تشهد مراكز التلقيح بالجزائر العاصمة تراجعا لافتا في عدد الأشخاص المقبلين على أخذ اللقاح المضاد لفيروس كورونا، مقارنة بالأشهر القليلة الماضية التي عرفت موجة ثالثة عنيفة من الفيروس المتحور، بعد أن اقتربت الإصابات من عتبة 2000 إصابة يوميا، ما جعل أغلبية المواطنين يصابون بحالة من الذعر والخوف ويتوافدون بقوة على مختلف فضاءات التلقيح، خاصة بالنسبة للأشخاص المعرضون لمخاطر الإصابة من كبار السن والذين يعانون من أمراض مزمنة. أرجع أطباء ببعض المؤسسات الصحية الجوارية الانخفاض المستمر في عدد المتوافدين على التلقيح إلى ارتياح المواطنين نظرا لتسجيل انخفاض في عدد الحالات المسجلة يوميا، اعتقادا منهم بأن الخطر زال نهائيا خاصة بعد الأزمة الصحية التي عاشتها الجزائر مؤخرا والتي تعتبر الأصعب، منذ بداية انتشار جائحة كورونا في البلاد لما خلفته من إصابات خطيرة ووفيات تسبب فيها الانتقال السريع لسلالة دلتا المتحورة، زيادة على اكتظاظ المستشفيات والصعوبات في الاستجابة للطلب الكبير على مادة الأوكسجين. توقع أخصائيون موجة رابعة من المتحورات الجديدة، تكون أخطر من السابقة داعين الجميع الى المساهمة في تسريع وثيرة التلقيح لتقوية المناعة ضد مخاطر الفيروس، لاسيما وأن عدد الملقحين بالجرعتين إلى حد الآن لا يتجاوز 5 ملايين، وهو رقم ضئيل لا يسمح بتحقيق هدف تشكيل مناعة جماعية تمكننا من التصدي لمخاطر موجة محتملة. وحذروا من عواقب الاستهتار والتراخي في أخذ اللقاح المضاد لفيروس كورونا وكذا ما يتعلق بعدم الاستمرار في الالتزام بالإجراءات الاحترازية والذي قد يترتب عنه تكرار سيناريو الموجة الثالثة، مع تخوف من ظهور سلالات ومتحورات جديدة أشد فتكا من الفيروسات الحالية، معتبرين تلقيح أكبر عدد من المواطنين، الوسيلة الأنجع للتصدي ومواجهة انتشار الفيروس. وأكد بعض الملقحين بالجرعة الأولى خلال الموجة الأخيرة أنهم لم يتلقوا الجرعة الثانية بعد بالرغم من توفر اللقاحات في مختلف مراكز التلقيح وذلك كون الوضع الوبائي أصبح مستقرا مقارنة بالأشهر القليلة الماضية التي حتمت على الجميع الإقبال على اللقاح خوفا من الإصابة بالعدوى. من جهته، قال عيساوي تركي في السبعينيات من العمر إنه مصاب بالسكري ويخضع لعلاج الأنسولين وخوفه من إمكانية الإصابة بالفيروس ومخاطره على المصابين بالأمراض المزمنة جعله يتقرب من أقرب مركز تلقيح لأخذ اللقاح منذ 3 أشهر، في حين أنه يتردد في تلقي الجرعة الثانية، مشيرا إلى أنه أصيب بالفيروس خلال الموجة الأولى وظهرت عليه أعراض خفيفة غير خطيرة.