك لوي نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الحزب الشيوعي الفيتنامي مستعرضا أهم الخطوات التي قطعتها بلاده عقب الحرب، مشيرا إلى الصعوبات التي عاشها الشعب الفيتنامي على صعيد توفير المواد الغذائية الواسعة الإستهلاك. وكشف السيد داك لوي أن كميات كبيرة من الغذاء كان يستورد من الخارج، واستمر الحال على هذا المنوال لسنوات طويلة، إلا أن انتهاج سياسة التجديد ،حول البلد بين عشية وضحاها إلى أول مصدر لمادة الأرز، هذا المؤشر يبين بأن الفيتناميين إعتمدوا على سياسة صارمة في تسيير شؤونهم الفلاحية خاصة. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل أن الفيتناميين سارعوا الى خيارات واضحة منها اقتصاد السوق بتسيير من الدولة.. بالإضافة إلى تحديد الأولويات في البرامج المتعلقة بالتنمية الشاملة،، قاعدتها وضع توقعات احتياجات السكان في الكهرباء، وغيرها. وحلل السيد داك لوي بالتفصيل دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في العملية الإقتصادية في هذا البلد مبرزا الأهمية القصوى في توسيع دائرة الإستثمار سواء المحلي أو الخارجي الذي بلغ 19٪ في حين أن هناك صيغة التعاونيات العائلية التي هي في حدود ال 6 ٪، والحصة المقدرة ب 30 ٪ تابعة للدولة وكل هذا التصور يبني على توجهات واضحة منها تنوع في حركية الإقتصاد، وسن قوانين مرنة في هذا المجال وكذلك تحرير القوى المنتجة، كل هذا ساهم في جعل الفيتنام من الدول التي تستدعي اكتشاف تجربتها الفريدة التي تجري في هدوء تام.. إلا أنها ربحت معركة المنافسة في الأسواق العالمية.