نوّه نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالحزب الشيوعي الفيتنامي، السيد فان داك لوي، أمس، بالعلاقات الثنائية المتميزة بين الجزائر وفيتنام في شتى المجالات، مؤكدا أن بلاده تسعى بكل حزم لتطوير هذه العلاقات أكثر لترقية القطاعات الحيوية بين البلدين. وأوضح السيد داك لوي الذي يترأس وفدا فيتناميا يقوم بزيارة للجزائر هذه الأيام خلال ندوة صحفية نظمتها بمنتدى يومية "الشعب" رغبة بلاده في تطوير حجم التبادلات التجارية في مجال المحروقات والإعلام والإتصال ومجالات أخرى كالثقافة والرياضة والتربية بالنظر الى عمق العلاقات والتاريخ المشترك الذي يجمع البلدين. مشيرا إلى أن حجم التبادلات التجارية بين الجزائر وفيتنام بلغ حوالي 150 مليون دولار سنويا. وأضاف أن بلده يدرس بكل حزم كيفية الاستعداد لنقل مختلف تجاربه العلمية إلى الجزائر لاسيما في مجالات الصناعة الغذائية والتحويلية، مشيرا في السياق إلى أن دولة الفيتنام التي كانت تعاني من آفة الفقر بنسبة تصل إلى 70 بالمائة سنة 1989 تمكنت من تحقيق نتائج جد معتبرة في مجال التنمية الاقتصادية والصناعية والزراعية. كما قال في هذا الشأن إن "فيتنام تبنت سياسة إصلاحات اقتصادية باتباع نموذج اقتصاد السوق، حيث استطاعت تطوير كل مجالات الحياة مع الحفاظ على دور الدولة". وتمكنت فيتنام في غضون السنوات الأخيرة من تحقيق نسبة نمو مشرفة قدرت ب7 بالمائة، حيث حافظت مقابل ذلك على مقتضيات العدالة الاجتماعية ومضاعفة الدخل الفردي 11 مرة، ما جعلها بلدا رائدا في تصدير الرز في العالم. وفي ختام مداخلته، نوّه المسؤول الفيتنامي باهتمام الحكومة برفع التمثيل النسوي في المجلس الشعبي الوطني إلى أكثر من 30 بالمائة، مع العلم أن تمثيل المرأة في البرلمان الفيتنامي لا يتعدى حاليا 25 بالمائة. ومن جهته، أكد رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان سابقا السيد عبد الحميد سي عفيف في تدخله أن الأشواط الكبيرة التي قطعتها الجزائر وفيتنام في شتى القطاعات التنموية والمجالات الحيوية جاءت بفضل الإصلاحات التي باشرتها حكومتا هاتين الدولتين منذ عدة سنوات. وأضاف أن المساعي الحثيثة للدولتين لتحقيق النمو والتنمية الشاملة في مختلف الجوانب كانت ثمار البرامج الاصلاحية التي رسمتها حكومة كل من الجزائر وفيتنام الرامية إلى تحديث وعصرنة التجارة والصناعة وتقوية البنى التحتية. ونوّه سي عفيف بالجهود الجبارة التي قطعها البلدان في مسيرة الإصلاح والتنمية الشاملة رغم المشاكل والمعوقات التي اعترضت طريقهما الى جانب حداثة عهدهما بالاستقلال، وهو ما اعتبره مثالا يحتذى به بالنسبة للدول الأخرى. وبعد أن تطرق المتحدث مطولا وبشكل من التفصيل لبرنامج الانعاش الاقتصادي الذي أقرته الجزائر وفيتنام ورصدتا له غلافا ماليا معتبرا، ذكر بالتاريخ السياسي والنضالي المشترك الذي يجمع البلدين. كما أشار الدكتور إسماعيل دبّش الأستاذ بالعلوم السياسية والعلاقات الدولية إلى التاريخ المشترك الذي يبربط بين الجزائر والفيتنام وهو ما تجسد أكثر في تبادل البعثات العلمية والطلابية بين البلدين، الى جانب تعزيز التنسيق في مجال البحث العلمي بين الجامعات الجزائرية والفيتنامية. ويذكر أن نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالحزب الشيوعي الفيتنامي السيد فان داك لوي يزور الجزائر على رأس وفد فيتنامي في اطار بحث وتعزيز علاقات الشراكة والتعاون الثنائية بين البلدين.