المطالبة برفع التّجميد عن مسابقة التّوظيف ثمّن مربّو الماشية بولاية بشار الخطوة التي قامت بها الدولة، المتعلقة بفتح مخبر جهوي للتحاليل البيطرية بذات الولاية، والذي من شأنه أن يساعدهم على علاج وكشف الأمراض والأوبئة التي تصيب ماشيتهم، وأجمع هؤلاء أنّ هذه الخطوة قد أزاحت مشكلة تأخر نتائج التحاليل الخاصة بمواشيهم المصابة، وهو المشكل الذي كان يؤرقهم بشكل كبير، مؤكّدين أنّ مهنة تربية الماشية تعتبر نشاطهم الأساسي الذي يغطّي حاجيات ومتطلبات أسرهم. تتوفّر المنطقة، حسب آخر إحصاء قامت به مصالح الفلاحة، على أزيد من 500 ألف رأس ماشية، موزّعة بين الإبل 39950 والغنم 381950 والبقر 1376 والماعز 79820 رأس، بالإضافة إلى الدواجن والحيوانات الأخرى الأليفة والبرية، التي بعضها مصاب بأمراض وبعضها الآخر مهدد بالانقراض، حسب ما رواه بعض الموالين. وفي هذا الصدد، أكّد عبد الله بن عبد الكريم مدير المصالح الفلاحية لولاية بشار، في حديثه مع «الشعب» على أهمية المخبر وتأثيره الإيجابي على مربي الماشية، من حيث الخدمات التي يقدمها لفائدتهم، وكذا من حيث النهوض بالثروة الحيوانية وتطويرها، مشيرا إلى أن هذا المرفق يعتبر مكسبا هاما لمنطقة الجنوب الغربي الجزائري، حيث سيغطي أربع ولايات: بشار، بني عباس، أدرار وتندوف. كما من شأنه أن يساهم بشكل كبير في تسريع ظهور نتائج التحاليل وتشخيص الأمراض التي تصيب الحيوانات، حيث تمّ القيام بأول عملية تحليل مخبري على مستوى قسم سيرولوجي لعدد من الأبقار من منطقة تاغيت، لافتا إلى أنّ المخبر يشتمل على عدد من الأقسام، من بينها قسم السيرولوجي، وقسم تحاليل الدواجن، وقسم مرض الكلب، وأقسام أخرى سوف تفتح أبوابها، قبل نهاية السنة الجارية، كما من شأنه أن يوفّر هذا المخبر ما يقارب مائة منصب عمل في مختلف الاختصاصات. رفع التّجميد عن التّوظيف شدّد المتحدّث على ضرورة تكثيف الجهود وتوفير الرعاية البيطرية للمواشي لتحقيق مستوى النمو المطلوب وزيادة الثروة الحيوانية، وكذا للحفاظ على صحة المواطنين، وقال «نحرص على تغطية احتياجات كل موالي ومربي الماشية بالمنطقة، غير أن ذلك يتطلب زيادة في عدد البياطرة، حيث أنّ مدينة بشار يوجد بها ثلاث بياطرة فقط، وبيطري في دائرة لحمر، وآخر دائرة العبادلة، وهذا العدد القليل من البياطرة لا يغطي احتياجات مربي الماشية على مستوى المنطقة، ولذلك نحن ننتظر رفع التجميد عن عملية توظيف البياطرة، مشيدا بالجهود التي يقوم بها هؤلاء البياطرة، ودورهم الفعّال في حماية الثروة الحيوانية، والمساهمة في تنميتها على مستوى الولاية. وفي ذات السياق، أكّدت الدكتورة إدريس خوجة كلثوم أنّ أهمية المخبر الجهوي كبيرة من حيث أنّه يساهم في إختصار المدة الزمنية التي تستغرقها عملية تحليل عينات الدم لقطعان الماشية، إذ كانت العينات تنقل من طرف البياطرة إلى المخبر الجهوي لولاية تلمسان، وتصل مدة انتظار ظهور نتائج التحاليل إلى شهر، بالإضافة إلى معاناة البياطرة في قطع مسافة تتعدى 600 كلم من ولاية بشار إلى ولاية تلمسان، من أجل إيصال العينات إلى المخبر، مما قد ينجم عن ذلك عدة أمور غير مرغوب فيها، مثل فساد العينات بسبب التأخر في وصولها إلى المخبر، شلل في حركة فريق العمل لعدم تواجد البياطرة و سيارتهم، التي سافرت إلى ولاية أخرى لنقل العينات، أما اليوم فقد تم حل المشكل، بعدما فتح المخبر ببشار - تقول المتحدثة - حيث أن المدة الزمنية لمعرفة نتائج التحاليل لا تتعدى أسبوع واحد. وأشارت المتحدّثة قائلة «إنّ دورنا كبياطرة تابعون لمفتشية البيطرة بالولاية، نقوم بسحب العينة من الحيوانات، وحينما نشك في وجود مرض نقوم بالتحقيق لتأكيد أو نفي وجود المرض، إلى جانب ذلك نقوم بمتابعة صحة المواشي، إذ نعطي شهادة إعتماد صحي للموال، بعد القيام بفحص وإجراء بعض التحاليل على المواشي، فلا يمنح الموال أو المربي الإعتماد، إلا بعد أن تخضع كل المواشي سواء غنم أو بقر أو إبل إلى الكشف والتأكد من أنها غير مصابة بمرض « لابريسيلوز» أو «لاغليكوز»، وعلى ضوء ذلك يمنح الموال اعتماد صحي. وبالإضافة إلى أن هناك أعمال أخرى يقوم بها البيطري - تضيف المتحدثة - مثل أنه مسؤول عن مراقبة مذابح اللحوم الحمراء والبيضاء، وهناك من يعمل في الفرقة المختلطة، تجارة ومصالح فلاحية، بالإضافة إلى مهام أخرى تتعلق بمنح الاعتمادات الصحية للموالين، وشاحنات وغرف التبريد، ومراقبة الأسماك، وإجراء عمليات التلقيح المختلفة للأغنام والأبقار والخيول وكل أنواع الحيوانات الأخرى، بالإضافة إلى سحب عينات الدم لإجراء التحاليل، وهي من مهامنا وليست من مهام البيطري الخاص، لأنّ هذا الأخير تقتصر مهامه على علاج الحيوانات فقط ، لكن رغم ذلك تقول الدكتورة، أن ولاية بشار ما تزال تعني نقصا فادحا في البياطرة، حيث أنه في حالة استفادة أحدهم من العطلة السنوية نجد مشكل في تعويضه، ولذلك نطالب بضرورة فتح مناصب توظيف لفائدة البياطرة على مستوى الولاية. ولفتت إلى أنّه في إطار حملة القضاء على مرض الكلب، إستفادت ولاية بشار من كمية من لقاحات انتيرابيك ضد داء الكلب، وشرعنا في عملية توعوية للتعريف بخطورة المرض، وفي عملية تلقيح الكلاب والقطط منذ شهر أوت المنصرم عبر بلديات ودوائر ولاية بشار، ونسعى إلى تلقيح الحيوانات الضالة المتواجدة في الولاية، بعد تسجيل حالات من هذا المرض الذي ينتقل إلى الإنسان. دعوة إلى إنتاج الأعلاف فيما يتعلق بمشكلة توزيع الأعلاف، خاصة علف النخالة، قال عبد ربي رئيس مصلحة بمديرية الفلاحة، إن هناك فجوة بين الإستهلاك والإنتاج لابد من سدّها، حيث قال إنّ هناك أربع مطاحن منتجة، وإن التي تنتج أكثر هي مطحنة الدولة، لكن رغم ذلك لا يكفي إنتاجها كل عدد رؤوس الماشية. ودعا إلى البحث عن بدائل أخرى مثل الإستثمار في إنشاء مؤسسات لإنتاج الأعلاف الخضراء، مثل الذرة أو نبات الفصة والصورڨو، خصوصا أن هناك تسهيلات من طرف الدولة للفلاحين والمستثمرين الذين يريدون الدخول في هذا البرنامج، إلى جانب ذلك قمنا يقول المتحدث بتنظيم أيام تحسيسية لفائدة الفلاحين للخوض في تجربة زراعة نبات الفصة، غير أن هنك العديد من الفلاحين ليست لهم تجربة في ذلك، باستثناء تجربة ناجحة لأحد الفلاحين يدعى «بلحجاجي»، استثمر في إنتاج الفصة ولقي مرافقة منا، أما عن النخالة، فقد قال عبد ربي إنّها توزع حسب نوع الماشية والحصص المخصصة لها، كما نص عليه المنشور الوزاري. ضرورة إيجاد بدائل عن مشكل نقص مياه السقي، قال متحدث في تصريح ل «الشعب»، إنّ المياه الموجودة في سهل العبادلة، تضخ في أنابيب مياه الشرب الموجهة إلى السكان، ممّا سبّب نقصا في كمية المياه الموجهة للأراضي الفلاحية، لذلك يفترض أن تكون هناك دراسات حول هذه الإشكالية، وتضافرا للجهود بين قطاعي الفلاحة والري، في ظل شح المياه نتمنى أن تكون هناك بدائل لمياه لشرب الساكنة، فسهل العبادلة كي ينهض يجب خلق بدائل وحلول، وإعادة استعمال المياه في سقي المحاصيل الفلاحية.