المجتمع يستدعي تبني تعديل في الصميم، وهناك من استحسن مراجعة وثيقة الدستور في الوقت الحالي ليتسنى مواصلة الإصلاحات الكبرى الجارية والمحافظة على الإستقرار عن طريق ترشح رئيس الجمهورية لعهدة رئاسية جديدة. رغم اختلاف وضعياتهم الاجتماعية وتفاوت مستوياتهم الثقافية، إلا أن الكثير من الجزائريين تقاطعوا حول مصلحة وطنهم واشترطوا الحفاظ على مقومات هويتهم والمكاسب المحققة من استقرار وسلم في أي خطوة نحو تعديل الدستور. ولم يخف الجزائريون حاجتهم الماسة إلى مواصلة الإصلاحات حتى وإن كان بعجلة بطيئة وأملهم في استتباب سلم أكبر واستقرار حقيقي يدفنون من خلاله كل الألوان التي تجرعوها من لغة العنف. واغتنمت المواطنات والمواطنون الذين تقربت منهم مندوبة ''الشعب'' في هذا الاستطلاع الميداني، الفرصة ليرفعوا مشاكلهم الاجتماعية من بطالة وأزمة سكن و... و...، آملين أن يحمل هذا التغيير وتحمل العهدة الرئاسية الجديدة الكثير من التغيير على مستوى تحسّن وضعيتهم المعيشية. وبلهجة المتخوفة، قالت السيدة ''نبيلة'' 45 سنة ممرضة، نحن غير مستعدين لنضيّع المكاسب التي حققناها وننعم بها اليوم، لذا نحن ندعّم ونزكي كل الخطوات والمبادرات التي يطرحها رئيس الجمهورية، وواصلت محدثتنا تقول في نفس السياق، كل ما ضاع منا في السابق، ودخولنا في دوامة الموت والعنف، لا يجب أن يتكرر مسلسلها، لهذا نعتبر أن مشروع تعديل الدستور، خطوة حقيقية تمنحنا الأمل نحو عودة الرئيس بوتفليقة ولوج معترك الإنتخابات الرئاسية المقبلة ومواصلة الجزائر على نفس النهج التنموي والإصلاحي. بينما السيدة ''جميلة.ط''، إطار وتبدو وكأنها في بداية عقدها السادس، ترى أن الأمور الجيدة المدرجة في الدستور الوطني، تكمن في مجمل المواد المستمدة من نصوص شريعتنا الإسلامية السمحاء، واشترطت أن لا يمس التعديل ولا يسري على هذه المواد، كما روّج لذلك بعض المغرضين والمزايدين... أما ما دون ذلك، قالت محدثتنا، أن الدستور ليس وحيا أو قرآنا يحافظ عليه مدى الحياة، حيث يمكن أن تجرى عليه سلسلة من التعديلات إذا اقتضت الضرورة ذلك، بل ذهبت هذه السيدة إلى أبعد من ذلك، عندما أكدت أنه لا ضرر إذا جدد الشعب الجزائري تزكيته لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، لعهدة ثالثة وبقائه في قصر المرادية بهدف إستكمال الورشات الكبرى من الإصلاحات التي أطلقها. وتدعّم السيدة التي وجدناها على وعي كبير ودراية محسوسة بخبايا السياسة، تجديد الثقة في رئيس الجمهورية بهدف مصلحة الجزائر لأنه على حدّ تصريحها، قادر على مواصلة تحريك عجلة الإصلاح والنموّ في المجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي برغم العراقيل والصعوبات التي تلغم مسار التغيير من الحسن إلى الأحسن، بل أن السيدة جميلة، ترى في رئيس الجمهورية الرجل الوحيد والقائد الأقدر على مواصلة تجسيد تحدي المصالحة الوطنية الذي حسب تقديرها مازال ملفه لم يستكمل ويحتاج إلى المزيد من الوقت والمساعي والجهود المضاعفة بسبب العراقيل. تركنا السيدة جميلة، وهي تناشد الإستقرار والسلم لوطنها الجزائر، ولا تقبل ثمنا أو مساومة على السلم والاستقرار. مرحلة حاسمة أما نبيل طالب جامعي ومصطفى التاجر.. فتحدثا بصراحة كبيرة، حيث قالا إن تعديل الدستور يعدّ مرحلة حاسمة من شأنها أن تخطر بإمكانية عودة رئيس الجمهورية إلى مواصلة توليه منصب القاضي الأول في البلاد في عهدة رئاسية جديدة، وهذا على حد تأكيدهما، بإمكانه على الأقل المحافظة على مستوى التطور والإرتقاء الذي قفزت إليه الجزائر وتجاوزها عتبة الخطر الذي كانت تتخبط فيها. بل أن الشابين شددا على ضرورة أن يواصل رئيس الجمهورية قيادة الجزائر على الأقل لضمان الإستقرار والسلم مثلما نجح في ذلك، محذرين من خطورة أن يتحرك أعداء الجزائر لاستغلال ملف المصالحة في شقه السلبي، كونه، أضافا، الوحيد الذي استطاع إسكات صوت العنف وقطع دابر المزايدين بدماء الجزائريين. في حين إبراهيم الصيدلي، بعد أن تحفظ في الحديث إلينا في البداية، لكن وتحت إلحاحنا، تحدث بلغة فرنسية جميلة، حيث قال أنا لا أودّ أن أخوض في الأمور السياسية ولا أثمّن مصلحة هذا عن ذاك، بل يهمني مصلحة وطني وإستقرار بلادي الذي يعني إستقرار أسرتي ونجاح أطفالي، وإن كان تعديل الدستور إستمرار خطى الجزائر نحو التغيير الإيجابي، فنحن نحمل لهذا الوطن كل الخير وندعّم كل أهل الخير، الذين يطوقون الجزائر بالسهر والحماية، لذا لن نتردد في تدعيم رئيس الجمهورية الذي برهن على وفائه وتفانيه في خدمة وطنه ولا مانع أن يتم تعديل الدستور ولا مانع من دخول رئيس الجمهورية منافسة الرئاسيات المقبلة، كون حظوظه كبيرة جدا في العودة، وفي مواصلة مسيرة التنمية والإستقرار. فضيلة. ب